استقبال صاحب الغبطة يوحنا يازجي في المريمية (دمشق)

mjoa Thursday January 3, 2013 89

وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِي، فَيَرْعُونَكُمْ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ.
أرمياء ١٥:٣

في الكاتدرائية المريمية وفي يوم الخميس 20/12/2012 استُقبل غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي من قبل لفيف من السادة المطارنة والكهنة وممثلي الكنائس في دمشق وعلى رأسهم البطريرك غريغوريوس لحام بطريرك الروم الكاثوليك وممثلي الكنيسة الارمنية والكنيسة اللاتينية والكنيسة المارونية  والكنيسة السريانية والقس بطرس زاعور ممثلاً عن الكنيسة الإنجيلية وغيرهم من الطوائف، بالإضافة إلى رئيسة دير السيدة الأم مكرينا (بلمانا) وبعض راهبات الدير، ورئيسة دير السيدة في صيدنايا الأم فبرونيا وراهبات الدير، وقدس الأرشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري الشيروبيم وجاورجيوس البطريركيين في صيدنايا وبعض من رهبان الديرين.

 

 

وكان في مقدمة مستقبلي صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، قائم المقام البطريركي المطران سابا اسبر في الكاتدرائية المريمية مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس.

 

 

 

 

 

 

واشترك في الترتيل أثناء صلاة الشكر التي ترأسها غبطة البطريرك على التناوب جوقتا القديس إغناطيوس الأنطاكي من الكاتدرائية المريمية وجوقة القديس يوحنا الدمشقي من مدارس الأحد الأرثوذكسية. ومن ثم توجه غبطته الى مدفن البطاركة وصلى صلاة التريصاجيون لراحة نفس أبينا الراقد في الرب المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم.

 

 

 

 

 

 

 

ومن ثمّ توجه إلى الصالون البطريركي لاستقبال المهنئين بتولّيه السدّة البطريركية. وكان من بين المهنئين  شخصيات مرموقة من كافة شرائح المجتمع الدينية والسياسية والاجتماعية على رأسهم وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام قدم بتكليف من رئيس الجمهورية السيد الرئيس بشار الأسد وسيادة مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، والسيدان فايز الصايغ ونذيه عبود عضوي مجلس الشعب والسيدة كوليت خوري ..

 

 

 

 

 

 

 

ومن المهنئين أبناء رعيته في دمشق وفي المدن السورية الاخرى. 










كلمة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا يازجي عند استقباله في الكنيسة المريمية مقر بطريركية أنطاكيا وسائر المشروق للروم الأرثوذكس بعد انتخابه بطريركاً
 

أصحاب السيادة، الآباء الأجلاء، أيها الأحباء،

من أية زاوية أبادر إلى مخاطبتكم، لا زاوية تعلو على حجر الزاوية الذي هو السيد الرب الذي يدعونا كل حين وفي كل آن وزمان ومكان إلى الشهادة له بالحق والوحي، آتيكم اليوم بطريركاً لكرسي الرسولَين القديسين بطرس وبولس الأنطاكي المقدس، باسم الرب، على يد آباء مجمعنا الأنطاكي المقدس.

الشكر أولاً والسجود أمام هيكل الرب، والشكر لآباء مجمعنا المقدس لمحبتهم وثقتهم. يا أحبة ما تم في المجمع الأنطاكي المقدس منذ يومين إنما يُعرب عن وحدتنا عن وحدة كرسينا الأنطاكي، عن المحبة والوفاق الذي يجمع رؤساء كهنتنا أولاً، والذي يجمع أيضاً كل أبناء الكنيسة. أشكر آباء المجمع السادة المطارنة واحداً واحداً، وأخص بالذكر المطران سابا ميتروبوليت حوران الذي احتل القائم مقامية للبطريركية في المرحلة الماضية وأطلب صلوات آباء المجمع وأدعيتهم لكي يقويني الرب أن أتمم هذه الخدمة الرسولية في كنيستنا المقدسة.

