استقبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز البطريرك كيريل الأول، بطريرك موسكو وعموم روسيا، في اليوم الثالث من زيارته التاريخية إلى الأرض المقدسة.
وأكد الرئيس الإسرائيلي للبطريرك كيريل خلال اللقاء “احترام بلاده الكبير للديانة المسيحية وكافة الأديان الأخرى”، قائلاً: “نسعى لضمان أمن هذه الديانة لكي يكون بإمكان الأرثوذكس أداء صلواتهم كما تعودوا على ذلك”، مضيفاً: “سنفعل كل ما هو مطلوب لضمان الهدوء لهم”.
من جانبه أشار البطريرك كيريل إلى أن العلاقات الروسية والإسرائيلية بلغت الآن “أعلى مستوى لها منذ تأسيس دولة إسرائيل”. وأشار إلى عدم وجود أي بلد غير سلافي آخر يعيش فيه مثل هذا العدد الكبير من الناس الناطقين باللغة الروسية كإسرائيل.
وأشاد البطريرك كيريل بقرار إلغاء نظام التأشيرات بين روسيا وإسرائيل، مشيراً إلى أن عدد الزوار الروس المتجهين إلى الديار المقدسة بلغ مئات الآلاف من الأشخاص.
كما التقى بطريرك موسكو وسائر روسيا الحاخام يونا ميتزغر، الحاخام الأكبر لطائفة اليهود الغربيين (الأشكناز)، معرباًعن قناعته بأن المراكز الدينية لم تستنفد قدراتها فيما يتعلق بقضايا إحلال السلام.
وقال البطريرك كيريل أنه ينبغي على الزعماء الدينيين “الإسهام بقسطهم في تهدئة الأوضاع المتوترة جداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وأضاف قوله أن الأحداث في هذه المنطقة تؤثر سلبياً على وضع الأقليات الدينية، مؤكداً أن الجماعة المسيحية بالذات تتعرض للعنف هناك.
من جانبه، أكد الحاخام ميتزغر أنه يشاطر البطريرك قلقه على وضع الأقليات الدينية، وقبل كل شيء المسيحيين، في البلدان التي تشهد أحداث الربيع العربي. وشدد على أن إسرائيل هي البلد الوحيد في المنطقة الذي يلاحظ فيه نمو الجاليات المسيحية. وأضاف أن إسرائيل تضمن حرية الديانة للجميع، مؤكداً أن “كافة الطوائف تستطيع أن تتطور بحرية وبالتشجيع من قبلنا”.
وفي لقاءه مع شلومو عمار، الحاخام الأكبر لطائفة اليهود الشرقيين (السفارديم)، شدد البطريرك كيريل على ضرورة الحفاظ على الأخلاقية التقليدية وحمايتها. وقال: “في الوقت الذي يتخلى فيه الكثير من الناس عن تقاليدهم الدينية، اعتقد أنه يتعين على من لا يزالون يتمسكون بهذه التقاليد بناء تعاون متين (فيما بينهم)”، وذلك من أجل الحفاظ على “الأسس الأخلاقية للعلاقات بين الناس”.
من جهة أخرى، صدر في القدس كتاب للبطريرك كيريل الأول بعنوان “الحرية والمسؤولية، التناغم بين حقوق الإنسان وكرامته”، مترجم من الروسية إلى العبرية. والكتاب مجموعة من الأفكار حول الأسس الأخلاقية في حياة الإنسان، في المشاكل المطروحة في زمننا بخاصة الحرية والمسؤولية.