كلمة المطران جورج (خضر) خلال الاحتفال بعيد الحركة الـ٧١ في مركز جبل لبنان

mjoa Thursday March 21, 2013 95

MJO71 jabal2يا احبة عندما نلتقي مثل هذه اللقيا في كل سنة وفي بعض من مناسبات، شعوري اننا بدأنا من جديد الحركة الجديدة دائما. عندما جئتم في هذا المساء الى هذا اللقاء قلتم في نفوسكم بعبارات واضحة او اقل وضوحا، نحن نريد أن نبقى على العهد. كلمة العهد ان كان في العهد القديم ام في العهد الجديد تعني اولا ان الرب اخذ مبادرته الاولى في حب الانسان. مبدئيا الانسان هو هش ضعيف غير كامل يرد على المحبة الالهية بمحبة من عنده.

ماذا قال او كان مفروضا ان يقول في قلب كل منكم عندما جاء الى هذا اللقاء؟ يقول انا لو بقيت وحدي في هذا العالم ابقى مخلصا على العهد الذي كتبه الاوائل على انفسهم. يستمرون فيه على محبة الله وعلى المعرفة والعمل من اجل مجد الله في التجمع البشري وفي كنيستنا. من يقول في نفسه بطريقة ام باخرى يكون قد ادرك جوهر الحركة الشبيبة الارثوذكسية. كل التجمعات البشرية تُغرى بأن تكرر كلامها القديم الذي تعلمته من المؤسسين. احيانا كثيرة لكونها تردد هذا الكلام تظن انها وصلت الى مآربها.

ما يطلبه الله منا الان ان تبدأوا الحركة الشبيبة الارثوذكسية وكأنها لم تكن. لست اعني بهذا انكم لا تستندون الى الذين سبقوكم. لان ما كتب في مجلة النور على الاقل خلال سبعين سنة فيه كل الحياة الروحية وفيه كل الوحي الحركي. القصة كلها ان نحيي هذا الكلام ان نتبناه ان نتجدد الان ان نعجن قلبنا.

السؤال االذي يفرضه ايماننا بالحركة هل انا مدرك لهذا التحرك العظيم الذي صار منذ واحد وسبعين سنة؟ هل انا مشدود به؟ هل اعمل وكأني منشئ الحركة الان؟ او كأن لا احد قبلي، لاني اعرف كل شيء . اعرف الحياة الانجيلية. عندي محبة ليسوع. وكأني اؤسس الحركة من جديد. من كان عنده هذا الشعور يحيا به. من لم يصل الى هذا يربي نفسه ويتضع ليصير مجبولا بهذه الروحانية ليمضي مع اخوانه. الحركة ضرورية جدا لان الازمنة دائما سيئة. ليس من وقت افضل من وقت. هناك ومضات وانشلاح للنور يمر بفترة معينة ويعود فيخبو او ينطفأ. ويأتي من يعطي الشعلة من جديد . ما يطلبه يسوع من كل واحد منا هو ان لا نستسلم الى ما يبدو ايذاء للجميع وتخلفا. بحيث يسيطر عدم الحماس والفتور. قلائل الناس ان سمعتموهم يذكرون اسم يسوع، ويكونون غير ملتهبين بهذا الاسم.

السؤال الذي يطرح على كل واحد منا هل انا دائما بالتهاب؟ هل انا على ان لا انطفأ؟ ام انا تعودت على الكلام الحركي من الرفقاء اردده لكي اكون مثل الباقين. ولكن انا منطفأ او على وشك الانطفاء! الاغراء- اي التجربة – الذي ينتابنا في المؤتمرات ان فلان يوهمنا باننا احياء في حين اننا مائتون. هل نقبل ان بجددنا الروح القدس باستمرار! بسبب الضعف البشري وبسبب الكسل الذي يغري كل انسان لا يكون لي صبرa ان احيي نفسي وان احيي الحركة. اقول ما يقوله الاخوة. اردد هذا الكلام. لا احد يعيش من الكلام. الناس تعيش فقط من اللهب. يريدون احدا ما يحترق. ليس له جلد على سقوطه وسقوط الاخرين.

اذا قمنا جميعا بالتعاون وبالتعاضد وبالتكافل الى ان نقر باننا غرقنا وتخلفنا وتكاسلنا وتساهلنا واستسلمنا وجئنا الى الاجتماعات الحركية لنلتقي باصحاب يحبوننا والتقينا باصحاب فقط لا تنفع فقط ان لم تكن الشعلة الداخلية لمحبة يسوع الهبتنا ان كانت بداخلنا لا نعيش بالكلام . غير مطلوب ان نكون فصحاء نعرف ان نحكي كثيرا. نحن نعيش المسيح ببساطة المحبة، وان كان القلب منشغلا بمحبة يسوع يأتيكم يسوع بالكلام. ليس المفروض ان نعرف الكثير.هل قلبك مشتعل ام غير مشتعل! او انطفأ! او على وشك الانطفاء! اين انا؟ اين نحن من يسوع؟ هل انا معه حقا بالعمق؟ هل اريد ان اشد اليه كل الكون بالطرق المتاحة لي؟

هذا هو السؤال، انشغال النفس بالمسيح في كل وقت. هناك ناس اذا تكلموا يقول عنهم الاخرون بوضوح قبض المسيح عليهم وجعلهم من تلاميذه واحبائه. نحن اذا اصغينا لهم، نسمع كلامه. اذا وصل كل منا الى هذا ان ينطبق كلامه بكلام السيد وان وجهه اطلالة من وجه يسوع الناس يجدون الطريق. ليست هذه الطريقة الوحيدة لاطلالة يسوع على البشر.لا يكفي الكلام فقط. يجب ان يكشف كل واحد منكم قلبه الى الناس بكلامه ام بسلوكه حتى يرون السيدَ. نكون حينها قد اتممنا مشيئة الرب ووصلنا الى هذا الطريق. تكون الكنيسة قد تجددت. الكنيسة هي كنيسة القلوب . لو نقدر ان ندخل الى القلب البشري وقرأنا هذا القلب لكي نعرف ان كان عشرة بالمئة ملتهببن حبا. من لم يلتهب لا يحترق. يلتهب ويُلهب الكل. ان كانوا موجودين يقول البشر ان يسوع ظهر بيننا اليوم.

عرفت منذ فترة ان بيننا اخوة حركيين في سوريا، وفرحت بنوع خاص انهم يكملون الرسالة. ولان يسوع حي فيهم وفي اجتماعاتهم في هذا البلد الجميل. الله يقويهم ويحفظهم. ونحن نصلي دائما من اجلهم ومعهم . وروحنا اليهم ومعهم في هذه الايام التي اعترتهم وبخاصة قلوبنا معهم ، لان هناك اخوة منا ناضلوا معنا وذهبوا الى الله في ظروف صعبة. اعزي باسمكم جميعا اولئك الاخوة السوريين لان القلب هو مع الذين يتعبون ويتألمون بنوع اخص . اطلب من الاخوة السوريين الذين هنا ان يدركوا اننا جميعا معهم واليهم. ونرجو كل الاتصالات الممكنة معهم لكي نحيا معا ونفرح معا. ويقوى بهم يسوع المسيح في بلدهم الطيب.

كنيسة القيامة – نيو مار تقلا – الحازمية
١٦ اذار ٢٠١٣

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share