ترأس سيادة الميتروبوليت سابا (اسبر) القداس الإلهي في السويداء بمناسبة أربعين البطريرك الراحل إغناطيوس الرابع (هزيم). و تحدث صاحب السيادة في عظته عن مآثر وخصال البطريرك الراحل الإنسانية، واهتمامه بخدمة الكنيسة قائلاً: “علينا أن نشكر الله دائماً أنه أعطانا بطريركاً كبيراً بكل معنى الكلمة. لقد خدم هذه الكنيسة لفترة طويلة بإخلاص وتفان، ولم يعرف شيئاً إلا لخدمة هذه الكنيسة. وكنتَ إذا جلست إليه مهما طالت هذه الجلسة ليس له كلام إلاّ في الكنيسة وما عليها، وماتحتاجه وما يلزمها، وما التحديات وكيف نواجهها”.
وعن افتقاده لأبرشية حوران وجبل العرب قال: ” خص البطريرك الراحل أبرشيتنا بمكانة خاصة في السنوات الأخيرة فقد زارها في السنوات العشر الأخيرة عدّة مرات والتقى كهنتها ومؤمنيها، وما بخل في تقديم يد العون والمساعدة للعمل على إنهاضها، وبث الحياة الروحية فيها”.
أربعين البطريرك الراحل إغناطيوس الرابع في السويداءوأشار سيادته إلى عدم تعلّق البطريرك الراحل بالأمور المادية والدنيوية على الإطلاق قائلاً: “عندما اضطررت كقائم مقام أن أجرد شقته لكي نختمها بالشمع الأحمر، على جري العادة، إلى حين انتخاب البطريرك الجديد، جردتها مع عدد من الأخوة، فلم نجد أبسط من هذه الشقة على الإطلاق، إن كان بالأثاث أو اللوازم البيتية. وقد صرّحت عن ذلك مسبقاً . وأذكر أننا وجدنا في خزانته ثلاثة قمصان وغمبازين وبَدَلَي نوم. هذا كل ما كان يحتفظ به بطريرك أنطاكية طوال 33 سنة”.
ونوّه إلى أن البطريرك الراحل كان يشد على أن يكون المؤمن غنيّا ً بالإيمان والله قائلاً: ” الغنى بأن تكون الذات واضعة نفسها كلياً بين يدي الله، وأن غناها كله يأتي منه فقط. نحن الذين نحيا في خوف دائم وقلق دائم، وسعي لتأمين متطلباتنا واحتياجاتنا لأننا نخاف نكثر من هذه الاحتياجات. هذا لأننا لا نضع ثقتنا حقيقة بالرب الذي يعطينا هذه الأمور الدنيوية عندما نحتاجها”.
وختم قائلاً: “إغناطيوس هزيم كان فقيراً إلى الله، ولذلك استطاع أن يُغني الكثيرين، و يُغني كنيسته التي ساهم في تغيير وجهها نحو الأحسن والأفضل طوال فترة خدمته الكهنوتية بجميع رتبها. رحمه الله وأعطانا بركته دائماً”.