مرور عام على استشهاد كاهن الشباب الأب باسيليوس نصار

mjoa Monday January 28, 2013 97

بمناسبة مرور عام على استشهاد المغبوط الذكر الأب باسيليوس نصار أقامت عائلته البلمندية قداساً إلهياً على راحة نفسه في دير رقاد السيدة في البلمند يوم السبت 26-1-2013، بحضور صاحب السيادة الأسقف غطاس هزيم رئيس الدير وقُدس الأرشمندريت يعقوب الخوري ومشاركة قدس الآباء الأرشمندريت ديمتريوس منصور والأب بولس لحود والأب إيليا نعمه مع جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، وبهذه المناسبة ألقى صاحب السيادة عظة أوضح فيها سمات الكاهن الحقيقي التي تجسدت في شخص الأب الشهيد، قال فيها:

 

 

أيّها الأحبّة، لقد عرفت أبونا باسيليوس مذ كان في الثانوية فقد كان مميزاً في التعليم الديني في كفربو، وكان يحصل على المرتبة الأولى في مسابقات الكتاب المقدس، أتى إلى دير القديس جاورجيوس في محردة بمحبة، وهناك حصل على الشهادة الثانوية، بعدها أتى إلى معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند، وتميز بمحبته لله وجديته، وتعبه على ذاته فلمع بين زملائه فكان يحصّل علمًا وروحانية دون أن يفصل بينهما، لقد أحب الله وسمع كلمته: “أتحبني يا بطرس، (…) ارع حملاني” المحبة بالنسبة إليه لم تكن شاعرية بل فعل نقوم به، المحبة أن أقدم ذاتي للرب قربانًا، والكاهن هو ذاك الذي يقدم ذاته ذبيحة للرب، فهو يندمج لا بل يتماهى مع المذبوح الذي يقدمه لله الآب. أبونا باسيليوس لم يكن يفهم الكهنوت برخاوة أو أنه عبارة عن خدم فقط قد حفظها بل فهمه كرعاية، اهتم بالشبيبة لذلك أطلق عليه الشبيبة اسم “كاهن الشباب”. لِما كان في قلبه من محبة لهم، فكان يجمعهم ويلفهم بمحبته ويعلمهم. لقد امتاز بمواهب عدة لا مجال لعدها، ولكن الأهم عنده أنه كان دائماً يفكر بالآخر بذلك الذي ائتمنه الله عليه، فلم يفكر في ذاته، لذلك قدم ذاته شهيدًا للخدمة بمحبة على مذبح الرب.

يا أحبّاء نأخذ منه عِبَرَ بروح الخدمة والجدية التي نحن بحاجة لها لنكون جندًا للرب، ومن روحانيته التي لم تكن تقتصر على خلوة أو صلاة أو فترة نقضيها في الدير، كانت روحانيته هي حياة يحياها مع الآخر في الدير والكنيسة وأي مكان كنا، الخادم، يا أحباء، هو ذاك الذي لا يكون أنانيًا يفكر بذاته بل بالآخر.

أبونا باسيليوس كان كاهنًا لله العلي، فهم الكاهن الأعظم الذي سيم على مثاله ليكون كاهنًا على مثاله والرب قدم ذاته عنّا عن خطايانا لله الآب لذلك قدم ذاته ليكون حنطة للرب ليكون هو أيضًا على مثاله وتلك الشمعة التي تنير وتضيء للآخرين.

نسأل الله اليوم شفاعته وأن يلهمنا جميعًا أن نعي ما معنى أن يكون الإنسان كاهنًا.

الله معكم، ورحمة الله عليه.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share