أيقونات وراء القضبان تحوِّل سجناء روحياً : جوستينا هدأت… “والله يعرف كم أحتاج الى هذا”

mjoa Wednesday January 23, 2013 83

وراء قضبان سجن بياليستوك، وبصبر جدير برهبان ارثوذكس، يتعلم عشرات السجناء فن كتابة الايقونة، في اطار برنامج اعادة ادماج اجتماعي بدأ العمل به في هذا السجن الكبير شرق بولونيا.

 

 

“انها ايقونتي الاولى للسيدة العذراء”، تقول بفخر مالغورزاتا زابلوكا-جارونشيك (47 عاما)، وهي تنجز هالة عذراء تقول انها “تصلي لها”، مع انها لم تنتهِ منها بعد، “لم اعرف يوما ان ارسم. الرسم لم يكن يهمني كثيراً، وهنا بدأت اتحسن. والمس ذلك بنفسي، وانا سعيدة بما اقوم به”، تقول تلك السيدة التي لا يزال عليها ان تمضي 8 سنوات اخرى في السجن.

طوال كانون الاول 2012، جاء يان غريغوروك – وهو خبير ايقونات في متحف الايقونات في سوبراسل الذي يعتبر مكانا عالي الشأن للتقليد الارثوذكسي- ثلاث مرات اسبوعيا لادارة التدريب على فن الايقونات في السجن. “قولوا: كتابة، لانه في اللغة المتخصصة، نقول كتابة الايقونة، وليس رسمها”، يوضح. والى جانب التقنية، يعلّم ايضاً لغة الايقونات وتاريخها ورمزيتها.

في البداية، كانت السجينات يشاركن في المشغل “لتمضية الوقت. ولعدد منهن، كانت مكافأة لحسن تصرفهن”، يفيد غريغوروك. المؤكد لديه ان كل من يكتب ايقونة “يعش تحولاً روحياً حقيقيا. فكتابة ايقونة شكل من اشكال الصلاة، ولا يمكن ان تكون فقط وسيلة لكسب المال”.  في العديد من السجون، يشكل الرسم نشاطا شائعا. لكن كتابة الايقونات تتيح ربط الجانب الفني بالجانب الروحي. كذلك، يضفي هذا التدريب على السجناء القليل من الصفاء. جوستينا جييراسيميوك (31 عاما) التي تنفذ عقوبة سنة في السجن، تنتظر التدريب على احر من الجمر. “آه نعم، انه يهدئني بالفعل، ويعرف الله اننا نحتاج الى ذلك. يحصل احيانا ان نكون عدائيين في زنزاناتنا”.

عشرات الرجال في هذا السجن المختلط الذي يضم اكثر من 700 سجين، أمكنهم ايضاً المشاركة في تدريب اول العام الماضي، وبينهم محكومون باحكام ثقيلة. ولاحقا، بارك متروبوليت ابرشية بياليستوك الارثوذكسية المطران جاكوب الايقونات التي ستزيّن اجملها الكنيسة الصغيرة المسكونية في السجن. “فكرة البرنامج رائعة”، قال.

في بولونيا، ذات الغالبية الكاثوليكية، تشهد منطقة بياليستوك التي يعيش فيها العديد من الارثوذكس، تجددا دينيا حقيقيا. والزيارة التي قام بها بطريرك روسيا كيريل لبولونيا، وهي الاولى لقائد كنسية ارثوذكسية، شكلت نموذجا لذلك.

يأمل غريغوروك مواصلة البرنامج. “في المستقبل، نود ان نبيع الايقونات، لتمويل اعمالنا الخيرية. الطلب عليها كبير”، يقول. البرنامج الذي يموله صندوق خاص لمساعدة السجناء، مكلف. وحاليا، على المحكومين ان يكتفوا بالخشب الرقيق بسماكة 12 مم لانجاز الايقونات، اذ ان خشب الليمون المستخدم عادة غال جدا. ويبقى الامل “ان تساعد الايقونات في تغيير المحكومين، بحيث يصيرون افضل”. 

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share