الرئيس الروسي يفتتح بيت الحجاج الروس في المغطس (الأردن)

mjoa Wednesday June 27, 2012 106

افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الثلاثاء في موقع عماد السيد المسيح بوادي الخرار، شرقي نهر الأردن في لواء الشونة الجنوبية، بيت الحجاج الروس. وكان في استقبال فخامته لدى وصوله لموقع الاحتفال سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ووزير السياحة والآثار نايف الفايز، ومدير عام هيئة موقع المغطس المهندس ضياء المدني وعدد من رجال الدين المسيحي والمسؤولين.

 

 وقال فخامة الرئيس الروسي بوتين في تصريحات صحفية عقب افتتاحه البيت الروسي وبمشاركة سمو الأمير غازي “اشكر جلالة الملك عبدالله الثاني على دعمه العظيم لهذا المشروع الذي يشكل أهمية كبيرة لآلاف الحجاج الروس”، مؤكداً أن هذا البيت سيكون لجميع الحجاج الروس القادمين إلى موقع العماد في المغطس.

وقال “أنا سعيد بقدومي إلى أكثر الأماكن قداسة وسأعمل كل ما بوسعي للتسهيل على حجاجنا لزيارة هذا الموقع المقدس”.

وبين أن الاهتمام الروسي بهذه المنطقة المقدسة كان منذ القرن الثالث عشر حيث كان الحجاج الروس يترددون على الأماكن المقدسة في الأردن وفلسطين.

وثمن فخامته جهود الحكومة الأردنية في الحفاظ على مثل هذه الأماكن المقدسة والتي تعتبر موروثاً حضارياً للأردن مثلما هي للمسيحيين في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن هذا يدل على اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ورعايته للموقع واحترامه وشعبه الطيب لكافة الأديان السماوية والتي تنبع من التسامح الديني في هذا البلد.

وأشاد بالدور الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في العمل على التسامح بين الأديان وخاصة ما تضمنته رسالة عمان والتي تحث على التسامح والتعايش والوئام بين الأديان السماوية وما الحفاظ على هذه المقدسات إلا اكبر دليل على هذا التسامح.

وأعرب فخامته عن شكره لسمو الأمير غازي على دوره الفاعل ودعمه المتواصل لحوار الأديان والثقافات بين شعوب ودول العالم ورعايته واهتمامه بالأماكن المقدسة في موقع المغطس.

وأشاد سمو الامير غازي بحرية الأديان المسموح فيها في روسيا وتنوعها بعد أن كان الدين وممارسة طقوسه وعباداته محرماً، مشيراً إلى وجود أكثر من 100 مليون مسيحي أرثوذوكسي و15 مليون مسلم يمارسون بكل حرية ودون خوف.

وشكر القيادة الروسية وحكومتها على دعمها لهذا المشروع الكبير وهو البيت الروسي في هذا المكان الذي تعمد فيه السيد المسيح وانطلقت منه الديانة المسيحية إلى كافة أرجاء المعمورة، مشيراً إلى أن مثل هذا المشروع له أهمية كبيرة في دعم ورفد الاقتصاد الوطني الأردني من خلال إقبال سياحة الحج الروسي إليه وزيادة أعدادهم بشكل كبير ولم تتأثر بما يحدث من حراكات في الوطن العربي حيث تشكل السياحة في الأردن ما نسبته 12 بالمئة من الناتج المحلي الأردني.

بعد ذلك تجول الضيف والوفد المرافق في عدد من الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية في الموقع كنبع يوحنا المعمدان وكنائس النهر والموقع الذي تعمد فيه السيد المسيح وكهوف الرهبان والأديرة وتل مار الياس ومرافق الموقع الخدماتية.

كما جلس على ضفاف النهر الشرقية وتبارك في مياهه وسجل كلمة في سجل الزوار، مبدياً فيها اندهاشه منذ وصوله إلى الأردن بالتقدم الحضاري الذي وصل إليه وحسن الضيافة التي لاقاها والوفد المرافق له.

وأبدى فخامته إعجابه بما شاهده خلال زيارته للموقع الذي عمد فيه السيد المسيح من أماكن أثرية ودينية وتعدد الكنائس، وقلد فخامته سمو الأمير غازي خلال زيارته للموقع وسام الصداقة.

بعد ذلك تفقد فخامته بيت الضيافة الروسي وما اشتمل عليه من مقصورات وقاعات ومطاعم ومرافق ضرورية للبيت.

وكان فخامة الرئيس الروسي قد وضع حجر الأساس للبيت الروسي خلال زيارته التاريخية للأردن في عام 2007 وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد تفضل بتخصيص ما مساحته عشرة دونمات من أراضي المغطس المحاذية لنهر الأردن لإقامة هذا البيت الذي بلغت كلفة إنشائه 40 مليون دولار على نفقة الحكومة الروسية.

يشار إلى أن البيت الروسي أنشئ بهدف استقطاب الحجاج الروس لزيارة الأراضي المقدسة في الأردن والإقامة فيه.

ومن الجدير ذكره أن هناك اتفاقاً بين الكنيسة الروسية والحكومة الأردنية بخصوص توجيه الحج المسيحي الروسي إلى المملكة.

وكان قد تم إعلان الموقع محمية تراثية دينية ووضعت لها أحكام خاصة وبمساحة 10 كيلومترات مربعة، كما وشملت هذه الأحكام المنطقة المجاورة لها ووضع للموقع نظام سمي نظام هيئة موقع المغطس، وشكل له مجلس أمناء برئاسة سمو الأمير غازي بن محمد.

وقامت سلطة وادي الأردن بإيصال خدمات البنية التحتية الأساسية للموقع والمتمثلة بشق طريق خاص يربط الطريق العام بالموقع، بالإضافة إلى خدمات الماء والكهرباء والهاتف، ومنظومة من الطرق الدائرية تربط المواقع الأثرية وتم إقامة مركز للزوار يحتوي على كافة الخدمات المطلوبة لإدارة الموقع، وتقديم كافة الخدمات المطلوبة للزوار.

ولربط المواقع الأثرية تم إنشاء ممرات تتناسب مع البيئة المحيطة بها مراعين الأنظمة العالمية والمواصفات والمقاييس الدولية ولغايات الترويج تم إعداد (بروشور) وكتيبات خاصة بالموقع ترجمت لعدة لغات.

وتم إعداد فلم وثائقي عن المغطس ومكان معمودية السيد المسيح يعرض على طائرات الملكية الأردنية، وجرى تجهيز موقع إلكتروني للموقع وإعداد برامج ترويجية بالتعاون بين هيئة موقع المغطس ووزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة عبر وسائل الإعلام العالمية المقروءة والمسموعة والمرئية.

وأجمعت رسائل رؤساء الكنائس المسيحية بأن موقع عماد السيد المسيح هو واحد من أهم ثلاثة مواقع للمسيحيين بالعالم وهي بيت لحم مكان ميلاد السيد المسيح، والمغطس مكان بداية الدعوة المسيحية، والقدس مكان نهاية حياته الدنيوية.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share