كلمة المتروبوليت جورج خضر في إفتتاح مؤتمر مركز جبل لبنان 2012

mjoa Monday November 26, 2012 119

يا احبة، ما معنى ان ينتسب احدنا الى حركة الشبيبة الارثوذكسية؟

منذ البداية عند التأسيس فكرنا ان جمعية لا تفيد الحقيقة الجديدة التي ظهرت في شباب انطاكية. استخدمنا مفردة الحركة لنعني اننا راكضون وليس فقط ساعين أو ماشين، اننا راكضون الى المسيح، فيما ينقلنا الى تجديد الروح والعقل.

 

 ماذا اردنا لما قلنا اننا ندرس الايمان الارثوذكسي؟ كان شعورنا ان الارثوذكس لا يدرسون شيئا ولا يحبون أن يدرسوا. وانهم يحسبون انهم فهموا وتعمقوا واستطابوا ايماننا بمجرد حضورهم الخدم الالهية. ان تكون الخدمة الالهية اعطتنا وتعطينا الكثير هذا صحيح. ولكن المبتغى ان تجعل روحك خادمة ليسوع، بهذا التراث الذي استلمناه، وبما تجدده انت في هذا التراث.

المفارقة اذاً، ان تبقى وفياً لما استلمت. لان ما استلمته الهي. والله لا يتغير. ولكنه يطل على كل انسان. يطل الله كما يشتهي، كما يذوق هذا الانسان، كما يتقبله، ويعطيه شيئا جديدا. يعطيه القديم الجديد. يعطيه هذا الايمان المتجدد في النفس الذي يحييها ويعمقها وينقلها الى فوق. فاذا بلغت معه فوق، تنزل الى ما هو في هذا الدنيا، الى الناس، لتعطيهم الله نفسه. نحن لا نعطي ما هو اقل من الله. لا نحكي كلاما عن الله، وان كان هذا ضروريا. ولكننا نعطي المسيح ذاته، لكونه استقر فينا وأحيانا وجددنا، وجعلنا نقول الاشياء بصورة جديدة تحيي البشر.

المرجو من كل واحد منا ان يستوعب ما دفع مرة للقديسين كما يقول الرسول. ليس فقط بالفكر او بالصيغ اللاهوتية المكتوبة. ولكن بما امده الله به من روح قدس اذا ساغ لي هذا التفكير. الخطر الذي يداهم الحركيين دائما في كل جيل هو ان يحسبوا انهم انخرطوا معا في هذا التحول الذي كشفه الله لكنيسته عن طريق شبابها. هم يريدون هذا التحول. يريدون ان يقتبسوا النور الالهي لكي يلتمعوا هم به، ويدفعوه الى الاخرين. ولكن قد يحسب اي منا انه ” تحركن ” لمجرد انه انضم الى اجتماعات او الى فرقة. ولذلك كانت حركة التجديد والتجدد فينا نحن. هل نحن أمسينا بشراً جددا متجددين بالروح القدس، ملتمعين به، حارين، بسبب من نفحاته؟ ام نحن اتخذنا فقط شكلا جديدا؟ ولكن روحنا ظلت عتيقة. هنا يمكن ان يخطئ الانسان في محاسبة نفسه لكونه يتحرك هنا وهناك. وهناك اجتماعات متعددة. ويظن انه صار انسانا جديدا. ماذا نعمل؟ نحاسب انفسنا. نمتحن قلوبنا كما يقول اباؤنا. هل الرب يسوع ساكنها؟ ام انها كلمات نجترها؟ ونظن انفسنا اننا انتقلنا الى السماء.

اذاً، هي حركة فحص دائم للقلوب، عند كل امرء منا. حركة صدق. هل انا تحركت بالروح القدس؟ ام اني انتسبت الى تجمع شبابي حلو لطيف يغذيني وجدانيا، يلطف نفسي؟ وينهي عندي الصداقات. وليس من مكان اعرفه في هذه البلاد. يشعر الانسان فيه انه محب ومحبوب، كما ارى ذلك في الحركة الشبيبة الارثوذكسية. هذا شيئ عظيم اننا نحب ونحب. هذا وحده يكفي. ولكن بسبب من الاخلاص وابتغائنا الاخلاص الكامل نسير دائما الى الامام اي الى هذا المسيح الاتي الينا. فانه هو كان امس واليوم والى الابد.

هل هاجسي انا ان اهتم بالاخوة الصغار؟ ولست اريد هنا الاطفال او الفتيان. ولكن الصغار بمعرفة المسيح. هل همي ان اعطيهم كل ما اخذت؟ وان احرك قلوبهم لكي تصبح مقر السيد، ولا تأوي اخر فيها. هنا يفحص كل منا وجدانه بمعاونة الاخوة لكي يعرف انه حقا سائر على درب يسوع. وانه حريص على ان يجدد نفسه بالانجيل، وان يجدد الاخوة بالانجيل. هل نكتفي بان نجتمع معا كل اسبوع؟ ام نحن حريصون على تحريك القلوب التي نتعاون واياها، حريصون على ان نلهبها بالحب الالهي؟ لكي لا تبقى حركيتنا بخاصة انتسابا فتصبح ولاء بيسوع وتعاضدا فيما بيننا وسهرا من كل واحد على كل واحد اخر. ليجعلنا الله ما يريد اولا ، اي ليجعلنا محبين له بالدرجة الاولى ودارسين انجيله لكي يفرح الناس بيسوع اذا رآونا وعاملونا ولكي يبقى المسيح بنا وباخلاصنا سيدا على الكون .
والسلام.

مؤتمر مركز جبل لبنان  لحركة الشبيبة الارثوذكسية
في مركز جبل لبنان – المكلس
 الجمعة 23 تشرين الثاني 2012

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share