بولس الرسول في استخدامه كلمة “إنجيل” يعني البشارة بالمسيح كما يُقدّمها في رسائله، ولا يعني الأناجيل الأربعة، والمضمون التعليميّ واحد بين هذه الأناجيل وما علّمه بولس.
ثم يوضح أن ما يُعلّمه لم يتسلّمه من إنسان اي من الرسل الذين سبقوه، ولكنه أخذه من يسوع بكشفٍ له خاصّ.
وهنا يسرد ملخّصا عن سيرته ويذكُر أنه لما كان في ملّة اليهود كان يضطهد كنيسة الله بإفراط ويُدمّرها، وهذا ذكره سِفرُ أعمال الرسل في مطلع الإصحاح التاسع.
هذا كان سلوك من كان يُسمّى شاول الطرسوسيّ قبل أن يظهر له السيد على طريق الشام التي كان ذاهبًا اليها ليضطهد المسيحيين مبعوثًا من رئيس الكهنة اليهوديّ في اورشليم. كان شاول مهيّأ لهذا الـبـغـض لـلمـسيـحييـن بسبـبٍ مـن انـتـمـائـه الـى مـذهـب الفرّيسيين المُعادي للمسيح وأتباعه.
على طريق دمشق، بعد ظهور السيد له وبعد كلامه له، انقلب شاول الى المسيح وخدمته العظيمة حتى موت الشهادة فقال: “فلما ارتضى الله الذي أَفرزني من جوفِ أُمّي ودعاني بنعمته الخ…”.
بولس يعتقد أن الله جاء به الى مسيحه، وأنه قبْل أن يضطهد الكنيسة كان الله مهيّئًا إياه ليدخل كنيسة المسيح. هدايته هي في التصميم الإلهي فيما كان يضطهد المسيحيين، وكشف له دعوته بعد أن حاول تدمير الكنيسة.
ظهر له المسيح فيما كان ذاهبا الى دمشق ليقتل المسيحيين او يُلقي القبض عليهم. يقول ما معناه انه بسبب هذا الظهور كان المفروض فيه أن يصعد الى الرسل ليتعلّم منهم الإنجيل. غير أنه انطلق توّا الى “ديار العرب” او المنطقة الرومانية المدعوّة “العربية” وهي تعني حوران وجبل العرب في سورية الحالية.
بعد ذلك رجع بولس الى دمشق. ثلاث سنين بعد مكوثه في دمشق او في حوران يقول: “صعدتُ الى اورشليم لأَزور بطرس”. النص يعني انه كان يعرف ان بطرس هو المميّز او البارز بين الرسل، وبلغه أنه كان لا يزال في اورشليم، وربما كان بقيّة الرسل ايضا في اورشليم وما كانوا قد ذهبوا بعدُ خارج فلسطين للبشارة. لماذا أقام خمسة عشر يومًا عنده؟ ربما لأنه لم يكن عارفا بغيره، وربما قيل له ان بطرس هو المميّز بين الرسل. والدليل أنه كان قاصده قوله: “لم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب”.
في متى 13: 55، نعرف المُسَمّين “إخوة يسوع” اي أنسباء له في العُرف العبريّ أنهم يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. ونفهم من تاريخ الكنيسة الأولى أن يعقوب صار أول أُسقف في اورشليم.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
رَعيّـتي تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس