أقيمت في كنيسة مار جرجس – جبيل أمسية مرتلة بيزنطية – سريانية لجوقتي جبل لبنان الاورثوذكسية والصوت العتيق المارونية، في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، من إعداد وإدارة الاب ميلاد طربيه والاستاذ جوزف يزبك، في حضور متروبوليت جبل لبنان للروم الاورثوذكس المطران جورج خضر، رئيس أساقفة جبيل للطائفة المارونية المطران ميشال عون، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح،القيادي في “التيار الوطني الحر” ناجي الحايك، رئيس دير سيدة المعونات الاب شربل بيروتي، القيم الابرشي الاب فادي خوري، المسؤول الاعلامي في أبرشية جبيل المارونية الاب أنطوان عطالله وحشد من الفعاليات والاباء والراهبات ومؤمنين.
استهلت الامسية بكلمة للاب بولس جبور، بعدها تحدث المطران عون وقال: “إلتقينا لنرفع الصلاة معا لربنا الواحد والاوحد”، ورحب بحضور المطران خضر “كي يختبر كل أبناء جبيل بأن رعاتهم متحدين بالمحبة وأن بداخل الجميع الرغبة كي يتوحدوا، وأن الغنى المتبادل الذي يجمع تراثنا المشترك الانطاكي هو الذي يجعلنا ننظر مع بعضنا الى هدف واحد ونبقى سوية يدا بيد نتابع مسيرة الصلاة والوحدة وصولا الى الوحدة الكاملة التي وحده الرب يحققها فينا”.
وشكر جميع الذين شاركوا في إنجاح اللقاء “الذي يساهم في تقريبنا الى الرب ويساعدنا في الصلاة ويجذبنا الى العلاء، وبالتالي يجمعنا بالمحبة ويجعلنا ننظر صوب المسيح الذي صلى ليلة آلامه ليكونوا واحدا كما أنا وأنت أيها الاب واحد” آملا أن “لا تتوقف صلاتنا في أسبوع الوحدة الذي نريده أن يجعلنا نتذوق جمال أن نكون معا ونصلي معا، كي يعطينا هذا الاسبوع الدفع الى مسيرة الاستمرار وصولا الى الوحدة الكاملة التي نتوق اليها بنعمته تعالى”.
خضر
والقى المطران خضر كلمة جاء فيها: “لعلكم تعلمون أن قيصر روسيا الوثنية عندما أراد إختيار دين لبلاده أرسل وفدا الى القسطنطينية عاصمة المسيحية في هذا الشرق قائلا لهم أعطوني ما سوف تفهمون، قولوا لي كيف يفكر هؤلاء الناس المسيحيون في الشرق، وبعد أن عادوا سألهم ماذا رأيتم؟ أجابوا عندما كنا نسمع هؤلاء ينشدون لم نكن نعرف إذا كنا في السماء أم على الارض”.
وأضاف: “آن أوان الحب بيننا لان الحب وحده هو يسوع المسيح لنسير الى الوحدة إن كنت غير مطهر فلا تبتغي ما يسمى الوحدة، لانها ليست انصهار واحد بآخر، وليست استبداد طائفة بأخرى وهذا وجد في التاريخ المسيحي”، مردفا: “أظننا أصبحنا نفهم أن من سمي الاخر هو للمسيح أيضا، أنت تعرف في أعماق نفسك أن كل من عمد إنما عمد في المسيح وأنه للمسيح، وأننا آمنا أننا واحد به وعهدنا له أن نسلك هذا الدرب”.
وسأل: “هل الاورثوذكسي قادر إذا نظر الى وجه أخيه الماروني أن يرى على هذا الوجه فقط أنوار المسيح والعكس أيضا” مضيفا “أن الكنائس منقسمة ومتشرذمة، واننا أمام المصلوب الذي ينظر إلينا قررنا منذ الان أننا لسنا للتسميات الطائفية لان كل من عمد بالماء والروح ينتمي مع كل الاخرين الى كنيسة يراها يسوع واحدة، واذا سألت منذ الان الى أي طائفة تنتمي فلا تجيب بل تقول أنا سأحاول أن أكون كما يراني يسوع، أي واحدا في جسده مع كل المعمدين”.
