ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم اجتماع مجلس أمناء جامعة البلمند في دورته العادية في قاعة اجتماعات مبنى الزاخم، في حضور معظم الأمناء من لبنان وخارجه، تم خلاله مناقشة المواضيع الأكاديمية والإدارية والإنمائية والعمرانية التي طرحها توسع الجامعة وانتشارها وازدهارها على الصعد الأكاديمية منها والعمرانية.
افتتح البطريرك هزيم الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على روح رئيس الجامعة السابق غسان تويني، مذكرا بمساهماته في تأسيس الجامعة ووقوفه إلى جانبها في أول طريقها الأكاديمي.
وتمنى هزيم أن تستقر الأوضاع في المنطقة العربية، ويعم السلام مجددا في سوريا، لكي تنعم الشعوب العربية بالاستقرار والطمأنينة والتقدم، وقال: “اننا جميعا مسؤولون معنويا عما يحصل في المنطقة وحولها. وبما أنه لا مصالح لنا في كل ما يدور، علينا العمل لكي تعم مشاعر المحبة والسلام لكي نتمكن من الانطلاق بثقة في عمل يوصلنا إلى المستقبل الزاهر الذي نتوق إليه جميعا”.
وشكر جميع البلمنديين: أمناء الجامعة ورئيسها والأساتذة والإداريون وكل العاملين فيها مثنيا على عملهم الجدي لبلوغ مستقبل مشرق. ونوه بدور الطلاب الذين لولاهم لما عرفت الجامعة هذا النجاح، فهم روحها وصورتها الحضارية ورسلها وصانعو صيتها الحقيقيون. كما نوه بتفاني الأساتذة والإداريين الذين يعملون بكل ما أوتوا من قدرة لتوفير مناخ تعليمي وإداري ممتاز.
وأنهى كلمته بالقول: “إن الله رعى مسيرة هذه الجامعة منذ أن بدأت. وكل ما تحقق من نجاحات وإنجازات تعود إليه. فالشكر لله أولا وأخيرا”.
ثم طلب من رئيس الجامعة أن ينتقل إلى بنود جدول الأعمال.
سالم
وتحدث رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم عن تصوره لواقع الجامعة ومستقبله وقال: “من هذه النقاط ما هو أكاديمي صرف، وما هو عمراني وعملي، ومنها ما يتمثل في مشاريع ثقافية وحضارية. وقد تمحورت هذه النقاط حول موضوعات الهوية، والتوسع العمراني، والامتداد الأكاديمي، والاعتراف العالمي من خلال “الاعتماد” (Accreditation)، وهيمنة التكنولوجيا على حياتنا المعاصرة، وأهمية البيئة، والحوار الحضاري، والمشاريع الثقافية (متحف للفن والتراث) والصحية (مستشفى).
واعتبر الدكتور سالم أن هذه النقاط، التي يدعو إلى بحثها بعمق والالتزام بتحقيقها، تهدف إلى تثبيت مرتكزاتها القيمية وقواعد مبادئها ومنطلقاتها الأخلاقية، وترسيخ أركان الجامعة وما حققته من إنجازات على الصعد كافة، لكي تنطلق بثقة إلى محطة جديدة من مسيرتها العلمية والتربوية الريادية. فالجامعة التي أخذت على عاتقها، منذ إنشائها في الربع الأخير من القرن الماضي، مهمة بلوغ “التميز” على الصعيد الأكاديمي، ونشر ثقافة الحوار والوئام، والتزام كل ما هو خير للبنان على المستويات البيئية والثقافية والصحية، لا يمكننها إلا أن تثير باستمرار الأسئلة والتساؤلات حول موضوعات حيوية ومصيرية. فالجامعة هي مكان “السؤال” الجريء والحرج، والتساؤل المصيري حول مستقبل الإنسان والمجتمع والوطن.
جدول الاعمال
بعد ذلك، انتقل المجلس إلى جدول الأعمال، فصدق على محضر اجتماع مجلس الأمناء السابق المنعقد في 2 كانون الأول 2011، فاطلع على اوضاع الجامعة المالية، واستمع إلى تقرير المدير المالي وتقرير مدقق الحسابات، ووافق على تعديل النظام المالي وعلى مشروع الموازنة 2012-2013. ثم اطلع المجلس على تفاصيل زيارة وفد من شركة ساساكي، وعلى وضع الأبنية في الحرم الجامعي، وفي عكار وسوق الغرب. وافق المجلس على مشروع البناء المقترح للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في سن الفيل (بيروت).
من ناحية أخرى، وافق المجلس على ترقيات بعض الأساتذة وعلى مشروع الدكتوراه في اللاهوت في الولايات المتحدة.
ثم استمع إلى تقرير عن الحياة الطلابية في الجامعة، وإلى تقرير آخر عن العلاقات مع متخرجي الجامعة في دول الخليج العربي.
بعد الانتهاء من مناقشة كل نقاط جدول الأعمال، لبى الجميع دعوة رئيس الجامعة إلى مأدبة غداء في البيت الرئاسي في حرم جامعة البلمند.