المسيحيون في حي الباكستانية ريمشا يتجنبون المظاهر الاحتفالية في الأعياد

mjoa Sunday December 30, 2012 60

يختتم المسيحيون في حي صغير في مهراباد تتحدر منه الشابة المسيحية ريمشا المتهمة بحرق آيات قرآنية، سنة مليئة بالمضايقات التي تعرضوا لها من جيرانهم المسلمين ما اضطرهم إضافة إلى ذلك أن يتجنبوا المظاهر الاحتفالية بالأعياد.

وفي هذا الحي في ضواحي إسلام أباد حيث تكثر الأزقة الترابية وترعى الأبقار والماعز مستفيدة من الأعشاب الطرية بين أكياس من البلاستيك مهملة، كانت تعيش ريمشا الشابة المسيحية حتى اتهامها بحرق “صفحات من المصحف”.

وهذه الجريمة عقوبتها السجن مدى الحياة بموجب القانون حول التجديف المطبق في باكستان البلد المسلم السني المحافظ حيث تقول الأقليات -المسيحية والشيعية والهندوسية والأحمدية- أنها عرضة للتمييز باستمرار.

وينص القانون الباكستاني حول التجديف الذي يقول الليبراليون أنه أداة لتسوية خلافات شخصية، ويدافع عنه المسلمون المتطرفون بكل ما أوتوا من قوة، على عقوبة الإعدام للأشخاص الذين يسيئون للنبي محمد وعلى السجن مدى الحياة لكل من يحرق القرآن.

وكان حشد غاضب هاجم المنزل المتواضع لعائلة ريمشا. وفر مسيحيون على إثر ذلك من الحي خشية حصول “غجرة أخرى”، وهي مدينة في وسط البلاد حيث أحرق شبان مسلمون متشددون سبعة مسيحيين أحياء وأضرموا النار في منازل في العام 2009 بعد مجرد انتشار شائعة عن إساءة إلى الإسلام.
واتهمت الشرطة الباكستانية أخيراً إماماً في الجوار بأنه فبرك “قضية ريمشا” بهدف طرد المسيحيين من مهرأباد. وأسقط القضاء لاحقاً التهم الموجهة إلى الشابة التي ستحتفل بعيد الميلاد هذه السنة مع عائلتها في منزل تحت المراقبة.

وفي ضواحي مهرأباد، لا يزال منزل عائلة ريمشا مقفلاً. كما أن المئة عائلة المسيحية التي لا تزال تقيم في المكان لا تشعر فعلاً بأنها يمكن أن تستعيد بهجة الأعياد مع اقتراب عيد الميلاد.

وقال أمجد شهزاد الرسام المقيم في المبنى وهو يتنهد “كنا نتحدث منذ بضعة أيام عن الطريقة التي سنزين بها شجرة الميلاد عندما تعرض لنا مسلمون بالتعنيف وسخروا منا وهم يقولون +تتحدثون عن هذا الأمر، لكنكم لن تجرأوا أبداً على تزيين شجرتكم”.

وأعرب عن الأسف قائلاً “في العادة نزين أيضاً خارج منازلنا مستخدمين نجوماً، لكن هذا أمر آخر لن يكون في إمكاننا القيام به هذه السنة”.

ويمثل المسيحيون حوالى اثنين بالمئة من عدد السكان في باكستان.

وقال أشرف مسيح وله تسعة أطفال في منزله الحقير المؤلف من غرفتين من دون تدفئة في حين أن البرد القارس يصيب العظام في هذه الأيام في العاصمة الباكستانية “نحن خائفون، مرتعبون، لا يمكننا أن نتجمع هنا ونتكلم بصوت عال والاحتفال علانية لأننا مهددون”.

وأضاف “إذا ما تجمعنا للاحتفال، فإن مالكي منازلنا وهم من المسلمين، سيأتون ليسألوننا عما نفعل”. وخلفه تتكدس طبول ومنصة الخطابة التي تم إنقاذها من كنيسة أقيمت على عجل في منزل صغير من الباطون مقفل منذ “قضية ريمشا”.

وأقام مالك هذه “الكنيسة” جداراً من الاسمنت داخل المبنى ليجعل منه منزلين. ولا يزال أحد الجدران مزيناً بالصلبان المصنوعة من ورق مذهب وصورة للمسيح في حالة ابتهال.

وتساءل إسلام مسيح وهو بستاني “عيد الميلاد يحل ونحن مضطربون. ماذا ترانا سنفعل هذه السنة؟”.

وأضافت زوجته كالسون أن “الجو سيء للغاية وكنيستنا مقفلة”.

وفي أزقة مهرأباد، يتجول حماد مالك متهم ريمشا، وهو الجار المسلم، بحرية مؤكداً أن بإمكان الشابة وأفراد عائلتها استئناف حياتهم هنا دون خشية على سلامتهم.

وقال “إذا رفع أحد يده عليهم، فإني سأحميهم”، مؤكداً أنه ليس نادماً على اتهاماته التي غيرت إلى الأبد حياة الشابة المسيحية وعائلتها. وأكد “قمت بواجبي لإنقاذ صفحات القرآن، لست خجلاً من ذلك”.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share