وأكد أنه “ليس هناك سرياني أو بيزنطي بل مسيحيين في هذا الشرق وامنوا أنهم واحد في الشهادة” مضيفا: “أننا نعلم أن موت المخلص عاقبته القيامة، ونحن إذا عذبنا جيل بعد جيل في هذا الشرق نعلم أننا بعد عذابنا قمنا من بين الاموات”.
وختم خضر: “ان المسيح قام من بين الاموات ووطىء الموت بالموت وأننا جميعا سواسية واحد بموته وقيامته، ونحن قياميون”.
وفي الختام قدم المطران عون ذخائر مقدسة للمطران خضر.
كلمة سيادة المطران جورج خضر
سيدي راعي هذه الابرشية المحروسة بالله، يا إخوة.
لعلكم تعلمون أن قيصر روسيا الوثنية عندما أراد اختيار دِينٍ لبلاده أرسل وفداً الى القسطنطينية عاصمة المسيحية في هذا الشرق قائلا لهم أعطوني ما سوف تفهمون. قولوا لي كيف يفكر هؤلاء الناس المسيحيون في الشرق؟ بعد أن عادوا قال لهم: ما رأيتم؟ قالوا: عندما كنا نسمع هؤلاء ينشدون ما كنا نعرف إن كنا في السماء أو في الأرض.
هذا إحساسي منذ أن دخلت هذه الكنيسة العظيمة بقيادة هذا الراعي الذي حرك قلبي الآن. كلماتٍ قليلة أود أن أقولها لكم، يا أحبة، هو أنه جاء أوان الحب بيننا. كنا عليه. لكنا ودننا أن نتعمق فيه، لأن الحب وحده هو يسوع المسيح.
سوف نستغفر عن كل خطايانا لنسير الى الوحدة. إن كنت غير مطهِّر فلا تبتغ ما يسمى الوحدة لأنها ليست إنصهار واحد بآخر. ليست استبداد طائفة بأخرى. هذا وُجد في التاريخ المسيحي. أظن أننا أدركنا وقتاً صرنا فيه نفهم، ليس فقط نقول، أن من سُمي بآخر هو للمسيح أيضا.
إذاً، أنت تعرف في أعماق نفسك أن كل من عُمِد أنما عُمِد في المسيح وأنه للمسيح . ليس من مسيحي يُحسب على طائفة. هذا ميراث التاريخ. لكن ما هو عهدنا مع يسوع- وهذا اهم من التاريخ – هو أننا آمنا أننا واحد به. عهدنا له أن نسلك هكذا.
هل الارثوذكسي قادر إذا نظر الى وجه ماروني أن يرى على هذا الوجه فقط أنوار المسيح؟ العكس صحيح أيضا. الكنائس مقسومة متشرذمة. تحب أو لا تحب . الله يدين الناس حسب الإنجيل. لكننا منذ الآن امام المصلوب الذي ينظر الينا، منذ الآن قررنا أننا لسنا للتسميات الطائفية لأن كل من عُمِد بالماء والروح ينتمي مع كل الآخرين الى كنيسة يراها يسوع واحدة وإن لم نرها نحن في هذه الدنيا المقسومة. فإذا سألك منذ الآن الى اية طائفة تنتمي؟ لا تجيب هذا السؤال السخيف. أنت تقول: أنا سأحاول أن أكون كما يراني يسوع. أي واحداً في جسده مع كل المُعمَدين.
المسيحيون في هذا الشرق ذاقوا الصلب وآمنوا أنهم واحد في الشهادة وبالموت. لكننا نعلم أن المسيح كان منتصراً على الصليب في موته. نحن إذا عُذبّنا جيلا بعد جيل في هذا الشرق نعرف أننا بعد عذابنا تواً قمنا من بين الأموات. المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، وانتم جميعا سواسية واحد بموته وقيامته. عزّكم الله كثيرا. فجعلني أفرح بكم في هذه الشيخوخة، عسى أقول للسيد عندما يفتقدني إنني أخذت ذرةً اضافية من محبتك عندما اجتمعتُ مع أخي المطران ميشال والكهنة الورعين والشعب المسيحي في جبيل، عندما اجتمعنا امام الصليب الذي أطلَقنَنا الى القيامة.
يا إخوة، نحن قياميون.