مرَّ الصوم الأربعينيُّ المقدَّس، ومرّ أسبوع الآلام ثم القيامة المجيدة. هل انتهى كل هذا وننتظر العام المقبل لنعود إلى هذه المواسم؟!
طبعاً لا شكّ في أنّها مواسم مقدَّسة، ولكنها عند المؤمن لا تنتهي لأننا لا نقيمها كذكرى بل كإيمان ورجاء الآلام المقدسة لربِّنا يسوع المسيح هي سر الفداء، وبالتالي فإنّ فداءنا قد حصل ويحصل كل يوم، كل ساعة وكل دقيقة.
نعيش بالتوبة التي هي غفران خطايا، لأنّ الربّ له المجد قد غسل بدمه الإلهي المهراق على الصليب خطايانا
بالتوبة لا يكون الصوم والآلام والقيامة ذكرى بل هي حدث مستمرّ في حياتنا يتبعه الرجاء الذي لا يخيِّب المتكلين عليه.
إذن نحن كمؤمنين نسعى إلى أن تكون حياتنا كلها صليب، كلها قيامة بالإيمان والتوبة مقرونة بممارسة الصلاة والصوم.
عندما ينتهي هذا الموسم لا نتوقف عن الجهاد. فالجهاد يلازمنا حتى الرمق الأخير.
عيشنا القيامة هو الذي يساعدنا على تقبُّل حمل الصليب وعلى الصبر على آلام الجهاد الروحي. عيش القيامة هو حافز لنا لنتقدم في الجهاد من سنة إلى أخرى، وهكذا نقترب من الملكوت الذي هو هدفنا في هذه الحياة إذ لا هدف آخر للمسيحي إلاّ يسوع المسيح مصلوباً، قائماً من بين الأموات.
إذن، هل انتهت المواسم فنبتعد عن الكنيسة منتظرين العام المقبل. كلاّ وكلاّ. سنبقى نعيش في فرح القيامة متذوقين حلاوتها، متقدمين في جهادنا حتى نبلغ إلى ملء قامة المسيح.
نشرة الكرمة تصدرها أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس