إلى إخوتي في حركة الشبيبة الأرثوذكسية
تحيّة من لدن الرب الفادي.
تعيش منطقتنا في ظل أوضاع مأساوية وأحداث دموية بالغة الدقة والخطورة، أثّرت بشكل مباشر على الكثير من ابناء كنيستنا الأنطاكية حيث قُتل وأصيب وشُرّد وهجر ونزح الآلاف منهم، لدرجة خلوّ رعايا بأكملها من أبنائها ودمار كنائسها .
في ظرف كهذا، يكون التحدي أمام أبناء الكنيسة هو التعبيرعن محبتهم وغيرتهم وإحتضانهم لبعض البعض، مستلهمين من تجارب المؤمنين عبر التاريخ مثالاً وقدوة، ليس اقلّه، مثال كنيسة أورشليم الوارد في أعمال الرسل.
في هذا الظرف الاستثنائي يغيب أي طرح من قبل المجمع الأنطاكيّ المقدّس يعبّر عن وحدة الكنيسة الأنطاكيّة وتماسكها أو أيّ مبادرة تساهم في بلسمة جراح الأبناء وتقوّيهم وتثبّتهم في جهادهم. وبينما يستمرّ تغييب القوانين الكنسية، ولا سيّما نظام المجالس، يحضرعلى جدول أعمال المجمع الأنطاكي المقدس القادم، اقتراح إنشاء”الهيئة المدنية للروم الأرثوذكس في لبنان”.
وبمناقشة هذا المشروع – غيرالمطروح للنقاش أصلاً- تبيّن تعرّضه لمسلّمات مرتبطة بجوهر إيماننا الأرثوذكسي، ليس أقلّها الفصل بين مادي و روحي، إضافة الى محاولة تكريسه، بالنصّ، التمييز بين المؤمنين في كنيستهم، فيعطي الغلبة لوجوه السياسة والسلطة والمال ومن يدور في فلكهم، ناسفاً هوية الجماعة الشركوية المواهبية ودورها، متجاهلاً القيم الأرثوذكسية التي جسّدها قديسونا العظام من يوحنا الذهبي الفم وباسيليوس الكبير ويوحنا الرحيم وغيرهم وغيرهم.
مع الأشارة أن دور الهيئة المقترحة محصور في لبنان دون ان يكون للمجمع ألأنطاكي المقدس أي صلاحية بشأنها. ومن أهدافها أيضاً تيسير التعاون بين الأبرشيات في لبنان؟ دون أيّ اشارة الى وحدة الكنيسة الأنطاكية. كما يغيب أي ذكر لدور الكنيسة في الشهادة ليسوع المسيح، مع حصر الإهتمام بتحسين وضع الطائفة.
لــــــهذا
نحن مدعوّون أولاً وأخيراً إلى المبادرة برفض أي مشروع لا ينسجم مع الأرثوذكسية وإستقامتها وأمانتها لقديسيها، ووفائها لقيم الإنجيل، دون تمييز مصطنع بين مؤمن وآخر.
ودعماً، لمبادرة اللقاء الرعائي الأرثوذكسي الرامية إلى تحقيق مشاركة المؤمنين في حياة كنيستهم بدءً من ضرورة المطالبة بتطبيق القوانين الحالية،
وأيضاً، بسبب ما تضمنّه مشروع ما يسمى الهيئة المدنية للروم الأرثوذكس في لبنان من تجاوز رهيب لتعاليم كنيستنا المقدسة وإرثها، ومسّ خطير بمساواة المؤمنين بالكرامة التي كرسها الرب بصليبه.
جئت أدعوكم الى المشاركة الكثيفة في اللقاء الذي دعا إليه اللقاء الرعائي الأرثوذكسي وحركة الشبيبة الأرثوذكسية وسائر المؤمنين الغيورين على بهاء كنيسة المسيح، والذي سيعقد السبت 29 أيلول – الساعة السادسة مساءً في مسرح مدرسة مار يوسف – جبيل.
مع محبتي ودعائي،
الأمين العام
إبراهيم رزق