وهنا أتذكر أولاً قول الرب يسوع في خطابه الوداعي نحو الآب السماوي عندما صلَّ وقال اجعلهم يا أبتي واحداً كما نحن واحد، نعم سنكون واحداً عائلة واحدة تعمل بوصية الرب لأجل الشعب المؤمن الطيب ولأجل هذا البلد الحبيب ولخير الإنسان والإنسانية جمعاء.

اليوم يصادف العشرين من كانون الأول كنا نأتي في كل عام في السنوات الماضية ولثلاثة وثلاثين عاماً إلى دمشق إلى الكنيسة المريمية في هذا اليوم الذي هو عيد القديس إغناطيوس الأنطاكي لكي نقيم الصلوات والذبيحة الإلهية مع صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس في هذا اليوم في عيد شفيعه القديس إغناطيوس الأنطاكي ذاك البطريرك العظيم الذي رحل عنا بعد أن ترك بصمات واضحة متميزة في كرسينا الإنطاكي بشكل خاص وفي هذه المنطقة بشكل عام وكلكم تعلمون ذلك أينما ذهبنا في العالم أجمع كان يقول الناس لنا نحن نحسدكم لأن عندكم بطريركاً اسمه إغناطيوس الرابع اليوم يا سيدنا إغناطيوس من هذا الكرسي بتأثُّر كبير نقول لك ذكرك أبدي ومربوط في قلوبنا أجمعين وإننا نطلب منك وأنت في السماء اليوم ترانا، نطلب منك أن تشفع بنا أمام الرب لكي يحمينا ولكي يقويني بشكل خاص أن أتابع هذه المسيرة وأقوم بهذه الخدمة من بعدك سائلين صلواتك وأدعيتك.

يتكلم يا أحبتي كثيرون عن الكنيسة، والبعض يتساءلون أحياناً ويقولون ما دور آباء الكنيسة، والبعض يذهبون أكثر من ذلك ويقولون ما هو دور العلماني ودور الإكليريكي وإلى ما هنالك.

أريد اليوم ومن هذه الساعة ومن اللحظة الأولى أن أؤكد وأن أطلب منكم، الكنيسة هي نحن كلنا سوياً، الكنيسة هي هذه العائلة الروحية والتي تعمل بانسجام، والتي تعمل بمخافة الله و بروح الله بلياقة وبترتيب. نحن نريد الجميع، نريد كافة المواهب، الكل في الكنيسة، العائلات والشباب والصبايا والأطفال. الكنيسة هي التي نسعى جميعناً، أو بالحري، اليوم الدعوى موجهة إلينا جميعاً أن نسطر نحن، أنا وإياكم جميعاً بيد واحدة، أن نسطر تاريخاً يليق بكنيسة المسيح بتلك العروس الخالية من كل دنس ومن كل عيب لكي نشهد للحق والمحبة ولكي يرى الناس ويمجدو بالحقيقة أبانا الذي في السموات.

واسمحو لي أن أتوجه بشكل خاص إليكم أنتم أيها الدمشقيون اليوم أناديكم أبنائي أحبائي إخوتي عائلتي أنتم في قلبي وأطلب وأسعى أن أكون في قلب كل واحد منكم، اليوم من واجبي أن أرعاكم بشكل خاص، نعم سنكون رعية واحدة، سنعمل بقلب واحد لكي يتبين الله بواسطتنا.

أحيي من هذا المنبر المقدس من كنيسة المريمية من دمشق، أحيي أيضاً جميع أبنائنا في الوطن وفي بلاد الانتشار  في أبرشياتنا جميعاً في كرسينا الأنطاكي، ولا ننسى أيضاً كافة المؤمنين من أميركا الشمالية إلى أميركا الجنوبية إلى أستراليا وإلى أوروبا وفي كل أنحاء العالم. وأخص بالذكر أبنائي الأحباء في أبرشية أوروبا الذين واكبتهم مدة خمس سنوات ثقيلة عملنا سوية، أقول لهم إني في حاجة أن تحملوني دوماً كما كنتم وكما كنا سوية طيلة هذه السنوات الخمس في أدعيتكم وفي صلواتكم وستكونون في قلبي دوماً.

