وصل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل الخميس إلى وارسو للتوقيع مع الكنيسة الكاثوليكية البولندية نداءً تاريخياً للمصالحة.
وقال البطريرك لدى نزوله من الطائرة “إنها مناسبة للقاء الأرثوذكس والكاثوليك والتفكير معاً في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا (…) على أساس الإنجيل الذي هو ركيزتنا المشتركة لحل المسائل الصعبة”.
وقد توجه بطريرك موسكو وعموم روسيا الضيف الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية البولندية على الفور إلى كاتدرائية مريم المجدلية الأرثوذكسية.
ويلتقي البطريرك كيريل الخميس أعضاء المجمع الأسقفي الكاثوليكي وسيلتقي في المساء الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي.
وفي أثناء هذه الزيارة التي تستمر أربعة أيام، الأولى التي يقوم بها بطريرك روسي إلى بولندا، البلد الكاثوليكي بامتياز، سيوقع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الجمعة مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية البولندية المونسنيور يوزف ميشاليك نداءً غير مسبوق إلى المصالحة البولندية-الروسية.
والبطريرك كيريل (65 عاماً) يترأس منذ 2009 الكنيسة الأرثوذكسية الروسية العازمة على لعب دور هام في المجتمع. وكان دوماً مقرباً من السلطة، أكان في الحقبة السوفياتية أو في ظل رئاسة فلاديمير بوتين.
ويشتمل الجانب الديني من زيارته التاريخية إلى بولندا على احتفالات السبت والأحد في غراباركا (شرق) المعروفة بأنها أهم موقع أرثوذكسي في بولندا التي تعد 38,2 مليون نسمة منهم نصف مليون من الأرثوذكس بحسب الإحصاءات الرسمية.
وقد اتسمت العلاقات بين بولندا وروسيا بالصعوبات على مدى تاريخهما مع الهيمنة الروسية على قسم كبير من بولندا في القرن التاسع عشر ومع فرض موسكو خمسين عاماً من الحكم الشيوعي، كما تضمنت أيضاً نزاعات عديدة بين الأرثوذكس الروس والكاثوليك البولنديين.
واليوم يبدو أن الكنيستين تتفقان تماماً على نقطة وهي رفض القيم الليبرالية للعالم الغربي.
وأكد المونسنيور ميشاليك لوكالة الأنباء البولندية في هذا الصدد “اليوم يتخلى العالم الغربي بشكل منهجي عن بعض القيم الأساسية المتعلقة بالآداب والأخلاق والخير وقوانين الطبيعة” وذكر بأن الكنيسة الأرثوذكسية “قالت الشيء نفسه مرات عديدة مستندة إلى قوانين الإنجيل والأخلاق والطبيعة”.
واعتبر كيريل أن الدعوة المشتركة إلى المصالحة البولندية الروسية سيكون لها بعد إنساني بشكل خاص.
وقال الخميس في مقابلة مع الإذاعة العامة البولندية “أن وضع مبادرتنا المشتركة في الإطار السياسي للقرن الحادي والعشرين خطأ خطير. بل يجب النظر إليها في إطار مختلف تماماً، يجب عدم ربطها بأهداف برغماتية”.
وأكد ميشاليك من ناحيته “أن رسالتنا هي دعوة المؤمنين والجميع لفحص ضمير ثم طلب متبادل للمغفرة”.