قضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ لصالح مسيحية بريطانية في سابقة قانونية اذ قررت أن شركة الخطوط الجوية البريطانية BA قامت بعمل غير قانوني عندما طردت احدى موظفاتها بسبب ارتدائها الصليب.
وقالت المحكمة ان شركة الطيران انتهكت المادة التاسعة من الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان التي تقول ان حرية الدين والمعتقد هي احدى المباديء الاساسية التي يقوم عليها المجتمع الديمقراطي التعددي، وتسببت باضرار للموظفة السابقة في الشركة بعد ان طردتها من وظيفتها بسبب ارتدائها الصليب اثناء العمل قبل حوالي 7 سنوات.
ورفعت المسيحية القبطية ناديا عويضة دعوى قضائية ضد الشركة لكنها خسرت القضية بعد ان قضت محكمة بريطانية لصالح الخطوط الجوية البريطانية باعتبار ان ذلك ينسجم مع سياسة الشركة الداخلية التي تحظر على موظفيها التظاهر بالرموز الدينية.
ما دعاها الى تقديم شكوى الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وكانت المحكمة قد ناقشت ثلاث شكاوى اضافية: قضية ممرضة تدعى شيرلي تشابلن (57 عاماً) من اكستر، التي طُلب منها نزع الصليب اثناء العمل. وقضية مستشار الزواج غاري مكبيرلي (51 عاماً) من بريستول، الذي أُقيل من منصبه بعد أن رفض تقديم نصائح لأزواج من نفس الجنس. وقضية الموظفة ليليان أديل التي رفضت ان تُسجل زواج مدني لزوجين من نفس الجنس. وقد ادعى المشتكون ان ارباب اعمالهم انتهكوا المادتين التاسعة والرابعة عشر من الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان التي تحامي عن حرية العقيدة والايمان وتمنع التمييز على اسس دينية.
وكانت المحكمة قد قبلت الشكوى التي قدمتها ناديا اويدا ولكنها رفض الشكاوى الثلاثة الاخرى.
وعلقت عويضة، 61 عاما، بعد سماع الحكم بالقول: “يا إلهي. انني سعيدة جدا للمسيحيين اذ اصبح الان لهم حقوق في بريطانيا.. ويمكنهم التعبير عن معتقدهم المسيحي بحرية على قدم المساواة مع باقي زملائهم في محيط العمل”.
وقال ناطق باسم “الخطوط الجوية البريطانية” ان الشركة عرضت في البداية على السيدة عويضة خيار العمل في الاقسام الادارية الاخرى بدل العمل في الواجهة في مكاتب اجراءات السفر، لكنه اوضح ان سياسة الشركة تغيرت منذ سنوات حيث اصبح بامكان الموظفين الان ارتداء رموز دينية.
يذكر ان شركة الطيران البريطانية كانت تسمح لموظفيها من الاديان الاخرى كالمسلمين والسيخ ارتداء الحجاب الاسلامي والعمامة على اعتبار ان ذلك هو جزء من زيهم المعمول به في هذه الديانات، وهو ما اعتبر من قبل المسيحيين تمييزا دينيا ضدهم.
وشهدت بريطانيا في العقود الاخيرة منحى ملحوظا باتجاه “العلمانية”. فوفقا للاحصاء السكاني العام لسنة 2011 فان نسبة البريطانيين الذين يعتبرون انفسهم مسيحيين يبلغ الان 55 بالمئة فقط، فيما صنف 34 بالمئة انفسهم على انهم “لاأدريون” (اصحاب مبدأ الشك) او من لايؤمنون بـ “اله”، وارتفعت نسبة الملحدين بشكل كبير الى 25 بالمئة وهو ارتفاع بنسبة 10 بالمئة على السنين العشر الماضية.