القضاء الباكستاني يسقط التهم الموجهة إلى الفتاة المسيحية ريمشا

mjoa Wednesday November 21, 2012 105

اسقط القضاء الباكستاني الثلاثاء التهم الموجهة إلى الشابة المسيحية ريمشا المتهمة بحرق آيات قرآنية، وهي جريمة عقوبتها السجن مدى الحياة في هذا البلد المسلم، والتي أثارت قضيتها ضجة كبرى في العالم.

 

 

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال أكمل بهاتي، أحد محامي الشابة المسيحية التي اعتقلت في آب وأفرج عنها بكفالة في أيلول بعد ثلاثة أسابيع من الاعتقال في سجن للراشدين، أن المحكمة العليا في إسلام أباد قررت “عدم قبول الدعوى”.

لكن محامي المدعي قال الثلاثاء انه سيرفع دعوى استئناف في هذه القضية. وقال راو عبد الرحيم “نحن مستعدون للذهاب حتى المحكمة العليا”.

وكانت ريمشا، الفتاة الأمية التي تناهز الرابعة عشرة من العمر كما يقول الأطباء الذين عاينوها، اتهمت في منتصف آب من قبل جيران بحرق أوراق كتيب عن القرآن كتبت عليها آيات قرآنية، وهذه جريمة يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة في باكستان بموجب قانون حول التجديف.

وقال محامي الفتاة “ترافعنا في المحكمة وأكدنا أن أي شاهد لم ير ريمشا تحرق” آيات قرآنية. وأضاف أن الدفاع ركز على صغر سنها وعلى أميتها.

وينص القانون الباكستاني حول التجديف الذي يقول الليبراليون أنه أداة لتسوية خلافات شخصية، ويدافع عنه المسلمون المتطرفون بكل ما أوتوا من قوة، على عقوبة الإعدام للأشخاص الذين يسيئون للنبي محمد وعلى السجن مدى الحياة لكل من يحرق القرآن.

لكن السلطات لم تنفذ حكم الإعدام بأي شخص حكم عليه بالعقوبة القصوى بموجب هذا القانون الذي يبقى بالغ الحساسية في باكستان الذي يشكل المسلمون 97% من سكانه والذي يشهد تنامي الأصولية الدينية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال بول باتي وزير الانسجام الوطني، المسؤول عن العلاقات بين الأكثرية المسلمة السنية والأقليات ولاسيما المسيحية، أن “هذا القرار التاريخي سيمنع الناس عن تبادل سوق الاتهامات الخاطئة”.

وأضاف باتي الذي اغتيل شقيقه شهباز، وزير الأقليات العام الماضي بعدما اقترح إجراء إصلاح لهذا القانون، أن “هذا القرار سيعطي أيضاً صورة ايجابية عن باكستان في الخارج، ويؤكد أن القانون يطبق على الجميع من دون تمييز وان المجتمع قد تضامن للدفاع عن العدالة والرحمة”.

ولا يعني إسقاط التهم عن ريمشا عودة هذه الشابة إلى حياة طبيعية في المنزل العائلي المتواضع في حي مهرباد الفقير في ضاحية إسلام أباد، لأن التهديدات ما زالت تلاحقها وتلاحق عائلتها.

وكانت ريمشا مسيح أكدت في اتصال هاتفي أجرته بها شبكة سي إن إن التلفزيونية الأميركية بعد أيام على الإفراج عنها بكفالة “أخاف أن يعمد أناس إلى قتلنا”، مؤكدة أنها تريد البقاء في باكستان.

وقد أفرج القضاء الباكستاني بكفالة الشهر الماضي عن إمام المسجد المجاور لمنزل ريمشا، الذي تتهمه السلطات بأنه وضع بنفسه صفحات من القرآن في رماد الأوراق المحروقة التي نقلها إليه أحد جيرانه من أجل “طرد” المسيحيين من هذا الحي الواقع في ضاحية العاصمة إسلام أباد.

وفي حي مهرباد وفي الأوساط المتشددة، يؤيد عدد كبير من الأشخاص هذا الإمام، وذلك على رغم دعم مجلس العلماء في باكستان الذي يمثل عشرات الهيئات المسلمة للشابة المسيحية.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share