رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صباح الأحد في السادس من الشهر الجاري قداس عيد الظهور الإلهي المقدّس لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في منطقة النقاش بحضور عدد من أبناء الرعية والمنطقة. خلال القداس ألقى سيادته عظة عن معنى العيد جاء فيها: “يا إخوة، هذه معمودية يوحنا التي اقتبلها الرب يسوع. هي المعمودية التي يتقبّلها الخطأة، والتي مارسها المعمدان حتى يهيّء الجموع الى اقتبال المخلّص، الى الذهاب اليه. هذه غير المعمودية التي نحن نقتبلها والتي تحتوي الخلاص. تلك كانت معمودية يتهيأ بها الناس لاقتبال يسوع.
ماذا تعني معمودية يسوع؟ هو ما كان في حاجة اليها لأنها معمودية الخطأة. ولكنه أراد أن يوحّد نفسه بالخطأة. أراد أن يتواضع اليهم والى وضعهم، أن يُظهر أنه مثل الناس. هو جاء ليتّحد مع الناس. كانت هذه المعمودية طريقة عنده ليكشف انه واحد مع البشر، وأن الاله كأخ لنا في هذا الجسد. اعتمد ليعطي صورة عن موته فيما بعد. الواحد عندما يتعمد يُغرِّقونه في الماء. يُظهرون انهم يميتونه، أنّه يتقبّل الموت. وعندما يرفعونه من الماء يحيا. المعمودية هي صورة رمزية عن موت المسيح وقيامته من بين الأموات. واذا تقبّلناها نحن في طفولتنا، ندخل في موت المسيح، نندمج بموت المسيح وبقيامته. والعيد الذي نقيمه اليوم انما كان يذكّرنا بأننا مدعوّون الى إماتة الخطيئة. ماذا يعني أن يعتمد الإنسان؟ يدفن خطيئته بالماء ليحيا مع الله. لا تقدرون أن تفهموا المسيحية الا عن طريق الرموز. لما اقتبل يسوع ان يتعمد من يوحنا، ظهر له الآب والروح القدس. إرتسمعلى نهر الاردن الآب والابن الذي كان في الماء والروح الـقـدس. ظـهر الـثـالوث الـقـدوس. ولـذلـك نـحـن في العيد نُخطف الى الثالوث، الى الله ذاته والى كيانه، ونُدعى الى أن نصير مثل الله منزّهين عن الخطيئة ومتلألئين. يجب أن نفهم يا إخوة أننا اذا عمّدنا أطفالنا فلكي نقول لهم هذا، ويفهمون فيما بعد، لكي نقول لهم إنهم يميتون خطيئاتهم بهذه المعمودية. كل الحياة المسيحية ليس فيها شيء آخر. نعلّم ابننا أن يُميت الخطيئة إذا أُغري بها لكي يحيا مع المسيح فقط. نحن لا نحيا بالمال. ولا نحيا بالجسد، ولا بالصحة. نحن، إذا عشنا ام متنا، فنحن مع المسيح. ولذلك في هذا العيد نجدّدعهدنا للمسيح بأن نكون له.
القصة ليست قصة ماء. الماء المقدّس صورة انت تعطيها لنفسك أنك ستظلّ مع المسيح. تشرب المسيح. انت لا تشرب ماء محضا. هذا الماء حامل للروح القدس فينا. إذاً نحيا حياة جديدة، أو نقرر أن نحيا حياة جديدة. نحن نُديم معموديتنا. المعمودية لا تنتهي بلحظة واحدة. فإذاغُرِّق الولد بالماء فهذه بداية، تمتمة. نقول له: تريد أن تعيش مع يسوع؟ أَمِت الخطيئة. مثلما غرّقناك في الماء، حتى تميت الخطيئة. وانتشلناك من الماء لكي تفهم أننا غرّقنا خطيئتك لكي تحيا حياة جديدة. نحن الارثوذكس دائما نعمل بالرموز، بالصور. نُغرّق الطفل بالماء. لنُفهمه أنك أنت قتلت الخطيئة بمعموديتك. ثم أخرجناك من الماء لكي تعيش مع يسوع. ولكن أنت غرّقت خطيئتك لكي لا تُعيدها. افهموا المعاني. احرصوا على طهارة اولادكم حتى يعيشوا مع يسوع. جئتم لتفهموا هذا. وأدعو الله ان يُديم علينا نعمة الفهم. المسيحية فهم بالرأس، بالعقل، بالقلب، بالشعور. اذًا سوف نقول ليسوع اننا سنمشي معه اليوم، ودللنا على هذا برمز، أننا نشرب الماء المقدس الذي سنقدّسه.
القصة ليست قصة ماء مقدس. تشربونه لتعطوا عهدا ليسوع انكم ستظلّون طاهرين. فليُعطِكم الرب الطهارة بنعمة هذا العيد وتجديد ارواحكم وقلوبكم بيسوع ربنا. “
الجدير ذكره ان قاعات الكنيسة الجديدة قد شارفت على الانتهاء، وسيتم اعتماد القاعة الكبرى ككنيسة مؤقّتًا، والقاعة الصغرى كصالون للكنيسة، بالاضافة الى ثلاثة طوابق للمواقف، وسيتم تدشينها عند الفصح.