ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس احد الاباء في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند بمعاونة المطرانين دمسكينوس منصور وسلوان موسي، الاسقف المساعد لمتروبوليت اميركا جوزيف زحلاوي، رئيس دير سيدة البلمند عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاسقف غطاس هزيم، مدير الديوان البطريركي الاسقف افرام معلولي ولفيف من الكهنة والشمامسة، وقد خدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا في حضور رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم، النائب فادي كرم، الرئيس السابق لجمعية المصارف عبدالله الزاخم، قضاة وشخصيات وحشد من المؤمنين من المنطقة والجوار.
بعد الانجيل المقدس القى البطريرك يازجي عظة قال فيها” اليوم يا احبة، فيه فرح لنا جميعا ان نقيم هذا القداس الالهي المبارك ونرفع الصلاة معا في هذا المكان الشريف، في دير سيدة البلمند، في حضور ومشاركة اصحاب السيادة دمسكينوس وسلوان وجوزيف وغطاس وافرام”.
واضاف” دعوني اقول اننا نجتمع اليوم سوية في هذا الدير الشريف، ونحن دوما مجتمعون بالصلب الى جانب بعضنا البعض، ونحن نجتمع في فترة الصلاة الحية والفاعلة، حيث انه يوم غد تنطلق اعمال دورة المجمع الانطاكي المقدس في الدير، كما انه اليوم يصادف احد، الاباء بعد القيامة المجيدة والصعود وقبل احد العنصرة نقيم في مثل هذا اليوم من كل عام تذكار الاباء القديسين المجتمعين في المجمع المسكوني الاول في نيقية ولهذا التذكار معاني عديدة.”
وتابع” سمعنا في انجيل اليوم الرب يقول قد اتممت العمل الذي اعطيتني لكي اتممه، انما ما هو العمل الذي تممه؟ ويريد ان يمنحه؟ العمل هو ان يمنحنا الحياة الابدية. نعم يا احبة، رغم ان الانسان ابتعد عن الله وشوه صورة الله فيه، الله الذي اراد الانسان على صورته ومثاله، واحبه ويرده ان يكون بنوره الالهي، وقد اراد له الخلاص ووهبه الحياة الابدية.”
وقال ايضا” ان قول الرب اعطيتني العمل واتممت العمل الذي اعطيتني ان اتممه، هذا محور ما ائتمنا عليه في الكنيسة، لذلك عندما نقيم تذكار الاباء نتذكر ان الرجال العظام عبر تاريخ الكنيسة تبعوا الرسل وحلول الروح القدس وقد ائتمنوا على وديعة الايمان باعطاء الرب لنا نعمة وفرحا وحياة ابدية، هذه هي الرسالة التي نحن مؤتمنون عليها. اننا نتكلم عن الكنيسة، الايمان، الدين، الصلاة، الصوم، العطاء، الرحمة لالهية، عن كل هذه الامور انما النتيجة هي الرسالة التي يريد الرب ان نهبها للعالم، هي ما يريده ربنا منا، والتي هي تممة ان يكون للعالم الحياة الابدية.”
وشدد بالقول” نحن وقوم يبشرون بالسيد الذي هو الخلاص والفرح والسعادة والحياة، وكم الانسان، لا سيما في هذه الايام وفي خضم هذه الظروف، بحاجة لكلمة تعزية ورجاء، مع كل الصعوبات التي تواجه الانسان وفي وسط هذه التغيرات في العالم اجمع الذي يشهد صعوبات وحروبا. العالم بحاجة الى ان يسمع، وسط هذه الظلمة والقلق والاضطراب، كلمة تعزية، كلمة فرح وكلمة حياة.”
وأكد اننا” نحن رغم كل ما نعانيه من ظروف وصعوبات، نحن رسل حياة وفرح وطمئنينة في العالم، هذا ما ائتمنا عليه في كنيستنا، وهو رسالة عماد في الحق الذي اراده ربنا ان يكون، صوت الحياة وصوت الفرح كي تكون لنا الحياة الابدية”.
وقال يازجي ” نقيم اليوم تذكار من حملوا شعلة الايمان، وتمموا الرسالة، ونحن نستلم وتسلمنا هذه الامانة جميعا، اذ لا فرق بين اكليريكي وعلماني، الوديعة وديعة الايمان في قلوبنا جميعا، كل من اعتمد على اسم الاب وغطس في جرن المعمودية، هذا هو رسول المحبة والسلام والحياة الابدية، رسالة رجاء، هذا ما يحتاج اليه العالم خاصة في هذه الايام.”
واشار بالقول” ينعقد غدا المجمع الانطاكي، تحت كنف ورعاية سيدة البلمند، وفي قلوبنا كل هذه الهموم والهواجس، هواجس شعبنا والعالم بما يفكر والى ما يتطلع كي نتدارس كل هذه القضايا والمواضيع. ونطلب من الرب والروح القدس كي يقوينا عائلة واحدة في الوطن وبلاد الانتشار وفي كل العالم. وكما يقول نهاية المقطع في انجيل اليوم لكي يكون فرحي بكم كاملا، رسالتنا هذه ان تكون الحياة الابدية فيكم جميعا لكي يكتمل فرحنا ويكون فرحنا كاملا.”
وكرر شكره للرب” الذي ينعم علينا دوما بالبركات والنعم الالهية، رغم كل ضعفاتنا لا نستطيع الا ان نذكر اخوينا المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم الذين نصلي من اجلهما كي يكونا بيننا باسرع وقت، مع جميع المأسورين والحزانى. ونكرر ما سبق ان ذكرناه اننا دعاة حرية وسلام وبشارة للحياة الاتية ولسنا دعاة قهر وظلم واسر وقتل”.
وختم بالقول ” اننا نصلي من اجل الجميع ونطلب من الرب ان يقوينا لنحقق هذه الوديعة كما حفظها آباؤنا القديسون، لنكون دعاة فرح وسعادة وطمأنينة للعالم.”