نحن قوم نحب وندعو ونحيا ونتألم ولكننا قائمون على الرجاء على قول الرسول بطرس لا نخاف ما نصنع ولا تهزنا الأزمات ولا تربكنا التحديات والتجارب مهما عظمت، ورسالتي اليوم إليكم أحبائي هي أن اثبتو في هذا البلد وليكن لنا منطلقاً ومقياساً لشهادة أنطاكية أرثوذكسية متجددة منفتحة بشكل دائم، فكنيسة أنطاكية كنيسة مشرقية أصيلة لا بل هي كنيسة الشرق جذورها ضاربة في الأرض وخاصة في سوريا وفي لبنان ثابت للجميع تعطي كل سكان المنطقة من توهج حضارتها ومن تراثها وتسعى كي تبقيه حياً في ضميرنا مواكباً للعصر وتقهقر المجتمع وعروس المسيح هي أنطاكيا بقيت وستبقى متعاونة مع جميع أطياف البشر الذين يعيشون في هذه المنطقة رافضة كل نوع من أنواع التطرف والانعزال وهي تمد يدها إلى كل حوار وإلى كل تعاون لخير الإنسانية جمعاء، نحن نعيش بالطبع مع شعبنا مع آلامه ومعاناته وهذا يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة وسنسعى بالنعمة جاهدين لنخفف قدر استطاعتنا من آلام وأوجاع إخوتنا وسنكون إلى جانبهم دوماً.

ونحن أبناء هذه الكنيسة نصلي لكي يعمَّ الأمن والاستقرار إلى سوريا وأن يعمل السوريون جميعاً لسلام بلدهم واستقراره وازدهاره و نضرع ونأمل أن يتصرف الجميع بمسؤولية وأن يتحلى بضمير وطني للحفاظ على سلامة بلدهم وحفظه من التدهور والانهيار نحن في انطاكيا نطلب أن يلهم الله جميع الأطراف التي تلهب النزاع إلى إلقاء السلاح الذي لا يؤدي إلا إلى الدمار والخراب وأن يسعو إلى الحوار والسلام لبناء بلدهم. عشنا على هذه الأرض وسنعيش فيها مع إخوتنا المسلمين متعاونين دوما لخدمة الإنسان والإنسانية داعين لاحترام الجميع ورافضين أي نوع من أنواع التدخل الغريب عن تراث هذا الوطن الغالي.

عندما وصلنا إلى المنطقة الحدودية على الأطراف السورية سئلت ما هو شعورك تصوروا بماذا يستطيع أن يجيب إنسان مثلي في لحظة كهذه وأنت آت بهذه المسؤولية وهذه الرسالة العظيمة أقول كما أقول دوماً: ربي اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة وأصلحها التي يمينك غرستها.

نشكر السيد الرئيس وجميع مسؤوليه ونؤكد من هنا من مريمية الشام أن دمشق هي قلب أنطاكيا النابض والتي نصلي أن تبقى دوماً كذلك وأن تنبض دائماً كما كانت حباً وفرحاً وسلاماً وعراقة.

أطلب في الختام منكم جميعاً، الأحبار الأجلاء ، الآباء الأحباء ، الشعب الطيب ، الأطفال ، أطلب منكم هذا الطلب أطلب منكم جميعاً أن تحملوني في قلوبكم في صلواتكم كي يقويني الرب الإله أن أكون الخادم الأمين لكنيسته أي أن أكون الخادم الأمين لكم جميعاً يا أحباء ليتمجد اسم الرب هو المبارك وهو الممجد إلى الأبد. آمين.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share