كلمة الأب يونس يونس: “ألم يتعلّم الذين اختطفوا سيّدنا بولس وسيّدنا يوحنا أنّ الراعي ضُرب ولم تتبدّد خرافه المبنيّة على صخرة الإيمان…”

mjoa Friday April 26, 2013 92

باسم الآب والابن والروح القدس، آمين
أيها الأحبة،

ها نحن على مشارف الأسبوع العظيم المقدّس، اسبوعٍ نرافق فيه الرب يسوع في آلامه، لينعم علينا بأن نعاين قيامته المجيدة. ابتدأنا منذ بضعة أسابيع نتهيّأ بالصوم والصلوات، بيد أنّ إخوةً لنا كانت تهيأتُهم مختلفة. إخوةٌ لنا في لبنان وخصوصًا إخوةٌ لنا في سورية رافقوا السيّد في آلامه بالتهجير والتدمير والاضطهاد وصولاً إلى شهادة الدم. وبالرغم من كلّ شيء، هؤلاء ثابتون في إيمانهم، صابرون على المحن، هم أبناء الرجاء. وها تجربتهم تشتدّ وطأتُها، لأنّه لا زال هنالك أناسٌ يعتقدون بأنّهم إذا ضربوا الراعي تتبدّد خراف الرعيّة (مرقس 27:14)، فأقدموا على اختطاف صاحبي السيادة المطران بولس، راعي أبرشيّة حلب الأرثوذكسيّة، والمطران يوحنّا، راعي أبرشيّة حلب للسريان الأرثوذكس، وهم بذلك لا يتآمرون مع إبليس على إخوتنا في حلب فقط بل على الكنيسة الواحدة في لبنان وسورية وفي المشرق كلّه.

لقد غاب عن بال هؤلاء أنّ هنالك من سبقهم في إثمهم هذا عندما تجرّأ وتآمر على الراعي الصالح وصلب ربّ المجد واعتقد أنّ الأمور تنتهي بحجر دُحرج على باب القبر.
ألم يتعلّم الذين اختطفوا سيّدنا بولس وسيّدنا يوحنا أنّ الراعي ضُرب ولم تتبدّد خرافه المبنيّة على صخرة الإيمان، وأنّ الراعي صُلب فولدت كنيسته من جنبه المطعون، وأنّ الراعي دُفن ولكنه قام منتصرًا على الموت.

يا إخوتنا في حلب، وفي المشرق كلّه، أنتم أبناء الرجاء، أنتم أبناء القيامة، وإن كنتم أمناء حتى الموت، فسيعطيكم إكليلَ الحياة، ذاك الذي كان ميتًا فعاد إلى الحياة (رؤيا 8:2 و10).

يا سيّدَنا الحبيب بولس، نحن لا يُرهبنا ما يحصل ولا نخاف عليك، فأنت تأتي من عيشة أهل البراري الذين بالعشق الإلهي يتطايرون، فلا يرهبهم شيء ما عدا الخطيئة.
كيف نخاف وقد تلمذتنا محبّتُك لله وتعلّمنا منك أنّ “رفعَ يسوع على خشبة هو رسمٌ مسبق لرفعنا نحن تلاميذَه. وأنّ تلميذ يسوع حين ينظر إلى سيّده مصلوبًا يعتمد معه على شبه موته وقيامته. وعندما يرى الجنديُّ الشهمُ سيّدَه مجروحًا في الحرب يرتمي في المعركة بضراوة أكبر” (المطران بولس يازجي، سفر الكلمة، الجزء الثاني، ص. 8).

كيف نخاف وأنت القائل: “الحياة والموت هما السعادة بقرب الله أو الجحيم بتحدّيه. الموت كلمة وهميّة. هناك موت للجسد الذي سنستعيده ممجَّدًا. الموت غير موجود. إذن: الحياة الأبديّة تبدأ هنا” (المطران بولس يازجي، سفر الكلمة، الجزء الأوّل، ص. 145).

نحن نخاف فقط من أن لا نبقى أمناء لكلمة الله، ونفرح بأن نكون من هؤلاء “الذين أتوا من الشدّة الكبرى، وقد غسلوا حللهم وبيّضوها بدم الحمل. لذلك هم أمام عرش الله يعبدونه نهارًا وليلاً في هيكله، والجالس على العرش يظلّلهم، فلن يجوعوا ولن يعطشوا ولن تلفحَهم الشمس ولا الحر، لأنّ الحملَ في وسط العرش سيرعاهم وسيهديهم إلى ينابيع ماء الحياة، وسيمسح الله كلّ دمعة من عيونهم” (رؤيا 14:7-17)، آمين.
 

من أجل أبينا المطران بولس، راعي أبرشيّة حلب الأرثوذكسيّة، ومن أجل سيادة المطران يوحنا راعي أبرشيّة السريان الأرثوذكس في حلب، المخطوفَين، على رجاء عودتهما إلى رعيتيهما بسلامة

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share