مساء الأحد الفائت، تحلّقت مجموعة من الشبيبة الأنطاكية في باريس حول احد مؤسسي حركة الشبيبة الارثوذكسية، البروفيسور أدوار لحام محدثاً إياهم بلغة فرنسية بليغة عن الارثوذكسية بين الأمس واليوم والغد، وعن ظروف نشأة حركة الشبيبة الارثوذكسية.
تكلّم البروفيسور الذي تجاوز الثمانين من العمر عن ضعف المشاركة الكنسيّة في مطلع شبابه حيث كان اغلب المؤمنين يدخلون الكنيسة ثلاث مرّات فقط في حياتهم، يوم عمادهم ويوم زواجهم ويوم مماتهم وكان يقال وقتها ان الكنيسة الأرثوذكسية ليس لديها قديسون. واردف قائلا انه اكتشف مؤخرا، عبر Orthodox Daily العديد العديد من القديسين الذين استشهدوا خلال الحقبة العثمانيّة.
.
وكان قد تعرّف هو ورفاقه على المسيحية في مدرسة الفرير، وهو لا يزال الى اليوم يحفظ القداس الالهي ودستور الايمان غيبا باللغة اللاتينية. ثم اخبر لحّام الشباب المصغي اليه شغفاً ان احد الرهبان في مدرستهم كان قد وزّع عليهم مجلّةً تتكلم عن الأرثوذكسية، وبعدها تعمّقوا معرفة في إيمانهم بعد قراءة كتاب “الارثوذكسية” لسيرج بولغاكوف وبعد ان تعرفوا على الاب ليف جيلليه.
وبنفس الحماسة التي اكتشفوا بها الأرثوذكسية قبل عدة عقود، ذكّر ان الأرثوذكسية، معنًى، هي الايمان المستقيم والتمجيد المستقيم، كما نقول في القداس الالهي ” المسيحيين الحسنيّي العبادة”. والقدّاس الالهي لا يزال يسحِر بجمالاته العديد من الغربيين فيعانقون الارثوذكسية. ففي فرنسا اليوم، حسب لحّام، يوجد حوالي أربعين كاهن ارثوذكسي من اصل فرنسي وأربعة منهم أطباء. وذكّر ادوار، الذي تسلّم مسؤولية المكتب الثقافي في بدايات الحركة، روعة كتاب تأملات حول القداس لنيكولا غوغول، وتوجّه للشباب “عليكم ان تفكروا بكيفية الحفاظ على الأرثوذكسية في الغرب، وجعلها دائماً جذّابة”.
بعدها استعرض سريعا المجامع المسكونية السبعة وبعض الحوادث التاريخية المؤلمة في تاريخ الكنيسة كالانشقاق الكبير والحرم والحرم المتبادل والحروب الصليبية وانشقاق الأرثوذكس والملكيين…هذه الحوادث التي آلت الى الجفاء بين الكنيستين، متذكرا كتاب نيقولا برداييف “كرامة المسيحية وحقارة المسيحيين” بعدها تكلّم عن المجمع الارثوذكسي العام المزمع انعقاده منذ عشرات السنين منوّها بالاجتماع الذي حصل في معهد سان سيرج مؤخراً تحضيرا لهذا المجمع واهم ما في جدول أعماله التقويم وعيد الفصح والصوم والكنيسة المحليّة والذبتيخا…وحثَّ لحّام الشباب على ضرورة زيارة سان سيرج والتعرّف الى هذا المعهد المنير، فمنه تخرج غبطة البطريرك هزيم وسيادة المتروبوليت خضر وسيادة المتروبوليت خوري والعديد من البطاركة والمطارنة حول العالم. كما استمتع الشباب بالاستماع الى خبرة السيدة انصاف مراد من مركز الجبل التي صادف وجودها في باريس وحثّت الشباب على العمل العمل العمل بدون خوف رغم كل الصعاب لان من اتكل على الرب يطرح الخوف جانباً.
في الختام شرب الجميع نخب “سيرينا حداد” التي شاركت في اللقاء وهي في بطن أمها، والكل يترقب مجيئها إلى العالم بين الاونة والأخرى.
طال الحديث مع الأخ إدوار حتى ساعة متأخرة من الليل، فكان الشباب يردد مع بطرس الرسول: “جيد أن نكون هنا”. البروفسور لحّام واحد من تلك القامات المنيرة التي حملت لواء النهضة فهو الذي كتب ما ردده الرعيل الأول : ” بنا يخضرّ الربيع، ربيع النهضة، لأننا أبصرنا، ونحن في العشرين، أجمل أحلامنا”.