نصب يوم الأحد العاشر من شباط 2013 البطريرك يوحنا العاشر اليازجي رسمياً بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في قداس احتفالي في كنيسة الصليب المقدس، وسط العاصمة السورية دمشق.
وأحيطت الكنيسة الواقعة في حي القصاع بإجراءات أمنية مشددة، بينما سمح للمدعوين فقط بدخول الكنيسة لحضور مراسم التنصيب، واكتفى الآخرون بمتابعتها من خلال شاشة عملاقة.
وأكد البطريرك اليازجي، في كلمته في ختام مراسم التنصيب، “نحن على رجاء يقين أن سوريا حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص في الحوار والحل السلمي لتبدّد غيمة العنف، ولكي تعود سوريا إلى الاستقرار والسلام والطمأنينة كما كانت دوماً”.
ولفت إلى أن “الربّ لا يرضى رؤية العنف والقتل في بعض من أوساطنا لاسيّما في سوريا الحبيبة”، داعياً إلى جعل قضية الذين تشرّدوا نتيجة الأزمة في سوريا أولوية وبذل المزيد من الجهود لإيجاد حلول لأوضاعهم.
وقال البطريرك اليازجي “نحن مدعوون لحمل صليبنا والصلاة والعمل من أجل المصالحة والسلاح والحرية في سوريا، رافضين رفضاً قاطعاً كل عنف وبغضاء”.
وأضاف أن “الربّ لا يرضى حين يرى العيش المشترك يتقهقر مع غير المسيحيين هنا وهناك، لأسباب منها سياسي ومنها اللجوء، عندنا وعندهم، إلى أصولية لا تمت إلى الدين بأية صلة”.
وأضاف أن “المحبة شعارنا وسلاحنا، نحن الأنطاكيون كنيسة مشرقية جذورها ضاربة بعمق في منطقتنا ومشرقنا العربي، ونحن مع أخوتنا المسلمين أبناء هذه الأرض، فيها أرادنا الربّ لنشهد لاسمه القدوس وفيها علينا أن نبقى مشجعين العيش الكريم نابذين كل ضغينة وعنف وتعال”.
وأكد البطريرك اليازجي مواصلة السعي “الدؤوب من أجل إعادة الوحدة إلى الكنائس الغربية والشرقية”، مشدداً على أن “المحبة عدوة الموت وكل عنف، مضيفاً “سنعمل يداً واحدة من أجل خير كل إنسان”، داعياً “إلى التكاتف والتعاون والعمل من أجل الوحدة”.
كما توجّه إلى المسلمين المشاركين في قداس التنصيب قائلاً “أيها الأحباء المسلمون نحن لسنا فقط شركاء في الأرض والمصير، نحن بنينا معاً حضارة هذه البلادة ومشتركون في الثقافة والتاريخ ولذلك علينا جميعاً أن نحفظ هذه التركة الغالية التي نحياها في سوريا”.
وأضاف “نحنا شركاء في عبادة الله والواحد الأحد همنا المشترك أن نرضي الربّ، وهذا هو التحدي الكبير الذي أدعوكم إليه، فالكرسي الإنطاكي واحد متّحد وسنعمل من أجل أن يبقى كذلك”.
وكان مجمع الأساقفة الأنطاكي الأرثوذكسي انتخب في 17 كانون الأول الماضي أسقف أبرشية أوروبا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي بطريركاً، خلفاً لإغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في 5 من الشهر نفسه.