ذكر شهود عيان ومسؤولون ان خمسة اعتداءات بالقنبلة استهدفت الاحد كنائس مسيحية في شمال نيجيريا، في حين اعلن فرض حظر للتجول في كادونا شمال البلاد.
وكانت ثلاثة اعتداءات بالقنبلة استهدفت في وقت سابق الاحد كنائس مسيحية في شمال نيجيريا موقعة عددا غير محدد من الضحايا في منطقة تهزها باستمرار اعمال عنف تنسب الى جماعة بوكو حرام الاسلامية.
وافاد مسؤول في اجهزة الاسعاف ان اعتداءين اخرين بواسطة قنبلتين استهدفا الاحد كنيستين في مدينة كادونا، ما يرفع الى خمس عدد الكنائس التي تعرضت لهجمات في هذه المنطقة بشمال نيجيريا.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية للاسعافات الطارئة علي محمد لفرانس برس “وقع هذا الصباح هجومان متزامنان بواسطة قنبلة على كنيستين في اثنين من الاحياء (ذات الغالبية المسيحية) في جنوب مدينة كادونا. لا نزال ننتظر الحصول على معلومات عن عدد الضحايا المحتملين”.
ولم تتوافر حتى الان اي حصيلة للضحايا.
وقال المتحدث باسم شرطة الولاية امين لوان ان “اعتداءات انتحارية استهدفت كنائس في حيي وساسا وسابونغاري في (مدينة) زاريا وكذلك في منطقة تريكانيا في كادونا”.
واضاف لوكالة فرانس برس “هناك بالتاكيد ضحايا لكن ما زال يتعين علينا التحقق من عدد الجرحى والقتلى”، في حين تحدث سكان عن ان عدد القتلى قد يكون كبيرا بين المصلين.
وفي البداية استهدف هجومان كنيستين في مدينة زاريا.
وفرضت سلطات ولاية كادونا شمال نيجيريا حيث وقعت الاعتداءات الخمسة ضد كنائس الاحد، حظرا للتجول لمدة 24 ساعة في المنطقة، كما اعلنت الحكومة المحلية والشرطة.
واعلن المتحدث باسم الحكومة المحلية روبن بوهاري ان “الحكومة وافقت على حظر التجول لمدة 24 ساعة بمفعول فوري في كل الولاية (…)”.
واكد المتحدث باسم الشرطة امين لوان ان “حظرا للتجول لمدة 24 ساعة دخل حيز التطبيق في كل الولاية”.
واعلنت وكالة الدولة لادارة الاوضاع الطارئة وسكان ان الانفجارات وقعت في قطاعين من المدينة التي شهدت في الماضي هجمات نفذتها جماعة بوكو حرام الاسلامية.
واعلن المتحدث باسم الوكالة يوشاو شعيب في بيان ان “ادارة الاوضاع الطارئة تؤكد وقوع انفجارين في واساسا ودابون-غاري في مدينة زاريا في ولاية كادونا. وتوجه الى مكان الانفجارين مسعفون وعناصر امن”.
واعرب سكان عن خشيتهم من ان يكون عدد كبير من المصلين لقي مصرعه في الاعتداءات التي استهدفت كاتدرائية يسوع الملك الكاثوليكية وكنيسة البشارة الانجيلية.
وبعيد ذلك، اعلن مسؤولون ان اعتداء ثالثا بقنبلة استهدف كنيسة في كادونا عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه والتي تبعد حوالى بضعة كيلومترات من زاريا.
وتعذر الحصول على اي حصيلة رسمية للاعتداءات الثلاثة ولم يعلن احد مسؤوليته عنها على الفور، لكن جماعة بوكو حرام الاسلامية التي نفذت في السابق عددا من الاعتداءات ضد المسيحيين، اعلنت اخيرا انها ستواصل مهاجمة الكنائس.
وفي زاريا، قالت مصلية من حي واساسا ان “الكثير من الناس في الكنيسة اصيبوا بجروح”، لكنها اضافت انها لم تشاهد قتلى.
وفي سابونغاري، في المدينة نفسها، روى احد السكان ان الكنيسة تضررت كثيرا. وقال محمود حمزة لوكالة فرانس برس “من الواضح ان هناك قتلى نظرا لحجم الاضرار والنيران”.
واضاف احد السكان انه “تم سحب جثث من الكنيسة شوهدت من بعيد”.
والاحد الماضي، استهدفت اعتداءات تبنتها بوكو حرام كنيستين في وسط وشمال شرق نيجيريا ما اوقع اربعة قتلى بينهم انتحاري واصابة نحو خمسين شخصا بجروح.
وكان متحدث باسم الاسلاميين اعلن ان هدف هذه الهجمات هو اظهار ان الجماعة تبقى ناشطة على الرغم من العمليات التي تشنها قوات الامن ضدها.
وقال ان “الدولة النيجيرية والمسيحيين هم اعداؤنا وسنشن هجمات ضد الدولة وجهازها الامني وكذلك ضد الكنائس الى ان نحقق هدفنا وهو اقامة دولة اسلامية مكان الدولة العلمانية”.
وتكثف جماعة بوكو حرام منذ منتصف 2009 الاعتداءات التي تستهدف المسؤولين الحكوميين وقوات الامن والاقليات المسيحية في مدن الشمال النيجيري حيث الغالبية من المسلمين. وقد اسفرت اعمال العنف هذه عن مقتل اكثر من الف شخص منذ ذلك التاريخ.
ونيجيريا الدولة الاكثر عددا للسكان في افريقيا مع حوالى 160 مليون نسمة، مقسمة بين شمال غالبيته من المسلمين وجنوب حيث الغالبية من المسيحيين الاكثر ثراء بفضل النفط.