الأحد الثاني بعد الفصح: حاملات الطيب ويوسف ونيقوديموس
تحتفل الكنيسة اليوم بذكر فئة النسوة اللواتي شهدن القيامة أولاً. ذهبن باكراً إلى القبر يوم الأحد بعد أن عاينّ أين دَفَن يوسف الرامي يسوع يوم الجمعة بعد الصلب. أتين ليدهن يسوع بطيوب الدفن على ما كان سائداً آنذاك كون إنزالِ يسوع عن الصليب تم بسرعة ودفنِهِ، بعد أن لفَّاه يوسف ونيقوديموس بكفن معطر. إستعدت النسوة للأمر واشترين مسحوق الطيب مساء السبت بعد غروب الشمس. وصلن القبر وكانت الشمس قد طلعت. يرين الحجر مدحرجاً. داخل القبر، يبشرهن شاب بلباس أبيض أن يسوع قام ويطلب إليهن أن يخبرن التلاميذ وبطرس بالأمر. قوة الحدث أرعبتهن. هربن من القبر…
مريم العذراء ومريم المجدلية هما على الأقل المحركتان للموضوع. يسمي الإنجيلي مرقس والدة الإله حيناً مريم أم يوسف (يوسي) وحيناً آخر أم يعقوب. أمه هي الأُولى والأَوْلى التي يحق لها أن تغسل ابنها بطيوب الدفن وبدموعها… بعد القيامة، كل ما يعمل بالشمس… لن تجدنه حاملات الطيب لأنه سبق ودهنت امرأة رأس الرب بطيب الدفن (مرقس 14: 8 ولوقا 26: 7) في بيت سمعان الأبرص في بيت عنيا، كما سبق ودهنت مريم أخت لعازر قدما الرب بطيب الدفن (يوحنا 12: 3) وسبق ودهنت قدمي الرب امرأة خاطئة في بيت سمعان الفريسي (لو 7: 38)… يسوع نفسه -بعد أن غير هيئته كما كان يحدث غالباً- يقول لهن إن يسوع قام… قبل الدفن وبعده، المرأة تطيب يسوع… الإله الذي ولد من امرأة تطيبه امرأة… حواء أخيراً عادت إلى قرب الإله بعد أن طردت من فردوس النعيم، مع آدم… حواء تتنفس الصعداء. إنها اليوم الأقرب إلى الإله بعد أن أقصيت… تقليد البيضة مسيحياً يرتبط بمريم المجدلية… حواء الزانية قررت مع يسوع أن تكسر قشرة الكسل والخمول والأهواء وأن تستيقظ قبل الضوء لتلاقي الرب القائم من القبر… بيضة الكسل كسرتها حاملات الطيب… مع يسوع، صارت حواء بوضوح التي تحض الرجل على القداسة وفعل العجائب: قانا الجليل،… المرأة البيزنطية حاملة طيب جديدة… أغلب القداسة أتت من نسوة فاضلات حملن المسيح وزرعنه في أولادهن… قديسو الكنيسة أتوا من نساء بيزنطيات تتشرف الكنيسة أن تذكر أسماءهن…
مجتمعات اليوم الليبرالية زادت من حيرة المرأة وضياعها… الحركات النسائية –التي نقدِّرها- عنف على عنف… المرأة تجد نفسها أمام قبر السيد. تجد كرامتها أمام قبر السيد. تجد قيمتها كحواء جديدة أمام قبر السيد… عندما تنهض قبل الضوء وتركض إلى قبر السيد-الكنيسة تصير حاملة طيب مرتعبة لكن ممتلئة من الحضرة الإلهية تعرف أن تنشر طيب دفن الاستعمال السيء للحواس والطاقات التي زرعها الله فتغير بذلك آدم-الرجل الساقط وبدلاً من أن تعطيه ثمرة المعصية تدهنه بطيب دفن المعصية فتنهض هي وإياه مخلوقين جديدين تتزين الأرض وتتزين السماء بهما. آمين. المسيح
قام! حقاً قام قدس الأب د. يوحنا اللاطي
دمشق، 29 نيسان 2012