عقد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا يازجي مؤتمرا صحافيا في المقر البطريركي في البلمند، استهله بالقول: “الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية اختارت بطريركا جديدا، وشاء الروح القدس وأباء المجمع أن يكون خليفة سيدنا البطريرك الراحل المثلث الرحمات اغناطيوس الرابع هزيم، هو شخصي المتواضع، وهذه الخدمة بالطبع هي كبيرة وعظيمة وفيها مسؤولية عظمى، وإذا أردنا التفكير فيها لا نستطيع قول شيء، انما بنعمة الرب واتكالنا عليه وعلى الإخوة الأباء الأجلاء والجميع نقوم بهذه الرسالة التي ائتمنا عليها، خصوصا ونحن على أبواب الميلاد. ولا ننسى ترنيمة الميلاد، والرسالة التي أتتنا من السماء: ولد لكم اليوم مخلص لا تخافوا”.
وشدد على أن “الإنسان يمر دوما في ظروف قاسية وصعبة من كل النواحي”، وقال: “بإيماننا الكبير ومحبتنا وانفتاحنا دوما على الآخر، وبإيماننا أننا عائلة واحدة في المجتمع الذي نحبه والبلد الذي نعيش فيه، نفتح قلوبنا ونتذكر الرسالة القادمة من السماء. ولا شك في أن الكنيسة الأنطاكية أعطت اليوم هذه الرسالة للجميع، أننا قلب واحد وأن الاخوة في المجمع يعملون بروح الرب قبل الانتخاب، وجرت احاديث وتحليلات كثيرة، وكانت مخططات بشرية، إنما أؤكد أننا يد واحدة في الكنيسة والمجمع المقدس”.
وشكر “آباء المجمع على محبتهم وثقتهم”، وقال: “أمامنا في الكنيسة عمل كثير، فعلى صعيد البيت الداخلي علينا أن نسير المسيرة الروحية في البناء، وأعني بها أولا بناء الإنسان لأننا نؤمن بالتجسد، والمسيح أتى من أجل الانسان. كما أن ترتيب البيت الداخلي يعني الاهتمام بكل القضايا التي تهم الانسان، لا سيما المؤسسات وجامعة البلمند، التي أسسها البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم، وهذا الصرح الذي نحن موجودون الآن فيه”.
أضاف: “أمامنا الكثير من العمل، ومن دون شك فإن الكنيسة المسيحية عموما، والأرثوذكسية الأنطاكية خصوصا كانت عبر التاريخ. ونحن ابناء هذا البلد، وجزء منه وهو جزء منا، ونحن فيه مسلمون ومسيحيون، وكلنا يد واحدة كنا وسنبقى نعمل يدا واحدة لخير الانسان وبناء البلد وخصوصا المشرق، حيث نحن متواجدون، وخصوصا في لبنان وسوريا”.
وعبر عن اهتمامه ب”العلاقة الجيدة مع الكنائس الاخرى والإخوة المسلمين، اذ أن المصير واحد”، متسائلا: “على أي شيء يبارك لنا الناس؟ إن ثقتنا بشعبنا كبيرة”.
وتحدث عن شعاره “السجود والكتاب المقدس موضوع على الرأس” فقال: “طريقنا وشعارنا هو السيد الذي رفع على الصليب ليقدم نفسه ضحية عن الذين احبهم. فهذا هو ايماننا، وهذه هي مسيرتنا، مسيرة الصليب وتقديم الذات وخدمة الشعب الطيب. وما اطلبه صلوات الجميع ومحبتهم، وأن نكون يدا واحدة لتبقى الكنيسة، كما كانت تعمل للصالح العام وبناء المجتمع وشعبه الذي يشهد للحق”.
حوار
وردا على سؤال حول الخوف على الوجود المسيحي، قال: “إن المسيحيين باقون، والأرض ارضهم كما هي للجميع. لقد تعرضت بلادنا عبر التاريخ والعصور إلى أوقات صعبة، بحيث قال كثر جاءت الاخرة، إلا أننا من دون شك موجودون، فنحن باقون وثقتنا كبيرة ببعضنا البعض”.
وردا على سؤال حول موقف الرئيس السوري بشار الأسد من الخطر على الوجود المسيحي، قال: “إننا دوما نعيش على الرجاء، وهو لا يخيب قلوبنا. ففي لبنان وسوريا كنيسة واحدة وعائلة واحدة، وحدود كنيستنا أبعد من لبنان وسوريا، والكنيسة عبر العصور لعبت دورا مشرفا ومحبا مع سائر الاطياف، وهكذا سنبقى. والكنيسة تسعى، ولها دور فاعل في الوحدة بين الكنائس، لإيماننا ان كنيسة المسيح واحدة”.
وعن هجرة الشباب، قال: “عندما نتكلم عن الكنيسة، فهذا لا يعني الحجارة، نحن نفتخر بكنائسنا ومؤسساتنا، ولا سيما جامعة البلمند لأن ذلك كله كان لخير الانسان، لا العكس”.
وعن متابعته أمور الهيئة التي أنشاها البطريرك الراحل هزيم، قال: “سنتابع كل ما يهم ويساعد الكنيسة والشعب في لبنان وسوريا خصوصا، والمنطقة عموما. إن رسالتنا شهادة سلام ومحبة على صعيد الانسان وذاته، والانسان وعلاقته مع ربه، والانسان وعلاقته مع الآخر والكون. ونحن نسعى إلى ترميم هذه الفجوة التي حصلت داخل الانسان في كل علاقته ضمن رسالة الكنيسة وعملها”.
أضاف: “هناك اهتمامات روحية وإدارية وكنسية تختص بترتيب البيت الداخلي من كل النواحي ومع الكنائس الأخرى، فالعمل الكنسي متعدد الجوانب، وإذا أدركنا أبعاده هو رسالة سماوية. وعلينا في الكنيسة العمل يدا واحدة، والاستفادة من كل المواهب وتفعيلها في الكنيسة حتى تأخذ الكنيسة الدور المشع والنير على الصعيدين الداخلي والخارجي”.
وعما إذا كان هناك دور للحوار في سوريا؟ قال: “هذا ما نؤمن به، وهو ما يسعى إليه الجميع في سوريا وخارجها، وسنبقى في هذه المسيرة لما هو خير سوريا”.