في إطار أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، تم عرض فيلم “Mon ministere” عن حياة بطريرك الأرثوذكس البلغاري ماكسيم، الذي توفي في نوفمبر الماضي عن 98 عاما، يوم الثلاثاء 22 يناير 2013 في مقر راديو الفاتيكان في روما.
هذا الفيلم من إنتاج الصحافي غوران بلاغويف، وهو مترجم للغة الإيطالية وقد شاهده ممثلون عن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية البلغارية، بمبادرة من السفارة البلغارية لدى الكرسي الرسولي. كان البطريرك ماكسيم على رأس الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية ل41 عاما، خصوصا خلال الفترة الصعبة من الإلحاد الشيوعي. يروي البطريرك بصوته في الفيلم الأحداث الرئيسية في حياته.
بطريرك اللقاء
أشاد الأب فيديريكو لومباردي مدير إذاعة الفاتيكان “بهذه الشهادة البسيطة، الخطية، عن خدمة الكنيسة في أوقات غابت فيها الحرية والظروف المؤاتية لتطور الكنيسة.” كما أضاف الأب لومباردي أيضًا أن البطريرك نجح أيضًا “بأمانة وواقعية كبيرتين” “بالحفاظ على خط تناسق وأمانة لقيم الكنيسة”، وهذا أيضًا “في عصر التوتاليتارية المظلم والصعب.”
ثم تابع بأنه بالنسبة الى الكاثوليك إن البطريرك ماكسيم هو “بطريرك اللقاء، الذي من خلاله تمكنت المسكونية وعلاقة المحبة بين الكنيستين الشقيقتين بأن تتقدما خطوة تاريخية الى الأمام.” وذكّر الأب لومباردي في هذا الإطار بأن اللقاء بين البطريرك ماكسيم ويوحنا بولس الثاني في مقر البطريركية في صوفيا كان لقاءً مركزيا في العلاقات بين الكنيستين: “كانت هذه اللحظة المتوجة للعلاقات المسكونية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية البلغارية”، لحظة :مؤثرة ومهمة، مرحلة تاريخية، لا ننظر بعدها الى الوراء بل الى الأمام.”
وأضاف الأب أنه “بعد هذا اللقاء أعطى البابا للجماعة الأرثوذكسية البلغارية كنيسة في روما وكانت هذه أيضًا علامة على التقارب”،مشيرًا “الى أنه يجب علينا أن نستمر بتنمية هذه العلاقات.”
بطريرك من دون تسوية
عبر الأسقف أنطوان، وهو أسقف مساعد في الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية في أوروبا الوسطى والغربية، عن وجهة نظره قائلا أنه “تأثر كثيرا عندما تطرق قداسته الى الأوقات الأكثر صعوبة من الشيوعية الإلحادية في بلغاريا. فمن الممكن أنه ارتكب بعض الأخطاء كشخص، ككائن بشري، ولكنه لم يقم أبدًا بأية تسويات على حساب كنيسته وعهده.”
كما أشار الى أنه “مع رؤيته الواضحة وتواضعه وصبره، نجح بالحفاظ على الكنيسة كما هي عليه اليوم” وشدد على انه “حمل الصليب كتلميذ حقيقي ليسوع.”
رحب الأسقف أيضًا بزمن اللقاء هذا بين الكنيستين، واختتم حديثه بالقول: “عندما نحتفل بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وعندما يجتمع المسيحيون باسم محبة الله، كما في هذه المناسبة حيث يجتمع ممثلو الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، هذا كله شهادة على أن الرب في وسطنا”.