تذكار القدّيسين هامتي الرسل بطرس وبولس (+ القرن الأول الميلاديّ)

mjoa Thursday June 28, 2012 179
leaderofapostlespeterpaul اسمه في الأساس سمعان. بطرس هو الأسم الذي أطلقه عليه الربّ يسوع. ولد في بيت صيدا على الضفة الشمالية من بحيرة جنيسارت. احترف وأخوه اندراوس صيد السمك. وحدث يوما أن كان يوحنا المعمدان واقفا هو واثنان من تلاميذه، نظر إلى يسوع ماشيا فقال عنه “هوذا حمل الله” فسمعه التلميذان وكان احدهما أندراوس، وتبعا يسوع. وكان أن كلّم اندراوس أخاه سمعان وقال له “قد وجدنا مسيّا الذي تفسيره المسيح”. وشهادة أخرى تفيد أن يسوع كان ماشيا عند بحر الجليل أبصر سمعان بطرس وأخاه أندراوس يلقيان شبكة في البحر فقال لهما “هلم ورائي فأجعلكما صيّادي الناس. للوقت تركا الشباك وتبعاه”.
لبطرس بين تلاميذ الربّ يسوع الإثني عشر مكانة مميّزة، وقد اصطحبه الربّ يسوع في اكثر من مناسبة كالصعود إلى الجبل والتجلي، كما نلقاه فما لبقية التلاميذ. على هذا اقترنت الحظوة التي نعم بها بطرس لدى يسوع بكشف خوائه بغير نعمة الله في أكثر من مناسبة. وطالما ظلّت نعمة الله بطرس بدا مستعدا لأن يبذل نفسه. ولمّا حلت ساعة الظلمة، أنكر بطرس يسوع ثلاثا بلعن وحلف.
من أعمال الرسل بطرس هو من دعا إلى أختيار بديل عن يهوذا، فألقى التلاميذ القرعة واختاروا متيّاس، وبعد حلول الروح القدس، خاطب اليهود والساكنين في أورشليم وشفى عند باب الهيكل المدعو الجميل رجلا أعرج من بطن أمّه،. وبنتيجة ذلك ألقي التلميذان في الحبس فتسنّى لبطرس وقد امتلأ من الروح القدس، أن يبشّر بيسوع رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل. وإذ هدّدوهما أن يتوقفا عن المناداة بيسوع أجاب بطرس ويوحنا: “إنّ حقا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا، لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا”. وفي لدّة شفى بطرس مفلوجا، اسمه إينياس. وفي يافا أقام تلميذة من الموت هي طابيثا. استدعى الربّ بطرس في رؤيا إلى قيصرية ليبشّر بيسوع رجلا تقيا اسمه كورنيليوس، قائد مئة. هذا كان لبطرس والكنيسة إيذانا بامتداد الكرازة إلى الأمم ايضا.
دخول الأمم في كنيسة السيح كانت له تفاعلاته. في رسالة إلى أهل غلاطية ذكر لصدام حصل بين الرسولين بطرس وبولس.
رقاده كان استشهادا في رومية في زمن نيرون قيصر بعدما سام اكليمنضوس على رومية خلفا للينوس. قضى مصلوبا ورأسه إلى أسفل حتى تكون عينه على السماء.

