اقام المركز الرعائي للتراث الارثوذكسي في مطرانية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس، برعاية وحضورالمتروبوليت افرام كرياكوس، ندوة توجيهية للشباب تحت عنوان “الإدمان، الإكتئاب وحرية الأخلاق، تحديات الشباب ومواجهتها” للأب الطبيب إفانغيلوس بابا نيقولا ضمن سلسلة احاديث روحية، وذلك في كنيسة رقاد السيدة العذراء في بترومين في حضور رئيس البلدية المهندس لويس قبرصي، المختار جمال غانم، كاهن البلدة الاب حنانيا قطريب وكهنة الرعايا، رئيس المركز الرعائي نبيل سمعان والاعضاء، رئيس فرع حركة الشبيبة الارثوذكسية في بشمزين نقولا بو شاهين، وشخصيات وحشد من المهتمين من المنطقة والجوار.
استهلت الندوة بصلاة ثم كلمة ترحيب وتعريف للاب اسحق جريج، بعده القت سهام يوسف كلمة المركز شددت فيها على اهمية عرض المشكلات التي تواجه الشباب، واشارت الى ان “الاحصاءات الاخيرة اثبتت ان ما يتعرض له الشباب اليوم من حالات اكتئاب وامراض نفسية ناتج عن مشاكل جمة لا طاقة للشباب على حلها”، مشددة ان “العامل الابرز لعدم قدرتهم على مواجهتها بعدهم عن الكنيسة وتجاهلهم للروح القدس وفاعليته وقوته في حل مشاكلهم”. وتطرقت الى السبل التي “يعتقد الشباب ان فيها خلاصا من مشاكلهم، لاسيما الاكتئاب، ولجوئهم الى الادمان الذي يدفع بهم الى مزيد من الاكتئاب لا بل الى العبودية التي تؤدي بهم الى اليأس.”
وانطلق الاب الطبيب نيقولا في حديثه من اسطورة شهيرة في بلاد اليونان للدلالة على ان الامراض عامة متأصلة وتستلزم العلاج. والاسطورة تحكي عن زواج امراة من رتبة الالهة من انسان عادي، معلقا على هذا النوع من الزيجات بعملية دمج بين المائت وغير المائت. وتابع حسب الاسطورة ان الزوجة ولدت صبيا وارادته ان يكون مثلها الاها، فمسكته برجله وغطسته بالمياه، فكانت غلطتها الاولى. وهذا الصبي كبر، واستدعي الشباب والرجال الاغريق الى الحرب في طروادة فخافت على ابنها من الموت رغم علمها انه بالموت يتمجد، وحتى تنقذه بطريقتها البسته رداء انثى واسكنته مع ملك وسبعة ملكات صغار. واشار الى الام اخطأت هنا للمرة الثانية مع ابنها في تربيته ظنا منها ان هذه هي التربية السليمة. وشدد على ان التربية الصحيحة ليست بمراعاة الطفل وتلبية جميع متطلباته، وليست حكرا على الام وحدها، بل هي مشاركة مع الاب. وتابع مجريات الاسطورة التي اسفرت عن طلاق الزوجين وتساءل هنا عن مضاعفات الامر السلبية على الاولاد، والمشاحنات التي تحدث بين الزوجين حيث يقع الاولاد ضحيتها الكبرى.
وتطرق الى المشاكل الاولى التي تظهر عند الاولاد وطرق حلها، مستعرضا جميع الاساليب التي يعتمدها الاهل، مركزا على ضرورة ان يعي الطفل منذ حداثته ان ليس كل شيئ مباح له، وهو ليس موجودا لوحده انما هناك عائلة واعضاء فيها، ودعا الى تربيته تربية تحمل روح التقشف والحرمان والالتزام بحدود معينة في كافة الامور. ولفت الى ان التقدم التربوي يصطدم بثلاثة عوائق عدم ادخال الطفل في الدائرة المغلقة التي تحد من حريته خشية ان يكره اهله، اباحة كل شيئ له، واعتباره ناضجا يستطيع تقرير مصيره.
وشدد على ان التربية غير السليمة تؤدي غالبا الى مشاكل دفينة تعشعش في نفس الشباب وتظهر باساليب مختلفة تدمر في النتيجة حياتهم ان من حيث اللجوء الى الادمان على المخدرات وغير ذلك من بوبقات الحياة العصرية. واستهجن زواج المثليين وتبنيهم للاطفال وسال ما هي التربية التي يقدمونها لهم؟
وختم داعيا الشباب الى الانتماء للكنيسة التي هي الملاذ الوحيد لكل المشاكل وفيها الشفاء من الامراض النفسية والعصبية وغيرها.
سبق الندوة صلاة غروب وتراتيل دينية ادتها جوقة ابرشية طرابلس. وكانت ضيافة.
كما كان للاب الدكتور عينه حديث تحت عنوان “علم النفس والأبوة الروحية” في قاعة كنيسة القديس ماما- كفرصارون.