كلمة المطران باسيليوس (منصور) في عيد الحركة السبعين

mjoa Saturday April 21, 2012 157

الكلمات التي سمعت كثيرًا ولأنني ما سمعت تلك الكلمات الطنانة الرنانة، الني لا يدرك معانيها وأعماقها إلاَّ القلة ممن شحذوا همّتهم في الأدب اللغوي أو ممن أضيئت همَّتهم بالتجربة الروحية العميقة.
سمعت اليوم خطابًا آراميًا من بلادنا، خطابًا لاهوتيًا بعيدًا عن الفلسفة وتغليف الصُوَر والواقع، بديع الكلام وجميل النصوص فكانت الحقيقة هي الجمال والألوان الزاهرة التي جمَّلت الأحاديث. الغيرة والعاطفة والصدق تلك الأنوار المنسكبة على الكلمات لتخاطب كل واحد بقدر ما يستطيع وهذا هو معنى أن يخاطب الروح الناس ليأخذ كل منهم ما يستطيع أن يقوم به من كلمات ووزنات لكي يفرح الجميع بالزرع والحصاد وما ميَّز الكلمات كأنني كنت أسمع الذين تكلَّموا من الأخت رئيسة المركز أليسيا مخول والأخ الأمين العام الأستاذ ابراهيم رزق والصُوَر التي شاهدناها كأنها حالة ، تقول بولس يزرع، بطرس يسقي والله هو الذي ينمي. ولو كان غير ذلك لما قال ربنا يسوع المسيح ما ذكره الأخ ابراهيم لعل ابن الإنسان يأتي ويجد إيمانًا على الأرض، لو كان الناس على مقاييس بعضهم البعض ومتساوي الإحتمالات والإمكانيات لتدخل الله وجعل الإيمان أبديًا على الأرض ولكن الإيمان مسكوب بالنعمة وعطاءات الروح للناس والذين يأخذونه غصبًا أي بالجهاد ويغلبون ذواتهم جنودًا للملكوت ليس الآتي بل للملكوت المتمثِّل داخلكم عطاءً ومحبةً ورعايةً، ليس في الذين تجندوا في يسوع المسيح ومحبة الناس بل للناس الذين هم لا يعرفون هذه الجندية ، كتلك المرأة التي جذبت زوجها بعنايتها حتى انه أراد أن يؤمن بالإله الذي تؤمن به زوجته، هذا ما جعل عائلاتنا وصبايانا وشبابنا من كبار وصغار يحرصون في أيام الضيق أن لا يجرحوا المحبة التي لا تسقط أبدًا والتي هي يسوع المسيح، وبأعمالهم يسخطونه بل كان دائمًا هو منارة أعمالهم وحياتهم وكلماتهم وعواطفهم وهو أمامهم كعامود النار الذي سار أمام آبائنا القديسين وأسلافنا في كل شيء حتى بعد الصليب ينالوا مكافأة القيامة.
الصلاة الصلاة الصلاة، علينا الإهتمام بما هو أكثر ضرورة لحاجات المؤمنين، هذا الشيء من عمل المطران وهو يوكله إلى من يعطيهم الروح هذه المهمة والوزنة لكي يحملها عاملاً في الرعية والكنيسة لأن الله جعل في الكنيسة رسلاً أولاً، وأنبياء ثانيًا، و ثالثًا معلمين و خادمين .
القواد أي المواهب في الكنيسة لا تقف عند حد معين إذًا انتم تحملون هذه المواهب وأهم موهبة أعطانا إياها ربنا يسوع المسيح، هي أن نحب بعضنا بعضًا بالمثل والاقتداء كما قالت الأخت أليسيا و الأخ ابراهيم بالمَثَل فلا أحد يحمل مهمة ويقنع الناس بها بالكلام فالناس شبعت كلام ومن الكتب فبكبسة زر تصبح أكبر المكتبات أمامه. لكن الناس بحاجة إلى فعل، يمكنكم أن تعيشوا الكلمة المتجسدة واقعًا وحياةً عندها انتم أحباء الله، وإن كان لا يمكنكم أن تعيشوا الكلمة لا تكونوا أحباء الناس ولا أحباء الله وتخلَّيتم عن المهمة، دون شك الإنسان يحن دائمًا في التاريخ أن يكون مولودًا في أعماق نفسه ويحن إلى الإطمئنان في رحم والدته، وفي كيانه يحن إلى الملكوت السماوي بالإشتياق إلى الجمال المغلق في الكنيسة نحنُّ دائمًا إلى عصر المسيح والرسل والآباء القديسين القدماء، لكن الروح هو وهو ذاته في كل زمان و مكان و في كل إنسان يجب أن تصبح حياته سيرة مقدسة تتناقلها الأجيال الآتية بعدنا كما تناقلنا سيرة الأجيال التي أتت من قبلنا.
كل عام و أنتم بخير وإن شاء الله كل اجتماع يكون لمجد ربنا يسوع المسيح ولِألَق كنيسته وخلاصنا آمين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share