كلمة الأمين العام ابراهيم رزق في الأربعين لانتقال الأخت ذكية حداد

mjoa Wednesday June 13, 2012 120

أصحاب السيادة:
أيها الأحبـاء:
على دروب النهضة تعرفت بالأخت زكية،
في مداخلاتها، وحواراتها، هدوء ورصانة، وأناقة في العبارة، وحماسة وتوقد، لم تحد منها تجاعيد السنين، ولا تقدم العمر.
لفتني، لدى زكية حداد، المتقدمة عمراً، عن معظم المشاركين، هذه البساطة في الأداء والتعبير، المسنودة على عمق في التفكير وصلابة في الإلتزام بالقيّم الروحية، والتذكير الدائم بالمنطلقات الجوهرية، لحركتنا النهضوية.
أصحاب السيادة:
أيها الأحبـاء:
لن أضيف في تعداد المواهب والمزايا والعطاءات الظاهرة، للأخت زكية حداد فقد عبر العديد من الأباء والأخوة عن محبتهم الكبيرة وما يكنوه لها، وما يرونه فيها.
ففي مسيرة حياة، تميزت بالتكريس الكلي للرب، في المنزل والمجتمع والعمل، وبتعميد علم التربية، لخدمة العمل التربوي النهضوي في كنيسة المسيح، والخدمة المستمرة والشهادة، المحبة كانت بمثابة سراجاً مضيئاً، يشهد للمصلوب وينير دروب كثيرين.
وتقديراً لعطاءاتها، ولخدمتها كنيسة الرب، حازت على وسام القديسين بطرس وبولس مع غبطة البطريرك إغناطيوس هزيم، بمسعى كريم من سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور، أسقف طرطوس آنذاك.
أصحاب السيادة:
أيها الأحبـاء:

برقاد الأخت زكية حداد، نفتقد إشراقة وجهها، وسحر إبتسامتها، وعمق حضورها، لكن عزاءنا الكبير أنها إنتقلت إلى موطن النعمة، وهناك التحقت بوجوه نيِّرة أحبتها، وعرفتها، إلتحقت بسيادة المتربوليت بولس بندلي وبقدس الأب المتوحد الياس، وغيرهم وغيرهم الكثير ممن شاركتهم، وشاركوها، الهم والغيرة والإندفاع، من أجل كنيسة بهية مشعة تشهد للرب يسوع وتتألق بنوره وتلتق بمحبته العظيمة.
أصحاب السيادة:
أيها الأحبـاء:
أننا، إذ نتعزى بنعمة الرب التي تغمرنا جميعاً، وتنتشلنا من مرارة الوحدة واليأس، نصلي إلى الرب أن يرحم أمته زكية، وأن يعطينا الفهم والحكمة للإتعاظ من أمثولاتها العديدة، ومواهبها المتعددة، و لا سيما في محبة الكنيسة وإحترام الآخر، والتواضع والخدمة والتكريس ومواجهة التحديات، في الإلتزام بالحياة الروحية والشهادة وتحدي الظروف والصعوبات وفي تعميد العلم، وتسخيره لخدمة الكلمة، وفي الإخلاص للوطن، نعم الإخلاص للوطن الذي نحتاجه هذه الأيام، فالأخت زكية، أحبت وطنها بكافة أبنائه وأخلصت لأهلها ولمدينتها، ونشدت وطناً تعمه المحبة ويسوده السلام.
المسيح قام … حقاً قام
ليكن ذكرها مؤبداً

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share