اختتم المؤتمر الدولي الذي نظمته كلية العلوم الدينية في الجامعة اليسوعية برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعنوان “خطاب الجماعات المسيحية في الشرق الادنى في زمن الازمات” والذي عقد على ثلاثة ايام أعماله.
وأصدر المشاركون البيان الختامي وجاء فيه :” يندرج هذا المؤتمر الدولي حول خطاب الجماعات المسيحية في الشرق الأدنى في زمن الأزمات في سياق بحث طويل يدوم 3 سنوات من قبل فريق عمل علمي تابع لمركز الدراسات في جامعة القديس يوسف – بيروت (Cerpoc).
يمثل هذا المؤتمر الدولي في سياق البحث، مرحلة قراءة أولى للوقائع ومحاولة لبلورة الإشكاليات الأساسية والأسئلة المحورية التي ستقود هذا البحث الطويل.
1 – المحور الديني: هل من الممكن العمل حقا على تقوية الوجود المسيحي وعلى الانفتاح على الآخر المختلف؟ كيف التوفيق بينهما دون الغرق في الانعزال ودون الإنحلال في الذوبان؟ ما هي العلاقة الجدلية بين التقليد والحداثة؟ بين الحفاظ على الهوية ورفع التحديات الجديدة؟ هل يجب التوسع في موضوعات جديدة في زمن الازمات غير تلك التي يتناولها هذا الخطاب الديني حاليا؟ هل يجب تنويع اللهجة الخطابية لهذا الخطاب الديني، والتطرق أكثر الى خطة وخارطة طريق؟ أهمية العمل معا بين المرجعيات الدينية لتوحيد الخطاب الديني في تواصل مع الشأن العام.
2 – المحور السياسي: هل هناك خطاب أم خطابات للمرجعيات السياسية في الشرق الأدنى في زمن الأزمات؟ هل يقتصر الخطاب السياسي على المادة السياسية البحثة أم يتحداها الى ديناميكيات جديدة تتمحور حول العمل الإجتماعي والمشاركة الإقتصادية في بناء الوطن والأسئلة الأخلاقية المشتركة في كرامة الشخص البشري وفرادته؟ إن تحليل الخطاب السياسي للجماعات المسيحية اليوم يقتضي أيضا السؤال حول إخفاق محاولة تحديث السياسة وغياب المساواة الحقيقية والمشاركة المواطنية. لماذا اليوم في اطار الربيع العربي، وصل التطور الديمقراطي الى أنظمة دينية وليس الى إطار يشترك الجميع فيه في الخير العام الواحد؟ إن السؤال حول الاقليات وحقوقهم ودورهم، هو تعبير آخر عن التعددية الدينية وحرية الدين والمعتقد التي ما زالت مسألة مطروحة بقوة في شرقنا اليوم. هل الإختبار اللبناني الفريد في المشاركة السياسية بين المسيحيين والمسلمين هو اختبار فريد يمكن طرحه كنموذج في الشرق؟ أم فرادته تبقيه كاختبار خاص في إطار خاص؟”.
3 – المحور الثقافي: هل هناك خطاب ثقافي مسيحي خاص أم للثقافة طابع شامل يحاكي الجميع؟ ما هي قوة الثقافة في الإندماج والإلتزام؟ ما هي المعايير التي تسمح لنا القول إن الربيع العربي هو فرصة لتفتح قيمة الانسان كشخص بشري فريد في كرامته وحريته دون الرجوع حكما” الى مكونات الطائفة أو العرق أو التزلم السياسي؟ ما هي المعايير الأساسية التي تعبر عن صحة صرخة الحرية وحق الشخص البشري في التعبير والمساءلة”.
وختم البيان :”أسئلة سيحاول مركز البحوث في ورشة عمله الطويلة الإجابة عنها خلال تحليل مضامين الخطاب الديني والسياسي والثقافي للجماعات المسيحية في الشرق الأدنى في زمن الأزمات.