نداء لقاء أيانابا 27

mjoa Friday September 14, 2012 96

بدعوة من الأتحاد العالمي للطلبة المسيحيين، أقليم الشرق الأوسط، عقدنا لقاء (آيانابا 27) في لبنان من 26 الى 31 آب/أغسطس 2012. كان عدد المشاركين في اللقاء 50 ممثلاً من 17 حركة للشبيبة والطلبة المسيحيين في لبنان وسوريا ومصر والعراق والسودان وفلسطين تحت عنوان: “الشباب والحرية في الكنيسة والمجتمع”.

خلال هذا اللقاء، قدم لنا بعض المحاضرين المواضيع التالية:
–    الحركة المسكونية وشهادتها اليوم
–    حرية الفكر الديني: مغامرة وحوار
–    أيّ  دور للحركة المسكونية في مسارات التحرر داخل الكنيسة وخارجها
–    العقيدة، الحرية والتجدد اللاهوتي: لقاء أو تناقض فى المفاهيم
–    قضايا المرأة ومسار التحرر في حياتنا الكنسية
–    قراءة شبابية لواقع الحرية في الكنيسة والمجتمع
–    الحرية في مجتمع متعدد بأزاء القيم والأخلاق
–    الحرية والعدالة: الملكوت، الارض ووسائل الاعلام
–    هل لقاء الآخر يحررنا كنسية ً ومجتمعاً
–    مستقبل الحرية في ظلّ الربيع العربي.

وفي اليوم الختامي عقدت ندوة بعنوان : “أية شهادة للمسيحين اليوم في العالم العربي؟ تكلم فيها المطران جورج خضر والشيخ هاني فحص.
قبل الندوة، تمّ تكريم الاخ الحبيب كبريال حبيب مساهم في تأسيس الحركة المسكونية في الشرق الاوسط.

مناقشة هذه المواضيع تركزت على الأمور التالية:
1-    في الشرق الاوسط، المؤمن المسيحي له حرية تغيير دينه، بينما في اليهودية دين الإنسان وراثي، وفي الإسلام، هو ممنوع حسب الشريعة الاسلامية.
2-    المؤمن المسيحي له حرية أختيار شريكاً له بالزواج، شرط أن يكون هذا الزواج مبنياً على المحبة والمساواة بين الشريكين وعلى إيمانهم بالإله الواحد.
3-    الزواج المدني هو أختياري، ويقبل إذا كان بين شخصين ذات مفاهيم مشتركة لله الخالق.
4-    من الضروري تقوية إيمان الشعب الكنسي وتعميق حياته الروحية على أساس المحبة المضحيّة.
5-    إذا كان نظام الدولة، يضمن حقوق الانسان، المبنية على القيم المسيحية الروحية، يجب الأستجابة له إيجابياً. وإذا كان هذا النظام لا يدعم حقوق الإنسان والمساوات والعيش المشترك، فمن حق المسيحيين والمواطنين بصورة عامة أن يطالبوا بالتغيير.
6-    على المسيحيين أن يكتشفوا القيم الروحية المشتركة بين الأديان السماوية الأخرى، أي اليهودية والإسلام، التي تعمق فهمهم للآخر، بالرغم من الخلافات العقائدية والاجتماعية. ذلك يتناسب مع القول الأنجيلي: “أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم وصلّوا لأجل الذين يبغضونكم”.
7-    الحرية بالمفهوم اللاهوتي، معبرٌ عنها في الكتاب المقدس، الذي يتضمن وصايا وتعاليم يسوع المسيح. نحن عبيد المسيح، لكن عبوديتنا تحرّرنا.
8-    المفهوم الكنسي للحرية متعلق بالعقيدة المسيحية الأصلية، المعبّر عنها فى النص التالي: “تعرفون الحق والحق يحرّركم”. بالنسبة لبعض القوانين الكنسية التي تسعى إلي تعميق الإيمان بالمسيح كالصوم والصلاة، العضو فى الكنيسة هو حرّ في إتباع أو عدم أتباع جميع الترتيبات المطروحة.
9-    في المجتمع العربي المتأثر حاليًا بالدين الإسلامي، على المسيحين ألا يعيشوا الخوف، بل أن يتصرفوا مع المسلمين على أساس قيّم المحبة التي من شأنها أن تساعدهم على العيش المشترك مع المسلمين وعلى أسس العدالة والسلام.
10-    في المفهوم المسيحي، إن الكنيسة هي جماعة المؤمنين بيسوع المسيح الذي يعيشونه      بواسطة القداس الإلهي والشهادة في المجتمع، اما الطائفة فهي إنتماء اجتماعي لجماعة من تراث ديني معيّن. وقد ينتمي إليها الإنسان  حتى دون الايمان بالله.
11-    على المسيحيين أن يتفاعلوا إيجابياً مع التغيرات الأجتماعية والسياسية المتجهة إلى إلغاء الديكتاتورية وتحقيق العدالة والسلام بين الذين يعيشون في مجتمع واحد وهم من اديان وعقائد مختلفة. لكن على المسيحيين أن يعبّروا عن رفضهم للتغيرات الأجتماعية والسياسية المقيّدة لحرّيتهم أو الأيلة إلى إخراجهم من المنطقة.
12-    الحركة المسكونية تساعد الكنائس اليوم على تحقيق وحدتهم في المسيح وحوارهم مع مؤمني ابناء الأديان الأخرى. وذلك بهدف تحقيق عيشهم المشترك بعدالة وسلام، كما تحاول تسهيل خدماتهم المشتركة للفقير والمحتاج.
13-    الحرية هي حبّ الله وحبّ القريب كنفسي.  إن الحرية هي صورة الله في الإنسان، لذلك لا يمكننا أن نكون مع الحرية وفي الوقت ذاته ضدّ الحرية. ان قمع حريّة الإنسان هي قمع الله. لذلك لا نفرض على الآخر ما نؤمن به شخصياً.
14-    إن الحرية بلا طاعة هي ناقصة. الطاعة لا تعني التسلط على الآخر، إذ أنها ليست مطلقة حيث أن هناك حدود لكرامة المطيع وتقاليده ومعرفته.
15-    الحرية ليست مطلقة، لأن للحرية قيود، مثلاً إذ أنه لا يمكن أن اعمل ما أريد دون الأخذ بعين الأعتبار وجود الاخر.
16-    يجب أن نستعين بالإعلام الديني لتعميم الأفكار الروحية.
17-    الحرية في الكنيسة، تفرض ألا يكون فيها سيطرة من الأكليروس وإقصاء عمل الشبيبة بهدف الهيمنة الروحية.
18-    المرأة تساوي الرجل في طاقاتها العقلية والنفسية. انهما يحررّان معّا الانسان من وطئة المادية المستعملة في العالم. اذًا القضية اليوم، هي قضية المرأة والرجل معًا امام التحرير من السلطات المادرية المدمّرة للنفس البشرية والايمان.
19-    ان مسألة تحرير المرأة في حياتنا الكنسية والاجتماعية، يطالبنا بالاعتراف بمساهمة المرأة في الحياة العائلية والكنسية والاجتماعية. هذا الاعتراف يؤدي الى تحرير العقول من منطق سلطة القوة والغطرسة التي تتحكم اليوم بالمؤسسات الكنسية والاوطان، والاّ فقدنا روح المسيح الواحد.