القدّيس بولس الرسول
عبراني من سبط بنيامين. ولد في طرسوس الكيليكية في إحدى الرعايا اليهودية في الشتات. وتمتع بامتياز المواطنية الرومية. غيرته على الناموس جعلته ينضم إلى شيعة الفريسيّين، اشترك في حقد آبائه على المسيحيّين الذين اعتبرهم متعدّين خطرين على الشريعة. وكان ينفث تهدّدا وقتلا على تلاميذ الربّ. ولما اقترب من دمشق حاملا رسائل من رئيس الكهنة اشتمله، فجأة نور من السماء، وإذ وقع على الأرض سمع صوتا يقول له: “شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟” فقال: ” من انت يا سيّد؟” فقال الربّ: “أنا يسوع الذي تضطهده! …قم وادخل المدينة”.نهض شاول عن الأرض ولم يكن يبصر شيئا، فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق. بقي ثلاثة ايام لا يأكل ولا يشرب إلى أن أتاه تلميذ اسمه حنانيا أنبأه ملاك بأمر شاول. هذا دخل البيت ووضع عليه يديه لكي يبصر ويمتلىء من الروح القدس، فأبصر في الحال وقام واعتمد. على الأثر شرع بولس يكرز بيسوع ابن الله في المجامع فأثارت مناداته استغرابا بين اليهود ومن ثم حنقا وحقدا للتخلص منه، لكن المسيحيّين تمكّنوا من إرساله، من هناك.
فأنطلق إلى العربية، هناك أمضى سنتين يعدّ نفسه للعمل االكبيرالذي شاءه الربّ الإله أن يقوم به. وأصبحت حياة بولس الرسول مكرّسة لخدمة الربّ يسوع. لقد مات للناموس ليحيا الله مذيعا: “لست بعد أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ!”. أمّا السيّد فظهر له في عدد من الرؤى والإعلانات الإلهية لتحدوه على الأنتفاخ. الربّ الإله يعرف أن يحفظ خاصته. أعطاه شوكة في الجسد حتى يجعل ضعفه أمام عينيه كل حين ويفتخر بضعفه لكي تحلّ عليه قوّة المسيح كما قال.
إثر عودته من العربية إلى دمشق، اضطر للهرب إلى أورشليم، ومن ثم انتقل إلى انطاكية وبقي فيها سنة كاملة علّم خلالها مع برنابا، جمهورًا كبيرًا من الناس. هناك دعي التلاميذ أولا مسيحيّين. توجه برنابا وشاول إلى قبرص، وجعلا يذيعان بكلمة الله في المجامع. ومن بافوس أتيا إلى برجة في بمفيليا ثمّ إلى أنطاكية بيسيدية حيث هدى بولس عددًا من اليهود بعدما دعا إلى التوبة في المجمع. ولكن نجح اليهود في طرد الرسولين من المدينة فانتقلا إلى إيقونيا. في ليسترا أبرأ بولس رجلا مقعدًا منذ ولادته فأنزلت الجموع الرسولين منزلة الآلهة وأرادوا أن يضحّوا لهما. فجأة وصل يهود من أنطاكية وإيقونية وقلبّوا الناس عليهما. فكان أن رجم بولس وجرّر كميت إلى خارج المدينة. لكنه نهض وارتحل إلى دربا حيث تلمّذ العديدين، ثم عاد إلى ليسترا وإيقونية وأنطاكية ليشدّد المؤمنين قائلا لهم إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل  ملكوت السموات.
بعد مدّة من الزمان افترق بولس وبرنابا، فاخذ شاول معه سيلا وتوجّه وإياه شمالا سيرا على الأقدام، وقد اجتازا سورية وكيليكية وثبتّا التلاميذ ثم زارا دربا وليسترا وإيقونية. وإذ واجهت مهمّتهم عوائق في آسيا وبيثينيا تحوّلوا إلى تراوس حيث كان لبولس رؤيا أن يحمل الإنجيل إلى مقدونيا.
في أثينا وقف بولس في وسط مكان امام آريوس وياغوس، وخاطب المجتمعين مشيرا إلى معبوداتهم وإيجاده بينها مذبحا مكتوبا عليه: “لإله مجهول”، فكلمهم عن الإله الواحد كلّمهم عن القيامة من الأموات. عند هذا الحدّ استهزأ بعضهم فيما أبدى اخرون رغبة في سماع المزيد. وآمن قوم، منهم ديونيسيوس الآريوباغي وامرأة اسمها دامرس وآخرون. من أثينا انتقل بولس إلى كورنثوس حيث اقام في بيت بريسكلا وأكيلا، وكان يحاج يوم السبت في المجمع، مقنعا اليهود واليونانيين شاهدا بالمسيح يسوع. غادر بولس كورنثوس إلى انطاكية.
اجتاز بولس في غلاطية وفيرجيا مثبتا الإخوة في الإيمان ثم توجه إلى أفسس ليتابع ما بدأه. وتكلّم فيها ثلاث سنوات على ملكوت السموات. ودعم بفضل رسائله، مسيحيّي كورنثوس وغلاطية، وقيل أيضًا فيليبي. وأصلح الإنحرافات في كورنثوس وحرّر رسالته إلى أهل رومية وفيها عقيدة الخلاص باعتباره نعمة مجانية يهبها الله للذين يؤمنون بالربّ يسوع المسيح. وتعرّض بولس لمحاكمة من قبل الرومان بسبب ايمانه، وبعد سنوات انتهت المحكمة باطلاق سراحه وذهب إلى أسبانيا كما كان يرغب. وأوقف مرّة جديدة في حدود العام 67م في ظروف غير معروفة فاقتيد إلى رومية مع لوقا وحوكم كمواطن روماني وجرى قطع رأسه على طريق أوستيا، خارج المدينة.  
بشار إلى أن هامتي الرسل بطرس وبولس محفوظتان في بازليك القدّيس يوحنّا لاتران.بعض جسده تحت مذبح بازيليك القدّيس بولس خارج الأسوار والقسم الباقي مع جسد القدّيس بطرس تحت مذبح بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان.

طروبارية القدّيسين بطرس وبولس
    أيها المتقدمان في كراسي الرسل بطرس وبولس ومعلما المسكونة تشفعا إلى سيد الكل أن يمنح السلامة  للمسكونة ولنفوسنا الرحمة العظمى.
0 Shares
0 Shares
Tweet
Share