منصور ترأس قداسا وحاضر في عيد الاقمار الثلاثة في حلبا عن معاني العيد وشفيع الكنيسة الارثوذكسية مار باسيليوس

mjoa Monday February 4, 2013 48

ترأس المتربوبوليت باسيليوس منصور مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس، بدعوة من رعية حلبا الارثوذكسية، قداسا احتفاليا في عيد الاقمار الثلاثة القديسين يوحنا الذهبي الفم وغريغوريوس اللاهوتي وباسيليوس الكبير، في كنيسة القديس باسيليوس الكبير في بلدة حلبا، في حضور كاهن الرعية الاب فؤاد مخول وحشد كبير من المصلين.

منصور
بعد القداس، حاضر المطران منصور عن معاني العيد، وقال: “لقد رتب هذا العيد للفصل في خلاف نشب في الكنيسة حول من هو الأعظم بين القديسين ال 3، فجاء خبر في الحلم لأحد الأساقفة يقول له أن كلا منهم بمثابة قمر في سماء الكنيسة، فدعي عيدهم الجامع هذا عيد الأقمار الثلاثة وهو عيد العلم في كثير من البلاد”.

وخصص المطران منصور الحديث عن القديس باسيليوس الكبير، “شفيع هذه الرعية، وإذ نقول ذلك نعني مكنونات روحية عظيمة ومسؤوليات جساما على كاهل أبناء حلبا، والرعية نشيطة والحمد لله، وكم أتمنى أن يتاح لنا من يكتب سيرته باللغة العربية بشكل رواية”.

اضاف: “قديسنا ولد سنة 329 في بلاد البنطس، في جو نبيل مفعم بالقداسة وبالحضور المسيحي الطاغي. فجده وجدته ذاقا مرارة الهجرة عن البيت بسبب الإضطهاد العاشر، أيام ديوقلديانوس ومكسيمليانوس والقياصرة مساعديهم، ما عدا قصطنديوس والد القديس قسطنطين الكبير، فهربا مع بعض خدمهما وتوغلا في غابات البنطس وأممت أملاكهما ورفضا الرضوخ للضغوطات القيصرية والأمبراطورية، وبقيا في مخبأهما حتى إعلان براءة ميلان سنة 313م. والده ووالدته كانا من عائلتين محملتين بثقل تاريخي مجيد مليء بالمآثر المسيحية وكذلك بالعلم. لكن صديقه القديس غريغوريوس اللاهوتي يسميه كباذوكس أي من كباذوكيا، ويعبر القديس غريغوريوس النيصصي، ماذا عنى للقديس باسيليوس مختصر الأصل النبيل، وماذا عنى له الوطن إن أصله عشيرته الدالة نحو الله ووطنه الفضيلة. ولكن القديس باسيليوس يعترف بأن طفولته قضاها في قيصرية الجديدة وهي من كبادوكيا حيث يعلن في إحدى رسائله أنه جاء الى هذه المدينة لإستعادة ذكريات طفولته وذكريات كثيرة وفيها ما زالت أخته مكرينا وأخوه بطرس يعيشان”.

وعن حيات القديس باسيليوس الرهبانية، قال: “كان ذا طابع نسكي في البرية بين الرهبان مشاركا لحياتهم، أم في المدينة بين سكان العالم وهذا ما طبع حياته أثناء أسقفيته، لكنه إستطاع أن يوفق بين الحياة الرهبانية في العالم وأن يأتي بالعالم الى البرية، أي الى الحياة الرهبانية، واعتمد في حياته الرهبانية على مقتطفات من تعاليم اللاهوتي الاسكندراني اوريجنس. وسما هذه المقتطفات “فيلوكاليا” محبة الجمال، وكتب خلال وجوده في البنطس قوانين الرهبنة الكبرى (المطولة) والصغرى (أي المختصرة) وفي هذه الفترة كتب مقالا دفاعيا ضد الآريوسي فنوميوس. وخلال رهبنته كتب العديد من رسائله بمواضيع لاهوتية – اجتماعية إنسانية – إدارة الكنيسة – تفسيرية – وعقائدية وكذلك الخدمة الليتورجية إضافة لنصوص نسكية مثل سير بعض النساك”.

ولفت الى ان القديس باسيليوس “نصب على العرش الأسقفي في 14 حزيران سنة 370 وكما في سني تلمذته وشموسيته وكهنوته، هكذا في أعوام أسقفيته عاش القديس باسيليوس حياة الفقر الطوعي، حتى يمكننا أن نجعله مثالا لفضيلة عدم القنية أي الإقتناء. لأنه في كل المراحل كان يقدم ما بقي له وما يأتيه لأجل خدمة الآخرين والتخفيف من آلامهم، وبرغم الآلام التي عانى منها، إلا انه لم يخفف من المستوى العالي لأعماله”.

واذ اشار المطران منصور الى ان القديس باسيليوس الكبير “جابه خلال هذه الفترة السلطة الرومانية المعادية بثلاث مواقف في عمله الأسقفي”، ذكر ب”مجابهة الآريوسيين المنفصلين بالإيمان، السلطة الرومانية التي جابهها بروح استقلالية وعدم خضوع، الكنيسة الغربية التي اختلف معها بالتعابير اللاهوتية وعدم المعاضدة في المواجهة، وحاول الاتصال مع كنائس الغرب لعقد مجمع يدعم مقررات مجمع نيقيا ثانية ولكن الغرب لم يسمع للقديس باسيليوس الذي توفي قبل عقد المجمع المسكوني الثاني بعامين تقريبا. لأن الغرب كان معاهدا لأثناسيوس الكبير”.

وتطرق المطران منصور الى ابرز مآثر القديس وخدماته الإجتماعية، فقال: “قبل سيامته الأسقفية بعامين قام القديس باسيليوس ببناء كنيسة كبيرة الى جانبها بعض الأبنية، مما حدا ببعض المتعاونين مع الأمن العام لتقديم تقرير ضده إتهمه فيه أن ينافس فيه الوالي في ما يقيمه من أبنية احتوت. والمباني التي انشأ بناء فخم لكنيسة، والى جانبه مؤلف من ثلاث طبقات لأقامة الأسقف ثم الاكليريكيين ومعاونيه، وبناء لاستضافته الآتين بمهام رسمية والعمال الرسميين، وغرف لاستضافة الغرباء القاديمين من الريف الى المدينة، ومشفى لعيادة المرضى مع الطاقم العامل من الاطباء – ممرضين وقائدوا مركبات والخدم، أبنية لايواء المشاغل الضرورية والعاملين فيها من التقنيين، وكانت هذه الأبنية المجمع الأول الطبي في التاريخ المرتبط بمركز اهتمام إجتماعي”.

وختم المطران منصور محاضرته، بتقديم ملخص عن ابرز مؤلفات واعمال القديس باسيليوس الكبير.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share