السير الى الفصح

mjoa Monday April 22, 2013 138

ينزل عليك الفصح إن انت طلبته بالإنجيل الذي تقرأ. يجيء اليك الفصح إن أحببته بالتوبة فهي الطريق اليه. الله يريد ان يعطيك الفصح. وليتحقق هذا لا بدّ بعد ان تقول ليسوع: أرسل إليّ فصحك اي اجعلني بحنانك ان أعبرَ اليك.

ان أعبر اليك يفترض ألا أبقى متربعا في ذاتي، أن أريد وجهك وأن اسير اليه بابتعادي عن كل ما يعيقني عن رؤيته. المبتغى أن أُسمّر عينيّ على عينيك، ألا أقف عند وجه بل آخذ كل الوجوه اليك.

أن أسير الى الفصح يعني ألا أقف عند شيء في هذه الدنيا، ان أكمل المسيرة ولو تعبت. ألا يستوقفني شيء تعني ان أعرف ان مسيراتي في هذه الدنيا محطات لأن وجهك هو المحطة الأخيرة.

بعبارة بسيطة ان أمشي إليك هو الا أتوقف عند محطة من محطات حياتي. أن أسير إليك بلا توقف. التوقف هو التوقف عند رغباتي والمبتغى ان أطلب مشيـئـتـك اي أن أمـشــي دائـمـا الــيـك. هـذا يـتطـلّب أن أنسلخ عن مصالحي ورغباتي لكي تصبح انت رغبتي الوحيدة وعشقي الوحيد.

في الدنيا وفي نفسي رغبات كثيرة. حقّي أن أحتفظ فقط بما تحبه انت غذِّ فيّ فقط الرغبة إليك لأن كل رغبة لا تتفق مع مشيئتك تقتلني اليوم او غدًا. علّمني ان تكون انت حبي. شدّني إليك لكي لا أتعلّق بشيء من هذا العالم. لن يكون لي عيد إلا اذا صرتَ كل يوم عيدي. أن يأتي اليّ الفصح هو ممكن اذا أخذت أتعلّم ان كل حياتي هي القيامة معك، قيامتي بك. هذا يتطلّب رحمة منك اي نزول نعمتك عليّ. كلّ يوم يصبح عيدا إن تعلّمت فيه انك وحدك فرحي.

علّمني ان أرى وجهك بحيث أطلبه وحده في كلّ وجه. إن أحببتك وأحببت الناس أقدر ان أراك على وجوههم بحيث أرى النور مرتسمًا عليهم. لا تأخذني الى أحد. خذني فقط الى وجهك وان انا رأيته أشدّ كلّ الوجوه اليك فتستنير.

نحن نسكن وجهك ان انت رضيت عنا. واذا طلبنا الناس المهم ان يلتمسوا وجهك على وجوهنا لأننا بلا وجهك نحن فقط من لحم ودم. اما اذا ارتسم علينا نور وجهك يرى الناس فقط نورك.

فيما يقبل الفصح هيئنا سيدي له. العيد هو انت. واذا لم نلقكَ بسبب من الخطيئة نكون صرنا عدما او جهنما. خذنا الى القيامة لكي نصير بها شيئا. كل الدنيا قبل حلولها علينا عتمات. لا تسمح ربِّ بأن يبقى فينا ظلام لأنه الموت. نورك وحده الوجود يا سيد. واذا استنرنا بك نصبح شيئا كثيرا لأنك تكون انت قد أصبحت حياتنا. تعال يا سيد فقد جاء العيد. إن لم تكرم وتنزل الينا لا نكون شيئا ولن يكون عيد.

لا تدع احدا منا وحده. خذنا من صحراء الوجود وأقمنا معك او فيك فأنت وحدك الإقامة. اجعلنا دائما نشتاقك ولا تدع الخطيئة مسافة بيننا وبينك. اطرحها عنا ليكون لك وحدك المقام. فاذا نظر الناس الينا يجدونك. دعنا نتحسس انك انت الوجود من الآن والى ابد الآباد.

 

 جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share