“فرنكوفونيا لبنان” تجمع فرنسيين ولبنانيين في عين دارة طلاب وتلامذة يتبادلون اللغة والثقافة والتقاليد

mjoa Wednesday August 1, 2012 100

في باحة المدرسة الارثوذكسية في عين دارة يلعب اولاد البلدة باشراف 10 طلاب من فرنسا جاؤوا الى لبنان في اطار نشاط نظمته “فرنكوفونيا لبنان” بهدف “المساهمة في ابقاء اللغة الفرنسية حية وفاعلة”. وعين دارة هي منطقة اختارتها “فرنكوفونيا لبنان” لتكون احد اهدافها بعد زحلة التي استقبلتهم العام الفائت.
وبالتعاون مع بلدية عين دارة والمدرسة الرسمية والمدرسة الارثوذكسية في البلدة، بدأت “فرنكوفونيا لبنان” مخيمها السنوي بدعم من السفارة في بيروت. وجاء الطلاب العشرة الى لبنان حاملين معهم بعض المعلومات عن تاريخه وتنوعه الثقافي والحضاري التي اكتسبوها بعد مشاركتهم في ورشة عمل عن لبنان.

 

انشئت “فرنكوفونيا لبنان” لتعمل على تعزيز اللغة الفرنسية في لبنان، خصوصا في المناطق الريفية النائية. فزيارة الوفد الطالبي الفرنسي الى عين دارة جاء في اطار نشاطات المنظمة.

ولم تكتف المنظمة في حضور الطلاب الفرنسيين بل سبق ذلك النشاط زيارة لعدد من مديري مدارس فرنسية الى بعض المدارس اللبنانية الخاصة والرسمية. “هناك نوايا جدية لتطوير التعليم رغم سوء وضع المدارس الرسمية في لبنان والفقر في التقنيات والمعدات المؤمنة”، تقول رئيسة مؤسسة “فرنكوفونيا لبنان” كلوتيلد دو فوشيكور لـ”النهار”، والتي نقلت اعجاب هؤلاء في المستوى التعليمي في لبنان رغم الصعوبات التي تواجه القطاع.

كما ان المنظمة قامت بنشاط آخر، حيث يسافر بعض الاساتذة اللبنانيين الى فرنسا ويتنقلون بين صفوف بعض المدارس الفرنسية وينقلون تلك الخبرات الى بلدهم. “لا نهدف كمدرسة عين دارة الرسمية ان نرسل اساتذة بل هدفنا اكبر بكثير، هدفنا هو ايجاد توأمة بين مدرستنا ومدارس فرنسا”، يقول مدير مدرسة عين دارة الرسمية سمير نجم لـ”النهار”.

الطلاب العشرة لقوا ترحيبا كبيرا من اللبنانيين الذين استضافوهم في منازلهم واحتضنوهم وكأنهم افراد من العائلة. فلم يقتصر وجودهم على اعطاء التلامذة اللبنانيين الثقافة الفرنسية واللغة انما تعدى الموضوع ذلك لتنقلب الادوار ويصبح الفرنسيون تلامذة في صفوف اللبنانيين وأولاداً في منازلهم.

واستطاع الوفد الفرنسي من خلال وجوده بين التلامذة ان يساعدهم في اللغة الفرنسية التي يتنقنها هؤلاء والذين فاجأوا الوفد باتقانهم الثالوث اللغوي، العربية والفرنسية والانكليزية. “اهم ما قدمناه للبنانيين، اضافة الى الفرصة لتطوير اللغة الفرنسية وبعض المعلومات عن تقاليدنا، قدمنا لهم النظرة الغربية للامور والرؤية للمستقبل”، يقول اعضاء الوفد مجتمعين.

وانشطر نشاط الوفد الى قسمين، ففي الصباح يخصص الوقت لاولاد البلدة، اما بعد الظهر فيخصص للاولاد الاكبر سنا، وهم يعملون على مهرجان “Notre Dame De Paris” والذي سيعرض في عين دارة مساء السبت المقبل.

ولم تقتصر نشاطات الوفد على قضاء الوقت في مدرسة عين دارة، انما زار اعضاؤه وبعض التلامذة اللبنانيين بعض المناطق من ارز بشري الى جبيل وصولا الى سبعل التي ستستضيف المخيم السنة المقبلة، وفق ما شرحت فوشيكور.
ومثلما نقل الطلاب الفرنسيون حضارتهم ولغتهم الى التلامذة اللبنانيين اكتسبوا بدورهم الكثير من المعرفة عن لبنان. “رغم ما سمعناه عن ان لبنان مليء بالصراعات والمشكلات الطائفية الا ان وجودنا هنا الغى ما رسمته وسائل الاعلام لنا لنكون فكرة عن اليوميات اللبنانية بعيدا من الصراعات التي نشاهدها”، تقول ليا جانجان احدى الطالبات الفرنسيات اللواتي يشاركن في المخيم.

الطلاب العشرة اجمعوا على ان العلاقة التي جمعتهم مع التلامذة، الصغار منهم او الكبار، تميزت بعفويتها. “لاحظنا ان اللبنانيين يتمتعون بحس المسؤولية تجاه الآخر، خصوصا عند الاولاد اذ ان ولدا يبلغ 9 اعوام في استطاعته ان يرعى آخر يبلغ 5 سنوات وهذا الامر لا نراه في فرنسا، كما اننا لاحظنا ان اللبنانيين الشباب يبلغون سن البلوغ باكرا جداً” يقول الطلاب مذهولين. واضافوا ان “الاولاد تحدثوا معنا عن السياسة في لبنان وعن التعددية التي تميز لبنان، رغم التحذيرات التي تلقيناها لتفادي الصراعات التي من الممكن ان تنجم عند الكلام عن اي موضوع لبناني حساس”.

“من المهم ان نأخذ معنا الى فرنسا ما نفتقده ويتمتع به الاهالي في لبنان وهي “الحنية” الموجودة في العلاقات اللبنانية والعفوية التي تمتاز بها العلاقات. اعطونا اكثر مما اعطيناهم” ختم الطلاب الفرنسيون كلامهم من دون تردد.

المخيم تعدى كونه مخيما فرنسيا بامتياز ليصبح مخيم عين دارة يجمع لبنانيين وفرنسيين يتبادلون التقاليد والصداقات.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share