رسامة الخوري لؤي (حنّا)

mjoa Tuesday December 18, 2012 92

ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة الصعود في كفرحباب يوم السبت في الأول من كانون الأول 2012، شرطن خلاله الشماس لؤي (حنا) كاهنًا. كان ذلك في بداية اجتماع الكهنة الذين اشتركوا في القداس مع ذوي الكاهن الجديد والأصدقاء. في الاجتماع استمع الكهنة الى الإيبوذياكُن نبيل معلوف الذي تحدّث عن تقنيّات الوعظ. بعد ذلك كان حفل استقبال، ثم دعت رعية الصعود الجميع إلى تناول طعام الغداء في أحد المطاعم.

 

 

الكاهن الجديد من مواليد سنة 1975. يحمل الإجازة في اللاهوت من معهد القديس يوحنا الدمشقي في البلمند، والإجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانيّة. هو متزوج وله ولد.

ألقى سيادته عظة موجهة الى الأب لؤي جاء فيها: أخي الخوري لؤي، جاء عند حزقيال النبي “يا ابن الانسان كُلْ ما انت واجد. كل هذا السفْر واذهب وكلّم بني إسرائيل. ففتحتُ فمي، فأَطعمني ذلك السفْر، وقال لي: يا ابن الانسان، أطعم جوفك واملأ أحشاءك من هذا السفْر الذي أنا مُناولك. فأكلتُه. فصار في فمي كالعسل حلاوة”.

ايها الحبيب، هذا كل ما على الكاهن أن يقوم به، أن يأكل كتاب الله، وليس لنا كلمة نستمدّها إلا مِن فيه، من هذا الذي دُفع مرة واحدة الى القديسين. وكل رسالتنا في هذا: أن نُطعم المؤمنين هذا الكتاب، فيبتلعوه.

منذ الآن ينبغي أن تقتنع أن ليس لك كلمة منك، وأنك، إن أَخذت الكلمة من ربك، تكون قد صرت كاهنا. في نهاية عمرك -الذي أرجو الله أن يكون مديدا- سيقول لك يسوع إن استطعت أن تصبح كاهنا او لم تستطع. هذا يتطلب مشقّات كثيرة.

اذا دخلتَ رعيةً تكون ساذجا لو تصوّرت أنها مسيحية. أنت مدعوّ إلى أن تصبح كاهنا وسط رعية يؤمن بعضها، وقد أَلحد بعضُها، وتكاسل الأكثرون، ويُقيمون طقوسا هكذا لأنه قيل لهم انهم أُرثوذكسيين. هل صاروا أَم لم يصيروا؟ شغلك الشاغل أن تجعلهم أُرثوذكسيين. كيف يستيقظون؟ كيف يلتمعون؟ كيف يلتهبون؟ هذا عملك. وهذا يتطلب منك تواضُعا أمامهم لأنهم مستكبرون. تنكسر. يظنّون أنك انكسرت أمامهم، وتكون انت قد انكسرت في حضرة الله فقط. ليس من موجود الا الله فقط. هذا يتطلب أن تطيع الله في مسلكك لأنهم يقرأون مسلكك. اجعل نفسك كتابا كما قال حزقيال. ومعنى ذلك أن تُطهّر نفسك من كل أنانية وبُغض وحقد ومن كل شهوة لا يسوغ اشتهاؤها، وأن تسكب نفسك هكذا أمامهم بعد أن أَمسوا كل شيء لك وبعد أن اقتنعت أنك فقط خادم.

تُبدّد عيوبك وخطاياك يوما بعد يوم لأنك، إن لم تُبدّدها، لا تستطيع أن تنقل المسيح اليهم. هم لا يقرأون الكتب. هم يقرأونك انت. يلتقطون المسيح من عينيك. وهذا يتطلب اولاً أن تعرف المسيح لاهوتيا وليس فقط في مسلكك. انت تصدمهم بالمعرفة، وترفعهم بالمعرفة.

والشيء الثاني هو أن تصبح فقيرا الى الله، اليه وحده. لست فقيرا لشهوتك ولا لزوجتك ولا لأحد. انت عزيز فوق الناس جميعا بعزّة الرسالة الإنجيلية التي سُلّمت اليك. ولكنك لا تأمر كالجبابرة. انت تختفي أمام الرعية لكي تُمكّنها من الارتفاع، من السموّ. يجب أن تقبل أن ينساك الناس، ألاّ يُقدّروك، ألاّ يعترفوا بفضلك. انت لا تجيء من الناس، ولا من تقدير الناس. انت تنزل. لا تجيء من هنا. انت تنزل من فوق الى الناس لعلّهم يؤمنون للمرّة الأولى في حياتهم أن يسوع مات من أجلهم وأَحبّهم حتى النهاية. انت رسول محبة اليهم.

اذهب بعد هذا مزوّدا بهذه الكلمة التي نقلتُها إليك من الإنجيل. عبّرتُ عنها بأُسلوبي. الأُسلوب ليس هامّا. مكافأتُك عند موتك، إذا أَبّنَك مطرانٌ، أن يقول: لؤي جاء من الإنجيل وأَعطاه الناس.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share