صاحب السيادة والآباء الأجلاء، أخي الحبيب أمين عام الحركة الأخ ابراهيم رزق المحترم، أهالينا الكرام في منيارة، اخوتي رؤساء المركز السابقين ، اخوتي الحركيين، أريد أن أتوجه للأخوة لتذكيرهم بالعيد السبعين لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ،
سبعون عاما والأخوة يناضلون حتى صارت الكنيسة ما هي عليه، حيث تمّ فتح أبواب الكنائس للصلاة ونفضوا الغبار عن الكتب الموجودة التي كان آباؤنا وأجدادنا يستعملوها وعادوا للعيش بحياة الليتورجيا، ونحن يتوجب علينا أن لا ندع جهودهم تذهب سدى لذا أدعوكم بناء على كلام سيدنا باسيليوس أيضا علينا جميعا أن نصلّي، وحين اجتمعت معه قريبا كان طلبه الوحيد الصلاة دائما، في كل لقاء وكل اجتماع، الصلاة شيء أساسي في حياتنا ولا يمكن أن نعيش دونه، مع العلم أنني على يقين أن الكثير منكم يصلّون ولكن لا بدّ من التذكير والتشديد على الالتزام أكثر بالصلاة، وكما قيل في سفر الملوك :” جعلت عينيّ هناك وقلبي إلى كل الأيام”، فتخيّلوا يا اخوة أنّ الرب قد وضع عينيه علينا وأعطانا قلبه كاملاً، وذلك إلى كل الأيام أي منذ الأزل وإلى الأبد وهذا ما يحصل للحركة فهو ينظر إليها بعينيه دائماً وكل ما علينا فعله هو أن نرى بعينينا بداية نظراته ونجعله يسمع دقات قلبنا التي إمّا تنده له أو تعلمه بابتعادنا عنه، فما أتمناه هو أن لا ننسى أننا في كل كنيسة عينا الرب علينا وينتظر منّا أي مبادرة ليبادلها بأضعاف.
يقول أحد الآباء أن أعوان الملك الموجودين بيننا هل يتجرأ أحد ويتهجّم عليهم بل حتى لا يتجرأون بالنظر إليهم، فأين نحن ونحن من نملك أعظم ملك وملك الملوك ونحن جنوده وبالأحرى أبناؤه فمن يتجرأ علينا؟، فأتمنى أن تكونوا على ثقة أن الرب دائم النظر الينا وبما أنه رفعنا كوننا أولاده شاركنا بالميراث فيجب علينا أن نكلّمه كل لحظة بالصلاة إن كانت الجماعيّة أو الفرديّة، يقول المطران جورج خضر في العام 1986 : “أيها القطيع الصغير لا تخف فإنّ كنيسة المسيح باقية إلى الأبد ولكنها تبقى بك” فعلى كل واحد منّا أن يقول أنّ الكنيسة لن تبقى إن أنا لم أكن فيها فعلي هذا الحِمل أن أهتم ببقاء الكنيسة، فعلينا أن نحمل أعباءها وننظفها ونتجنّد لكل ما يرفع هامتها، وهكذا نكون كالشجرة التي نفضت الغبار عن أوراقها لأنه كما تعلمون أن الغبار إن تراكم على الورقة فيمنع وصول أشعة الشمس إليها فيضعف ثمرها وتذبل من ثمّ تموت، فانتبهوا من تراكم الخطايا حيث تصلون لوقت تشعرون فيه بالذبول وبالتالي الموت ولا تقومون إلا بمعونة الرب، وكما قال القديس أفرام السرياني الذي هو شفيع مركزنا :”سر بكليتك ملاكاً سنوياً في أوان الصلاة وجاهد لكي تكون صلاتك مقدّسة ونقيّة بلا دنس ولا عيب حتى إذا ما شاهدها الملائكة يستقبلونها جميعاً فرحين ويقرّبونها إلى عرش السيد الطاهر الأقدس” فلكي تصل صلواتنا يجب أن تكون طاهرة ومن قلب نقي، وكل ما أتمناه أن نرى اليوم الذي تكون فيه الصلوات مرفوعة في كل عكّار والملائكة تحملها من كل بلدة فيها، صلاة كل شخص فينا مع الأباء الأجلاّء متوّجة بصلاة سيدنا الموجود معنا اليوم، لا أحد مطلوب منه أن يفرّغ النهار كله للصلاة لكن لا بدّ أن يجد الوقت لها خلال النهار للإله الذي لم يبخل علينا بأي شيء وأكبر نعمه أنه جعلنا أبناء الكنيسة، وكما قال لنا الرب في الانجيل :”اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم” فكل ما علينا فعله هو أن نطلب فقط والرب يستجيب لنا.
سيادة المتروبوليت كما تعلم لقد علّمنا المثلث الرحمات المطران بولس أن تكون الطاعة في الكنيسة للايمان المستقيم واجب مقدّس، وشدّد علينا بقوله الذي أذكّر الأخوة الحركيين به أنّ كل عمل لا يقام ببركة الكنيسة لا يأتي بالثمر الجيّد ربما يعطي الثمر بحينه ولكن لا يستمرّ فعله إلى الأبد لذا أعاهدك اليوم أننا سنكمل مسيرة العمل الموجودة ولكننا بحاجة لصلواتك وبركاتك، وفي النهاية أعايد الجميع بعيد الحركة على أمل تبقى الحركة وشبابها بحركة مستمرة كلها ايمان مستقيم.