الشاب الغني

mjoa Friday November 30, 2012 301

أيها الأحباء: انجيل اليوم هو دعوة وتطبيق لإنجيل الأحد الماضي الذي ركز على الاستغناء بالله وليس الاستغناء عن الله فالنصى الانجيلي يعلمنا ألا نعبد ربين : فإما الله أو المال . الانسان الغني الذي اعتمد على ماله قال له الرب: اليوم تؤخذ نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون ؟.
أما في انجيل هذا الاحد فالشاب الغني حزن جداً ومضى ولم يرد أن يتبع الرب يسوع المسيح، دعاه الرب يسوع دعوة مقدسة للكمال، هذا الإنسان ان عرف الوصايا الالهية كقوله هذه حفظتها منذ صبائي. جواب الرب يسوع المسيح له واحدة تنقصك كن فقيراً أعط مالك للاخرين لمن هم بحاجة. عندها يكون لك كنز في السماء، كنز لاتفسده مشاغل الحياة، كنز بعيد عن الهّم والخوف، كنز لا يفسد سوس ولا صدأ، الشاب مضى حزيناً لأنه كان غنياً جداً.

هذا الشاب هو نموذج لنخبة جيدة وهو حفظ الوصايا لكن مع الاسف بعد الحديث مع الرب مضى حزيناً. نراه في البداية اسرع ليتكلم مع يسوع ليتعلم منه، لديه شوق، مظهراً احترام للسيد المسيح كمعلم ، منادياً إليه أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، وكما تبين من خلال حديثه أنه حفظ الوصايا قائلاً : كل هذا قد حفظته منذ صبائي. الشاب فكر بالكمال، كان هدفه الحياة الأبدية، صورة جميلة لكل شاب أن يسعى منذ حداثته لحفظ الوصايا وتطبيقها في كل يوم من حياته. ساعيا ووراء المسيح الذي هو نفسه الحياة الابدية . في هذا الزمن، الزمن التي تسود فيه الخطيئة وحب المال والسعي وراء الماديات.
لكن مع الاسف برغم الصفات الجيدة في هذا الشاب لم يستطع ان يتبع المسيح ، لأنه خاف ان يخسر أمواله. عندما قال له الرب: “بِعْ كل شيء لك ووزعه على المساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني”. ادخله في امتحان وهذا يتطلب أمرين _أولا :بقوله واحدة تعوزك. بِعْ كل شيء فتربح كنز السماء. والأمر الثاني : تعال اتبعني .
اذا في هذا النص من الانجيل الرب يسوع المسيح يريد أن يعلمنا أمرين مهمين في الحياة المسيحية ، أن نترك كل شيء أي أن نشارك في محبة الله للبشر نتخلى عن كل شي وكما تنازل الرب يسوع المسيح وأخلى ذاته صائراً بشبه البشر اخذاً صورة الانسان، وصل للصلب والموت والقيامة، ونتبعه اي أيضاً نحن المؤمنين به نسير وراءه على نفس الطريق لنصل للحياة الابدية، بواسطة التخلي عن الماديات، بالزهد بالالم بالعطاء. الشاب لم ينجح بعلاقته مع الرب يسوع المسيح برغم حفظه للوصايا ، لم يحمل الصليب ويتبع المسيح يخبرنا الانجيل لأنه كان غنياً جداً مضى حزيناً، لم يفرح الفرح الروحي، أمواله لم تعطه الفرح لم تعطع أمواله ميراث الحياة الابدية.
لكن كثيرين في كنيستنا المقدسة نجحو في علاقتهم مع الرب يسوع المسيح تركو كل شيء وتبعوه، تاريخ الكنيسة يعطينا الطريق المنير لكسب الحياة الابدية ، ومنهم القديس أنطونيوس الكبير هو الرابح الذي نجح في الامتحان عندما سمع النص الانجيلي في الكنيسة بعد أكثر من 400 سنة, باع كل شي وتبع المسيح، كثيرين من الاباء القدسين تبعوا المسيح وقدموا حياتهم تاركين المراكز والسلطة من أجل الرب يسوع المسيح، تاريخ الكنيسة يعطينا نماذج كثيرة لكسب الحياة الأبدية. فما أعسر على المتكلين على الأموال أن يدخلو ملكوت السموات، المال ليس سيء هو وسيلة اذا احسنا استخدامه للخدمة، للبر ، لعمل الخير، حينها يصبح المال بركة في حياتنا، ولكن محبة المال هي اصل كل الشرور. لنعمل على ألا يستعبدنا المال فالموقف الصحيح أن نجعل المال خادماً، وسيلة لربح ملكوت السموات. وسيلة للتعبير عن محبتنا لمن هم بحاجة، لمن هم في عوز ومساكين، نتعاطف معهم، نشاركهم ونتقاسم معهم ما منحنا الله اياه، وعندها يحق لنا انت نتبع الرب يسوع المسيح. ونرث الحياة الأبدية. آمين
نعمة الرب تشملنا آجمعين

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share