رأى بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوكس يوحنا اليازجي ان “المرحلة دقيقة وحساسة ونحن عائلة واحدة مسيحيين ومسلمين”. كلام اليازجي جاء خلال استقباله وفد من “تجمع العلماء المسلمين”.
وعلى الأثر، تحدث رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين فقال: “تشرفنا وسررنا بزيارة غبطة البطريرك اليازجي في البلمند لنؤكد له نحن في تجمع العلماء المسلمين في لبنان التعاون والوحدة الوطنية بيننا جميعا، في ظروف تعيشها الأمة بالدعوة إلى التحريض والتفرقة بين المواطنين على أساس من العصبيات المذهبية والطائفية البغيضة.
نؤكد هذا التعاون في ما بيننا في مواجهة كل دعوة إلى التفرقة والانقسام، ولنبقى جميعا على تواصل في ما بيننا، وخصوصا في المجلس التشاوري الذي يضم عددا من رجال الدين مسلمين ومسيحيين لنجابه بهذا العمل وهذه الخطوة الدعوات التحريضية إلى الانقسام والتفرقة التي تذهب في النهاية لمصلحة الأعداء. سررنا جميعا بلقاء غبطة البطريرك مؤكدين حسن استقباله”.
من جهته، قال اليازجي: “كما هو معروف، إن قلوبنا مثل بيوتنا مفتوحة للجميع. وكما ذكرتم نعتقد أن هذا يقوي ويفرح، لأن هذا عيشنا، ونحن دائما نقول إننا عائلة واحدة مسلمين ومسيحيين بكل أطيافنا، ونحن دائما نؤكد هذا الأمر كمسيحيين عموما، نحن على ثقة وعلى رجاء، ولا شك بأن المرحلة التي نمر بها حاليا دقيقة وحساسة وصعبة وقاسية، ولكن رغم ذلك نبقى نحن على يقين وعلى رجاء ونأمل بالشعب الطيب والبلد الجميل والموجودين فيه، وخصوصا إن كنا نتكلم عن لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكل المنطقة. هذا الشعب طيب ويستحق كل خير، ونحن نبقى على هذا الرجاء، ولن نتزعزع ونحن هنا حتى كمسيحيين”.
أضاف: “كل ما عرجتم عليه سماحتكم بتهانيكم ومحبتكم وتضامنكم نحن شاكرين له، ونقدره جدا، وخصوصا ما ذكرتم عن أخوينا المطرانين الذين نرجو إن شاء الله، وفي أسرع وقت أن تطوى هذه الصفحة كي لا تكون لها تداعيات كما ذكرتم. هذا لسان حالنا، فالتعدي على رجال الدين مسيحيين ومسلمين، كما نوهتم بالشيخ محمد البوطي وغيره، أمر لا يقبل به أحد، وإن أشخاصا كهؤلاء هم رمز للسلام وللمحبة ولفعل الخير وللعمل الإنساني وكل ما ينتج من ذلك. إذا، التعدي على هكذا هامات ومقامات، مسلمين أو مسيحيين روحيين وغير روحيين، هو تعد على كرامة الإنسان ومحبة ورحمة الله تجاه الإنسان، وهذا أمر لا أحد يقبل به”.
وتابع: “نحن لدينا مجمع مقدس للمطارنة في الوطن وفي بلاد الانتشار في سوريا ولبنان، ولدينا مطران أيضا في منطقة بغداد. لقد كان لدينا اجتماع، وأصدرنا بيانا اطلعتم عليه، وكلنا كنا نحمل في قلوبنا هموم شعبنا وأولادنا ومنطقتنا والأوضاع والظروف التي نمر بها في الوطن وانتشار. وأكدنا هذه الثوابت في العيش المشترك والسلام والحوار، وأن الحل هو بالحوار والتفاهم والحل السياسي، وليس بالقتل. كما تطرقنا إلى فلسطين وبلاد المقدس، فالقدس التي تبقى هي أولى القضايا وفي قلوبنا وأذهان الجميع”.