التلميذ: قال الخوري في الكنيسة ان اليوم هو أحد آباء المجمع المسكوني الأوّل. من هم هؤلاء؟ هل هم قديسون نعيّد لهم؟
المرشد: المجمع المسكونيّ الأول الذي اجتمع في مدينة نيقية في آسيا الصغرى (تركيا حاليا) سنة ٣٢٥ بدعوة من الامبراطور قسطنطين الكبير هو الذي دافع عن الإيمان الصحيح المستقيم ووضع القسم الأول من دستور الإيمان: “اومن بإله واحد” الذي نقوله في كل قداس. لكن لماذا تسألني؟ تكلّمنا عن هذا سابقًا.
التلميذ: نعم أعرف دستور الإيمان الذي يقوله كل المسيحيين، لكن لماذا سُمّي المجمع مسكونيّا؟ ما معنى ذلك؟ ولماذا هو الأول؟ ألم يجتمعوا قبل سنة ٣٢٥؟
المرشد: سُمّـي هـذا المجمـع مسكـونيـّا لأنـه الأول الـذي جمع مسؤولين عن كل الكنائس في مدى الامبراطورية. هذه كانت تسمّى المسكونة اي المأهولة. كانت هناك مجامع قبله سُمّيت محلّيّة لأنها جمعت المسؤولين عن الكنائس في منطقة معيّنة كأنطاكية مثلا لبحث امور مشتركة. ربما انت تعرف ان المشاورة بين المسؤولين هي القاعدة في الكنيسة منذ أيام الرسل. المجمع المنعقد في نيقية سنة ٣٢٥ هو الاول الذي جمع الكل.
التلميذ: من هم آباء المجمع؟
المرشد: اشترك في المجمع أساقفة من الشرق والغرب. تسمّيهم الكنيسة آباء لأنهم وضّحوا الإيمان الصحيح، كما نسمّي “آباء” المطارنة الذين يشتركون في المجمع في أيامنا. لا يمكنني ان أَذكرهم كلهم لأن عددهم بالمئات (يقول التقليد بأنهم كانوا ٣١٨). بعضهم قديسون في الكنيسة مثل القديس نيقولاوس اسقف ميرا، والقديس اسبيريدون من قبرص، والقديس أثناسيوس الكبير الذي كان شماسًا يرافق أُسقف الاسكندرية أَلكسندروس، ومنهم من سمّتهم الكنيسة معترفين لأنهم تعرّضوا للتعذيب في اثناء الاضطهاد لكنهم لم يموتوا مثل بولس أُسقف قيصرية الجديدة الذي أُحرقت يداه، وأسقف من مصر وآخر من فلسطين فُقئت عينٌ من عيونهما.
التلميذ: من أين أتوا؟
المرشد: من كل المناطق. من بلادنا أَذكر لك أن أُسقف صور اشترك في المجمع واسقف حوران (كانت تسمى العربية) مع عشرات الاساقفة من المدى الأنطاكي على رأسهم إفستاثيوس أسقف انطاكية (لم يكن يٌسمّى بطريركًا آنذاك)، اوسيوس اسقف كوردوبا (إسبانيا) الذي كان مستشارا للامبراطور قسطنطين وقد مثّل اسقف العاصمة روما. أتى أساقفة من قرطاجة وايطاليا وبلاد الغال في الغرب، كما أتى أسقفان من بلاد الفرس اي مِن خارج الامبراطورية.