أمسية مرتلة خلال الصوم الاربعيني في صيدنايا

mjoa Monday May 13, 2013 134

oumsya.sawmضمن البرنامج الروحي الذي تقيمه مدارس الاحد في صيدنايا للرعية خلال الصوم الاربعيني كانت الأمسية المرتلة بتاريخ 26-4-2013  التي قدمتها جوقة “الملائكة”  من مدارس الاحد في صيدنايا باسم “المحبة” وكان لقدس الارشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري جاورجيوس والشيروبيم كلمة الختام حيث قال:

 

 

 

 

باسم الآب والابن والروح القدس، الاله الواحد، آمين.

أمسيةٌ تُنسينا أنَ الحياةَ ليست أكلاً وشرباً ليست أحاديثاً كيفما كانت. أمسية تضعنا في قلب الحضارة، والحضارةُ تُبنى باللحن والصوت بالإيقاع والموسيقا. الحضارة تنشأ من منطلقات عديدة ربما أهمُّها ما سمعناه اليوم. قلوبنا أَفئدتُنا تحمست تحركت بما سمعناه من لحنٍ وصوتٍ وكلام. صار هنالك فيداخل كل واحدٍ منا حلبة للرقص ورقصنا الرقص الروحي الذي هو يميز المجتمعات ويعطيها القيمة والمعنى.

نحن اليوم. بداية قيمة ومعنى. ما يزيد عن خمسين شاباً وشابةً، صغاراً وكباراً امتعونا. ربما البعض خاصةً الذين يملكون المهارة والقدرة في تقيم الألحانِ والأصواتِ، يجدون بعض العيوب ولكننا نحن نتجاوز هذا لإننا ندركُ بأن العيوب هي التي توصل الى الكمال عن طريق المتابعة فلنتابع يا أخوة و يا أخوات فلنتابع. تابعوا وأعطوا لهذه البلدة التي أنتم منها وفيها. وكما سماها الاستاذ عجاج (أيقونة الشرق). بالحقيقة نحن في قلب أيقونة لا بل نحن الأيقونة.

شرقُنا هو شخصُنا هو نحن عندما تكون أمسياتنا كمثل هذه الأمسية من يستطيع أن يقول بأن ما سمعناه ورأيناه واختلجت به افئدتنا من يقول بأن هذا ليس بأيقونة. هذه هي الأيقونة، أيقوتنا، ديمومةٌ من الحركة المبدعة التي تتطور من بدءٍ ضعيف الى ملءٍ قوي. هذه المسيرة ليست لمدارس الأحد وحدها – باركها الله – إنما هي لكلِّ أبناءِ البلدة حتى المسلمين منها لأن البلدة الحضارية تخص كل الأبناء من دون استثناء. ونحن واحدٌ في هذه البلدة. وهذا الابداع هديةٌ للجميع وينبع من الجميع.

لا أريد أن أُطيل الكلام لأنني سأنتقل الى ناحية أُخرى رآيناها في هذه الأمسية وهي ريبورتاج الصور عن كنائس وأديرة صيدنايا. شعرتُ بنفسي وكأنني ملاكٌ انتقل (لاننا مع جوقة الملائكة تأثرنا بملائكيتهم) فصرنا ملائكة من خلالهم انتقلنا الى مكان لا نعرفه: الأديارُ والكنائسُ بهذا الشرح الجميل المبدع الذي قُدم إلينا، وبارك الله بمن صاغه. ولكن أيضاً بارك الله بهذا التاريخ المجيد تاريخ صيدنايا عبر ألفي عام كما رأينا صار بإمكاننا القول أن الحجارة هي التي تكلمت. بيئةٌ نظيفةٌ فلنحافظ عليها محافظتنا عليها بقيمها التي قدمت لنا بهذه الأمسية. هذه الحضارة تخرجنا من عالم البندقية والأصوات المفزعة التي تحدث في بلدنا. لو كانت سورية بكاملها ترضى بأن تتربى على الفكر الحضاري هذا لكانت الثورة ثورةُ سلام، والسلطة سلطةُ سلام، والإنسان يحيا علاقات سلام، وكلّنا نحيا بسلامٍ مع سلامٍ من خلال ربِّ السلام يسوع المسيح الذي قال: “أهديكم وأعطيكم سلاماً”.

هذا السلام الذي صيغ وهذا الذي لُحِّنَ ورُتِّلَ وقُدِّم لنا من خلال ما رافقه من الموسيقى، وأعطى الله القوة لمن قدم الأجهزة الصوتية، التي ساعدت على أن نتمتع بما سمعناه.
أهذه هي صيدنايا؟! نعم هذه هي صيدنايا ستكون مع ديمومة الزمن أكبر من هذا. سيرتقي الجيل الصغير الذي أمامنا من خلال تربية أهلٍ ومربين في الكنيسة وفي البيت لأنهم سينتقلون إلى طورٍ جديد.

أطلب من الله أن يمدّ بعمري وبعمر أجيالي لكي نرى شيئاً جديداً آتٍ، سيكون آتٍ طالما أننا ختمنا حفلنا عندما أخذنا هذا الغريب. طلبنا الغريب فأخذناه الذي هو يسوع. وسنكون به غرباء عن كلِّ شرٍ، عن كلِّ ما هو ليس بصالحٍ. سنكون لسنا بغرباء معه إنما غرباء عن كل ما لا يريده، هذا جزءٌ من حفلنا اليوم.

يا لفرحي وأرجو أن يكون تعبيري يا لفرحنا جميعاً لأننا كلون فرحون، والمحافظة على الفرح تستدعي تضحيات فلنضحي ولنسعى – خاصةً الأهل – في دفع أبنائهم وتشجيعهم ليستمروا، ويستمروا، هؤلاء لينتقلوا من مرحلة التلمذة الآن ليصيروا أساتذة في المستقبل وتتحول صيدنايا كلُّها إلى جوقةٍ واحدةٍ للملائكة.

ونعمة الله والفصح المجيد الآتي علينا يرافق حياتنا. وكل عام وأنتم بخير.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share