التلميذ: نقول في آخر دستور الإيمان: وأَعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وأَترجى قيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي. ما معنى قيامة الموتى؟ من سيقوم وكيف؟
المرشد: غاية الحياة المسيحية هي الحياة الأبدية اي الحياة الدائمة مع الله لكل واحد منا. نحن نؤمن في كنيستنا أن الحياة الأبدية تبدأ من الآن في الأسرار أي في المعمودية والمناولة… كل من يشترك في الأسرار “يصير فيه ينبوع ماء ينبُعُ الى حياة أبدية” كما قال يسوع للمرأة السامرية (يوحنا 4: 14). كل من اعتمد، كل من خُتم بختم موهبة الروح القدس (الميرون)، كل من يشترك في جسد المسيح ودمه يخلُص بالإيمان. ان ذبيحة المسيح على الصليب هي التقدمة التي تُرفع الى الله الآب من أجل حياة العالم. أن نشترك بها يعني أن نكون مع المسيح على الصليب لنقوم معه في اليوم الأخير ونحيا الى الأبد. يسوع هو الذي قال: “انا هو الخبز الحي النازل من السماء. إن أكل أحدٌ من هذا الخبز يحيا الى الأبد” (يوحنا 6: 51)، وقال ايضا: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبُتُ فيّ وأنا فيه” (يوحنا 6: 56).
التلميذ: سألتُك عن قيامة الموتى، وانت تشرح لي عن المناولة، لماذا؟
المرشد: كان لا بد من هذه المقدمة لأن الحياة في الأسرار هي عيش الحياة الأبدية منذ الآن، ومن حياة الاسرار الى قيامة الموتى نتيجة منطقية. لم تكن فكرة قيامة الموتى في اليوم الأخير جديدة لسامعي يسوع من اليهود، فهُم يعرفون عنها من الأنبياء. لكن الشيء الجديد الذي أتى به الإنجيل هو المسيح. به وبقيامته لنا رجاء أن نحيا بعد الموت، لا بل لنا تأكيد الحياة الابدية. انت تذكُر قيامة لعازر. لمّا قالت مرتا ليسوع: “انا أعرف أن أخي سيقوم في القيامة في اليوم الأخير”، اجـاب يسـوع: “انـا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا” (يوحنا 11: 24-25).
التلميذ: انت تتكلم عن نفس الإنسان، ويقولون ان النفس خالدة، لكن ماذا يحلّ بالجسد؟
المرشد: يسوع يتكلم عن قيامة الجسد لا النفس فقط. هذا الجسد الفاني سيحيا من جديد، سيجعله المسيح خليقة جديدة. هذا الجسد الفاسد الذي ينحلّ سيتحول الى جسد عادم الفساد. يسأل الرسول بولس كما تسأل انت: “لكن يقول قائل كيف يُقام الأموات، وبأي جسم يأتون؟”. ويُجيب آخذا مَثل الزراعة: “يا غبي، الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمُت. انت لست تزرع الجسم الذي سوف يصير، بل حبة مُجرّدة ربما من حنطة، ولكن الله يعطيها جسما…”. ويتابع: “هكذا ايضًا قيامةُ الأموات، يُزرع في فساد، ويُقام في عدم فساد”. أَقترح عليك أن تقرأ هذا المقطع الرائع وتتأمله بتمعّن (1كورنثوس 15: 35 الى 58). يبقى أن أُذكّرك أننا لا نكتفي بالقول في آخر دستور الإيمان: “وأترجّى قيامة الموتى”، بل نُكمل “والحياة في الدهر الآتي”. هذا رجاء إيماننا، ومن أجله نحيا.