حال المسيحيين والكنائس في الخليج

mjoa Friday April 20, 2012 123

الحديث عن حال الكنائس والمسيحيين في الخليج يحتاج الى مدخل، ولغة الأرقام قد تكون هي الأقرب. إجمالي عدد السكان في دول مجلس التعاون الخليجي بلغ نحو 46.800.000 نسمة، منهم 13 مليون وافد، يشكل المسيحيون نسبة 20% منهم، أي حوالي 3 ملايين مسيحي. وهؤلاء يتوزعون على ست دول، والكتلة الأكبر تتواجد في السعودية، التي لا يوجد فيها أي كنيسة أو معبد لغير المسلمين.

مسيحيو الخليج، خليط من العرب والآسيويين والأوروبيين، وهذا الرقم لا يضم الهندوس والبوذيين والسيخ، إنما يجمع الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت في غالبيتهم.
بشكل عام، تمارس الجاليات المسيحية حرية العبادة في هذه الدول من خلال الكنائس الخاصة بكل طائفة، باستثناء السعودية التي تحظر هذا النشاط وإن خرجت تسريبات إعلامية قبل أربع سنوات تقريباً عن مفاوضات تجري بين المملكة والفاتيكان، من أجل السماح ببناء كنيسة كاثوليكية هناك، علماً أنه يوجد نحو 900 ألف كاثوليكي يعيشون ويعملون في السعودية. شهدت بعض عواصم دول الخليج في السنوات العشر الأخيرة بناء عدة كنائس جديدة، عكست تجسيداً فعلياً لحوار الأديان وحرية العبادات، وترجم على أرض الواقع لغة العيش المشترك.

يمارس المسيحيون المقيمون في هذه الدول شعائرهم في أعياد الميلاد، وبحرية داخل المجمعات الكنسية التي بنيت حديثاً وتبرعت معظم حكومات دول المنطقة بأراضيها، ومن السهل لزائر دوار الشيراتون في مدينة الكويت أو أبو ظبي أو «حي أبو هامور» في الدوحة أن يلحظ التجمعات البشرية التي ترتاد الكنائس الواقعة في قلب المراكز التجارية.
يمنع على الكنائس ممارسة حملات تبشير أو القيام بتوزيع مطبوعات من شأنها الدعوة للتنصير، وهذا محل تفاهم واتفاق مع القائمين على إدارة الكنائس والمشرفين عليها.

نسبة المواطنين المسيحيين من أبناء الخليج محدودة، وتعد بالمئات وأكثرهم في الكويت وسلطنة عمان والبحرين، نظراً إلى أقدمية تواجدهم في هذه العواصم، والكويت تتميز في هذا الجانب، وفيها أول مواطن كويتي قس هو الأب عمانوئيل غريب، راعي الكنيسة الإنجيلية. معظم دساتير المنطقة تكفل حرية العبادة وحق الديانات في ممارسة شعائرها ضمن القوانين المرعية الإجراء.

ما زالت أصوات أجراس الكنائس خافتة ولا تسمع صداها في مدن الخليج، كما هي الحال في مدن عربية أخرى كبيروت والقاهرة وحلب وبغداد على سبيل المثال، وربما هذا يأتي لخصوصية هذه المجتمعات وعدم تقبلها هذا النوع من المظاهر. هذا التقرير يرصد حال الكنائس والمسيحيين في دول مجلس التعاون الخليجي.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share