كان لغبطة البطريرك المسكوني للقسطنطينية، برتلماوس الأول نداء طلب به احترام مختلف الأديان ووقف العنف. وبالمناسبة أعرب عن اسفه الشديد على الوضع الذي وصلت إليه البشرية اليوم من ارتباك وعدم استقرار، وعدم احترام للديانات والعنف الشديد الذي يغمر الكثير من الشعوب. واعتبر أنه عندما نتصرّف بهذا النوع من العنف نكون قد استخففنا بحياتنا الشخصيّة وبإيماننا، وخلقنا جوًا من الغضب والكره وعدم الثقة، وهذا وضع يحطّم العلاقات بين البشر التي وجدت منذ خلق العالم.
وكان البطريرك برتلمواس قد نشر بياناً في أغسطس حول حلّ لهذا العنف الذي يغمر العالم وأطلق نداءًا لجميع الجهات الفعّالة بهذا العنف لكف الاتجار بالأسلحة والتسلح، ومحاولة الحفاظ على السلام والإحترام المتبادل للبشرية جمعاء.
إن غبطة البطريرك المسكوني يعتبر أنه الحوار واجب بين الجهات المختلفة، بهدف أن تصبح الرموز، الأولويّات وطرق تفكير الآخرين مألوفة لدينا. لأن الرموز تشكل ميزات ظاهرة أي خارجيّة التي تسمح لجميع الناس بربط أفكارهم وقيمهم الداخليّة. ولفهم هذه الرموز علينا فهم الإنسان. وتحطيم هذه الرموز يعني تدمير الإنسان بالألم.
لطالما نادى ومن دون ملل، غبطة البطريرك برتلماوس البشريّة جمعاء لاعتماد “تغيير جذري في المواقف والعادات والممارسات” وللوصول إلى مستوى معيّن من أجل “أن نكون جاهزين لمشاركة جميع الأشياء الحسنة بعضنا مع بعض”. ويذكرنا البطريرك المسكوني بكلمة القديس يوحنّا فمّ الذهب: “إن سرّ الآخر لا يمكن أن يكون معزولاً عن سرّ القربان الإلهي المقدّس”.
ولتنفيذ هذه الحقائق المذكورة، وللتعرّف على وجه الله في كل انسان، يرفض غبطة البطريرك برتلماوس والبطريركيّة المسكونيّة هذا النوع من مواجهة الآخر الذي يعتمد على قلّة الإحترام، والإزدراء والكره المدمّر.
وأخيراً، لا أحد يرغب بأحاديث مليئة بالتعصّب، والاتهامات التي لا عماد لها، وعدم امكانيّة فهم الثقافات المختلفة، ولوم الآخر، الذي يشكل الهرب من المسؤوليات. وبغض النظر عن أي طريق اختارها كل واحد منّا، وجميعنا مرتبطون بشكل غير منفصم، كخيط في نسيج واحد صنعه الله، وينبغي بنا التعرّف على الجمال والقيم المتأصلة للجميع وعلينا إيقاف تدمير أي جزء من جمالنا الجماعي.