أبان حكمه (القرن الرابع م)، توجّه كابيتولينوس إلى دوروستوروم، وهي سيليسترا الحاليّة في بلغاريا، واطلق التهديدات بالموت في حقّ المسيحيّين ومن يعرفونهم ولا يشون بهم، فهتف الذين كانوا في الديوان انّه لا مسيحيّ في مدينتهم وانّ كلّ السكّان يضحوّن لآلهة الأمبراطور.
فارتاح كابيتولينوس لهذا الخبر وشاركهم المأدبة المقامة على شرفه. وإذ بفتى مسيحيّ نبيل اسمه إميليانوس، يدخل هيكل الأوثان وفي يده مطرقة، وفي غفلة عن العيون عمد الى تحطيم الأصنام وقلب حمّالات الشموع والمذابح، وسكب على الارض الخمر وغادر دون ان يُلاحظه أحد. ممّا أثار غضب كابيتولينوس فأمر بالبحث عن الجناة، وهكذا انتشر الجنود للبحث عن الفاعل، ولئلا يعودوا فارغين، قبضوا على فلاّح عابر سبيل وجرّوه وهم يضربونه، ولما علم إميليانوس بالخبر، سلّم نفسه واعلن انّه هو الفاعل.
فاحضروه امام كابيتولينوس. ولمّا سأله عن سبب هذا العمل أجاب انّه حرّ وعبد في آن: فهو عبد الله وحرّ من الاوثان. ثمّ أضاف: هي محبّة الله والغيرة للمسيح والإشمئزاز من رؤية هذه التماثيل الصمّاء، ما اقنعني وقوّاني على تحطيم ما هو عارٌ على الجنس البشريّ. فإنّه لا شيء احقر لنا، نحن الذين حبانا الله بقوّة العقل، من عبادة كائنات لا عقل لها والسجود لعمل أيدينا وإلقاء كرامة الإله الخالق الأوحد عنّا”.
فأمر كابيتولينوس بتجريده من ثيابه وضربه بعنف بعد تمديده على الأارض. وإذ علم أنّ أمليانوس هو ابن حاكم المدينة قال كبيتولينوس انّ انتماءه إلى النبلاء لا يعذره في شيء ولا يوفر عليه العقاب. فحكم عليه بالموت حرقًا. ألقي قدّيسنا في المحرقة فتحوّلت ألسنة اللهب عنه الى الجنود فأحرقتهم فيما سبّح اميليانوس الله ورسم على نفسه إشارة الصليب.
رقد بسلام في الربّ في 18 تمّوز سنة 362 م. فأخذت جسده زوجة كابيتولينوس، التي كانت مسيحيّة بالسرّ واعطته لمسيحيّين أتقياء فواروه الثرى في جيزيدينا، على بعد أميال قليلة من دوروستوروم.