التلميذ: بعد أن شرحتَ لي بعض المقاطع من دستور الإيمان، صرتُ أنتبه في القداس عندما نقول “أومن بإله واحد…”، حين نتكلّم عن يسوع المسيح نقول: “وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأنس”. ما معنى وتأنس؟
المرشد: فعلُ “تأنس” يعني صار إنسانًا. بالتجسّد دخل الله في تاريخ البشر. الذي هو خارج الزمن ابتدأ حياته على الأرض في زمن معيّن. من هو غير محدود حدّ نفسه في جسد إنسان ووُلد من مريم العذراء. من لا يمكن وصفه اتخذ جسدا وصار ممكنا أن يوصف. إن ذكر العذراء مريم في دستور الإيمان يؤكد الحقيقة التاريخية لولادة المخلّص كإنسان. صار الله إنسانا وعاش بين الناس. تمّ التجسد بالروح القدس الذي أَرسله الآب وبمريم العذراء.
التلميذ: يعني أنه، لما قرر الله الآب، صار التجسد؟
المرشد: صار الله إنسانا بإرادة الثالوث الآب والابن والروح القدس. يظهر الله للعالم بالابن والروح القدس. جيد أن تسأل اليوم عن هذا لأن عيد بشارة مريم غدا في الخامس والعشرين من آذار. أنت تذكُر أن مريم العذراء بعد أن بشرّها الملاك جبرائيل بأنها ستلد يسوع، سألت أسئلة عديدة، ولما فهمت أن هذا عمل الروح القدس قالت للملاك: “ليكُن لي حسب قولك” (إنجيل لوقا 1: 3). كلمة مريم هذه التي قالتها بكل حرية كانت ضرورية لأن التجسد صار بإرادة الله وموافقة البشر.
التلميذ: ما معنى أن نقول عن الله انه صار ممكنا أن يوصف؟
المرشد: يمكنـك وصف إنسان لـه وجـه وجسد، يمكنك أن ترسمه. لذلك تسمح الكنيسة برسم أيقونة يسوع المسيح وأيقونة ومريم والدة الاله، ولا تسمح برسم أيقونة لله الآب. جيد أن تسأل هذا اليوم ايضا لأننا في الأحد الاول من الصوم نعيّد لانتصار الأيقونات ونطوف بها في الكنيسة.