في ضوء المحاضرات والمناقشات القيمة، قرّرنا أن نتوجه بأحترام إلى أصحاب الغبطة البطاركة وأصحاب السيادة المطارنة والآباء والقسس الاجلاء، في مختلف كنائسنا وأيضاً للأتحاد العالمي للطلبة المسيحيين في الشرق الاوسط ومجلس كنائس الشرق الأوسط وكافة الهيئات المسكونية للعمل على تعميق النوعية الروحية عند مسيحيي المشرق، لمساعدتهم على  مواجهة واقعهم السياسي والإجتماعي الصعب، وذلك بفكر وروح المسيح وليس بواسطة إيديولوجيات مادية أو دينية. ان هذه النهضة الروحية تجدد في كنائسنا القناعة المشتركة للسعي الوحدوي وللتعاون بين كنائسنا رغم الصعوبات التي يواجهونها.  

إننا مدعوون اليوم لأحياء الحركة المسكونية في كنائسنا، وبالتالي إلى أن نعمل على أعادة العائلات المسيحية إلى وحدتها بالرب يسوع، وان نعمّق معرفتنا بالتحديات الداخلية والخارجية، التي أسهمت وماتزال، في تعميق الأنقسامات التاريخية في كنائسنا والتي يجب أن نتخطاها من أجل اعادة الوحدة المسيحية في كنيسة واحدة ولأجل مستقبل افضل. إذًا، المطلوب اليوم هو تجديد الحركة المسكونية على أعتبار أن المسؤولين وبرامج وتنظيمات المؤسسات المسكونية، قد تكون إلى تبدّل، وما يبقى هو المسيح الذي هو أمس واليوم والى الأبد. إن الحركة المسكونية هي أولاً وأخيراً إستجابة لدعوة الأنجيل المقدس، أن نكون واحداَ في المسيح من أجل وحدانية الشهادة المسيحية داخل الأديان الأخرى وفي العالم أجمع . اذًا ان الحركة المسكونية هي مسيرة مشتركة تشدّنا نحو ملكوت الله، بالرغم من إختلافاتنا التاريخية واللاهوتية. إن ثقتنا بعضنا ببعض، تأتي كنتيجة حتمية للقائنا في الصلاة المشتركة والحوار فيما بيننا والخدمة التي تنميّ فينا المحبة الحقيقية للآخر والتى تحرّرنا من ثقل الماضي، لتجعلنا مستعدين للبحث الجديّ والتفاهم حول إعادة وحدة الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية.

من جهة أخرى، يريد المسيحيون اليوم، ضمان أستمرارية وجودهم في المنطقة التي فيها ولد المسيح ومات وقام. ذلك أنهم يريدون أن يسعوا إلى الحوار والتعاون مع المسلمين، لإيجاد مجتمعات العيش المشترك التي قد لا تكون علمانية على الطريقة الغربية بل مجتمعات تحترم الأديان وتضمن التعددية على أساس المساواة والحرية. لذلك ينتظر من المؤسسات المسكونية المتجددة أن تساعد كنائس الشرق الاوسط على تحقيقه.

لذلك نريد ان نؤكد لكم، أننا كشبيبة وطلبة مسيحيين من مختلف الدول العربية، مدعوون اليوم لإحياء الحركة المسكونية فى كنائسنا وبالتالي أن نعمل بالمحبة على إعادة العائلات المسيحية إلى وحدتها فى الرب يسوع وأن نعمق معرفتنا بالتحديات الداخلية والخارجية التى أسهمت وما تزال في تعميق الأنقسامات المسيحية. وأخيرًا نؤكد لكم على كامل استعدادنا لمساعدتكم في تحقيق الوحدة المسيحية ونشر سلام المسيح بين كنائسنا وبين اديان وشعوب هذا المشرق الحبيب.
 

إننا نصلي لكم ونطلب بركتكم.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share