ترأس غبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس، يوحنا العاشر يازجي قداس الاحد الخامس بعد الفصح الذي يسمى باحد الاعمى، في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند بمعاونة رئيس الدير عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاسقف غطاس هزيم، مدير الديوان البطريركي الاسقف افرام معلولي ولفيف من الكهنة والشمامسة، وقد خدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا في حضور رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم، عمداء واساتذة الكليات وجموع من العائلة البلمندية في الدير والمعهد والثانوية ، اضافة الى قضاة وشخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
بعد الانجيل المقدس القى غبطة البطريرك يوحنا يازجي عظة من وحي الانجيل المقدس قال فيها” كان هناك انسان اعمى منذ ولادته، التقاه يسوع وشفاه، وكان ذاك اليوم هو يوم سبت، والفريسيون لم يصدقوا كيف ان انسانا يشفى في هذا اليوم، ما دفعهم الى سؤاله وطلب الشرح منه والتأكد من شفائه لانهم لم يصدقوا انه كان اعمى وشفي. حتى انهم سالوا والديه اذا كان ابنهم اعمى، ورغم التأكيد عادواالى الاعمى ثانية وسالوه من شفاك؟ فاجابهم لقد قلت لكم ولم تصدقوا ألعلكم تريدون انتم ايضا ان تصبحوا له تلاميذ؟”
واضاف غبطته” اغتاظ الفريسيون من قوله لانهم كانوا اصحاب علم ويتمسكون بتطبيق الناموس، واعتبروا ان ما قام به السيد المسيح بشفائه للاعمى خطأ كبير، لانه خالف الناموس. والنتيجة ان يسوع سأله هل تؤمن؟ فكان به ان سجد وقال اني اؤمن يا رب وحصل بذلك على الخلاص.”
وأشار غبطته “اننا نستطيع ان نتعلم امور كثيرة من هذا الانجيل، انما اريد ان اتوقف عند ناحية واحدة منه، هو ان الرب يسوع صودف ان شفى الاعمى في يوم سبت وبناموس الفريسيين لا يمكن القيام باي عمل في هذا اليوم، لذلك اعتبروا تصرفه بشفائه للاعمى مخالف للقوانين والناموس. وهذا يا اخوة ما يحدث معنا في اوقات كثيرة اذ اننا نتحجج بضرورة المحافظة على القوانين وتراث الكنيسة، وهو امر مهم للغاية، ولكننا ننسى ان روح هذه القوانين التي وضعها الاباء هي لخدمة خير الانسان، ومن اجل ان يرتقي عبر هذه القوانين ويصطلح ويتوب ويتقدس وتكون نهايته كنهاية الاعمى الذي قال” اؤمن يارب واعترف انك انت بالحقيقة ابن الله، وحصل بذلك على الخلاص.”
وشدد بالقول” لنتعلم من الرب الذي كسر الناموس ومنح البصر للاعمى ليرى، ونتذكر ان نتعاطى بروح المحبة والوداعة باسم الرب وليس باسم اي شيئ آخر. وصلاتي ان نذكر انفسنا اننا مدعوون ان نتمسك بروح المسيح الذي اتانا من السماء وفدانا بدمه وبذل نفسه على الصليب من اجل خلاصنا وخلاص كل البشر الذين اساؤوا اليه وطعنوه بحربة ووضعوا اكليل الشوك على راسه واستهزؤوا به ورغم كل ذلك قال وهو على الصليب يا ابتي انهم لا يدرون ماذا يفعلون. علنا بذلك نتلمس النعمة الالهية، ونتعاطى بمحبة وسلام مع الانسان الاخر. وعلينا ان نؤكد في كل ما نقوم به في صلواتنا واعمالنا ومؤسساتنا وخدماتنا وحياتنا.. هو لسعادة الانسان وخلاص الانسان الذي اراده الله على صورته ومثاله”.
وفي الختام اعلن ان هذه الصلاة مرفوعة من اجل اطلاق سراح المطرانين المخطوفين، متمنيا ان” يعودا معافين سالمين” كما تمنى ذلك لجميع المخطوفين والاسرى. ودعا الى احلال السلام في العالم.