استناداً إلى مقالة لأنطونيو جاسباري، بات واضحاً مدى معاناة المسيحيين في نيجيريا. فالاعتداءات المتكرّرة لجماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرّفة على المسيحيين تهدّد باندلاع حرب أهليّة في نيجيريا، فمنذ يناير 2012 بلغ عدد القتلى أكثر من 800 شخص والاعتداءات تجدّدت في شمال شرق البلاد في 19 و 20 أغسطس 2012. وعلى الرغم من كلّ هذه الأحداث الصاخبة، عبّر رئيس مجلس أساقفة نيجيريا عن تمسّك المسيحيين بالأمل كما ودعا المطران اغناطيوس كايكاما، رئيس أساقفة جوس، إلى “حفظ السلام والتعايش في البلاد والابتعاد عن الحقد والغضب” طالباً من الجماعة الدولية مساعدة نيجيريا، وذلك خلال لقاء ريميني في إيطاليا من 19 وحتى 24 أغسطس 2012.
بالنسبة إلى المطران كايكاما، كانت هذه الأحداث بمثابة “امتحان للإيمان”، إذ من الصعب التكلّم عن الحب والتسامح في مثل هذه الظروف كما وأنّ “الاعتداءات المتكرّرة على الكنائس تشعل نيران الغضب التي يصعب إخمادها”.
عقب اعتداء بوكو حرام على كنيسة القديس فينبار في 11 مارس 2012 والتي أودت بحياة 15 شخص، قام المطران كايكاما بزيارة المكان فوجده “مدمّراً والشباب يعتريهم الغضب والحزن”، منهم من طلب مساعدته ومنهم من لامه على مصادقته للمسلمين، فركع المطران أمام صور القديسين وطلب من الشباب العودة إلى منازلهم وعدم السماح للغضب والحقد بالسيطرة عليهم مؤكداً لهم أنّه حتى ولو كان بمفرده ويتعرّض للاعتداء، فنعمة الرب ترافقه على الدوام.
في لقاء مع زينيت، أفادرئيس مجلس أساقفة نيجيرياأنّ المسيحيين منتشرون في جميع أنحاء نيجيريا، حتى في المناطق التي تعمد إلى تطبيق الشريعة، أي أسلمة المسيحيين أو طردهم، وحتى في المناطق الأخرى، فالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين ليست بجيّدة.
في ظل الظروف السائدة، عمد المطران كايكاما على إنشاء مركز تعليم في الأبرشية حيث سيتعلّم المسيحيون والمسلمون سوياً ممّا يشجّع السلام والحوار كما أفاد المطران أنّ كون رئيس نيجيريا الحالي مسيحي، فمن المعتقد أنّ اعتداءات الأصوليين تدعمها قوى سياسية تريد إسقاط نظام الحكم وخلق لغط فليس كافياً أن نزعم أنّ حركة بوكو حرام مدعومة من قوى خارجيّة.
وأخيراً وليس آخراً، شدّد المطران أنّ الحل الوحيد في ظلّ هذه الظروف الطاغية هي تعزيز الحوار والسلام لذلك يشارك المطران بوجباتت مع المسلمين كما تمّت دعوته مؤخراً إلى جامع جوس للاحتفال بنهاية رمضان. بالإضافة إلى ذلك، أشار المطران أنّ الكنيسة ساهمت كثيراً في مساعدة الشعب عن طريق تأمين العلم والخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب.