صلاة على نية سلامة المطرانين يازجي وابراهيم في البلمند

mjoa Saturday May 18, 2013 66

اقامت جوقة ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما بقيادة الاب نقولا مالك، في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند، وببركة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، صلاة البراكليسي الصغير لوالدة الاله، على نية سلامة المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وسائر المخطوفين، برئاسة رئيس دير سيدة البلمند البطريركي عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاسقف غطاس هزيم، عاونه لفيف من الكهنة والشماسة، خدمته جوقتا الابرشية والدير، وحضرها كل من: الارشمندريت يوحنا بطش، ديمتري منصور ويعقوب الخوري، وكهنة الرعايا، عمداء من جامعة البلمند ومدير الثانوية عطية موسى وافراد الهيئتين الادارية والتعليمية، أمين عام حركة الشبيبة الارثوذكسية المحامي ابراهيم رزق ورؤساء المراكز والفروع، شخصيات وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الاسقف هزيم عظة نقل فيها “بركة غبطة البطريرك يوحنا العاشر، الذي يشاركنا صلاتنا اليوم بمحبته التي بها يحمل كل ابناء هذا الشرق بهمومهم وآلامهم وتطلعاتهم، وبدورنا نسأل الله حفظه واعطاءه الصبر والقوة”.

اضاف: “ما زلنا نحيا حدث القيامة الذي يمس كل واحد منا في الصميم، انه انعطاف الله على طبيعتنا المثقلة بالخطيئة ليعيد لها تلألؤها مدحرجا عنها كل ما يحجب صورة الله واشراقها فينا. القيامة هي اعادة ترتيب اولوياتنا، والتأمل في ما وصلنا اليه من جراء انجرافنا وراء الخطيئة التي زجت بنا في اتون الصراعات على الانا لامتلاك هذا الدهر الذي صيرنا عبيدا له وسلبنا حريتنا تحت شعارات منمقة”.

وشدد على ان” القيامة هي الجدة في حياتنا، التي بدورنا نقدمها للاخر، فكيف تكون القيامة قيامة والعنف بكل اشكاله (قوة وكلاما وقانونا والى ما هنالك) هو السيد؟ فبدل ان نقدم للاخر حياة وفرحا واملا، نقدم له قتلا وسلبا وخطفا وتعاسة واحباطا، متناسين قول السيد (كل ما فعلتموه باخوتي هؤلاء فيي فعلتم)، كيف تكون القيامة قيامة والكرامات تنتهك، والسجون تكتظ، والفقر يزداد؟ اين هي حقوق الانسان في العيش بكرامته؟”.

واشار الى انه “ما احوجنا اليوم الى القيامة وهي عبور شخصي من العبودية بكل اشكالها الحضارية اليوم الى الحرية، والحرية التزام ومحبة واحترام. القيامة هي التمرد على الموت فينا وتفجير قوة الحياة التي هي المحبة. عيدنا اليوم يقول خلاف منطق العالم: ان القوة هي للمحبة والسلام والود والاخاء. وهذه ما تجعل الحياة جديدة وفرحة، لا بل حياة”.

اضاف “القيامة عيد رجاء، عيد امل، لاننا نتطلع الى وجه يتجاوز وجه الموت، بشع وجه الموت. وعندئذ نرى الوجه اللامع الذي يعكس، لا وجه انسان مهما صلح، بل الوجه الالهي الذي عنده الرحمة فوق كل شريعة وفوق كل قانون. واننا في هذا الظرف، الذي نحن فيه، قلوبنا تمتلئ رجاء وتتعلق به، ننظر الى الحياة الابدية التي تجلت فعلا وواقعا في قيامة ربنا يسوع المسيح الذي سنقوم به”.

وقال “نحن قوم قياميون، لا نرزح تحت وطأة احباط او يأس، فالالم والاحباط واليأس حطمت على الجلجلة تحت قدمي المخلص الذي بالصليب اعطانا الفرح والرجاء. لقد التزم الرب يسوع قضايا شعبه: الفقر، الظلم الواقع عليهم، عدم العدالة، التسلط، القتل، الزنى، فعندما ارادوا رجم الزانية، قال: من منكم بلا خطيئة فليرجمها. وفي محاكمته ذكّر بلاطس عندما قال ان له سلطانا. اجابه: تذكر ان سلطانك مأخوذ من الله، اي السلطان لله. وعندما تكلم عن الحق وانه حامل الحق، اجابه: ما هو الحق؟ فاذا لم تنصف الفقير والغريب والارملة واليتيم والسجين والاسير والبريء، فانت لا تعرف الحق، الذي هو الله. نعم بيلاطس وكما اليوم يحكم بالحق بقتل بريء كما فعل مع قيافا بقتل المسيح، البريء. انه حق القوة”.

وأشار “نحن قوم يؤمن بالسلام واللقاء والحوار الذي هو محاولة اكتشاف الجمال وبذور الذهب التي زرعها الله في كل الثقافات وفي كل الاديان، انه ارادة المشاركة بالمصير الواحد وبالانسانية الواحدة، انه بكل بساطة الاقلاع النهائي عن لغة القوة، عن لغة (اقتل نفسي حتى اقتلك او اقتلك حتى تتمدن رغما عنك). ان الاجماع على العيش معا والاقتناع بان الاختلافات هي مصدر غنى، انه الايمان بان الحقيقة لا يمكنها ان تكون ملكا حصريا، رغم اننا امناء غير مستحقين عليها. الحوار يعني الحياة وهي عطية من الله وبالتالي لا يمكننا التصرف بها”.

واضاف: “نجتمع اليوم كي ينظر كل منا الى الاخر بدون كراهية، ويلقاه بلا جفاء، ويعلن انه بدون محبة الانسان للانسان لن يكون سلام، وان كنا ذكرنا العدل ذلك لان الكثرة تفتقر الى الحد الادنى من العيش الهنيء، فان بقيت الحال كما هي فكيف يكون هناك سلام؟ وفي الشرق الاوسط بصورة خاصة لا يحظون دائما بحقهم في الاعتبار والكرامة والتقدير والعيش الكريم وما اكثر امثال هؤلاء على وجه ارضنا”.

واكد “رفض الظلم والعنف والقتل والاهانة وانتهاك الحرمات والرموز الدينية وسلب حرية الناس واختطافهم ايا كانوا ولأي فئة او دين انتموا، فكرامة الناس عطية من الله وحكم منه وله، وليس لاحد الحق في سلبهم اياها”.

وسأل الله ان “يقبل هذه الصلاة التي رفعناها اليوم، كي يلهم خاطفي اخوينا المطرانين بولس ويوحنا وكل من هم كحالتهم ان يطلقوا سراحهم باسم الله الذي كلنا منه واليه، وكرامة المؤمنين لا ينزعها الا هو. ايضا نسأل الله ان يجعل آلامهما مآل فرح وقيامة”.

وذكر ان “المطران بولس ذرف، خلال قداس الهي اقيم في هذا الدير، دمعة على ما يحدث في سوريا، خاصة في ابرشيته حلب. فلنا الثقة والرجاء والايمان الكامل انه سيعود ويكون بيننا هنا في هذه الكنيسة ويصلي معنا وهذا هو رجاؤنا”.

وختم بالقول “اننا نحن الذين نقدم حسابا عن الرجاء الذي فينا، لا يمكننا الا ان نؤكد القيامة، وان الكلمة الاخيرة ليست بعدئذ للموت، بل للحياة وللمحبة”.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share