البطريرك يوحنا العاشر في حفل تخرّج طلاب البلمند: إحتقان في الخطاب السياسي يمتطي الدين وسيلة

mjoa Monday July 8, 2013 88

graduation ceremonyفي رعاية بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنّا العاشر يازجي وحضوره، انطلق احتفال دورة سنة 2013 لتخرّج طلاب جامعة البلمند. وكانت رسالة من يازجي جاء فيها: “السياسة، في الأصلِ، هي حسن قيادةِ الشعوبِ. تنوّعَت في التاريخِ طرقُ التعاملِ مع هذا المفهومِ، وعرفَ القرنان الماضيان تطورًا كبيرًا في النظرة الفلسفيّةِ للسياسةِ كأنظومةٍ تدبيريّةٍ للمجتمعاتِ، كما عَرفا ظهور عددٍ من الشرعاتِ التي تنظّم الحقوقَ على الصعيد الدُّولي، من دون أن تربُطَها بالضرورةِ بواجباتٍ محدّدة المعالم.

 

 

 

 

لكنّنا اليوم نشهد خلطًا بين المفاهيم السياسيّةِ وما تستلزمه من خُلُقياتٍ وقِيَمٍ مجتمعيّة، والمُعطى الدينيّ القائم على الإيمانِ والأبعادِ الروحيّة. من نتائج هذا الخلط احتقان في الخطابِ السياسيّ الذي يمتطي الدينَ وسيلة، ويُشرذم الشعوبَ، ويلغي مفهومَ المواطنةِ. في مجتمعٍ تطغى فيه لغةُ العنف على لغة المحبّة، نحن مدعوون إلى جعل الجامعة بيئةً رافضةً للترهيب الفكريّ والجسديّ، وذلك لأن “المحبة لا تسقط أبدًا” كما قال الرسول بولس. في مجتمعٍ، تحلّ فيه القوّة الاقتصاديّةُ محلّ كل مبادئ الحقِّ، نحن مدعوون إلى أن نعيشَ في الجامعة رفضَنا لمنطق القوّة مهما كان نوعُها، ونجعل من هذا الرفضِ عنوانًا لخصوصيتِنا”.

وقال رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم: “انهارت الدولة للأسباب الكثيرة التي تعرفونها، وربما لأن الجامعات على مدى 100 عام ويزيد لم تُعّدْ الأجيال الطالعة على أولوية المصالح العامة، على حقوق الشعب، وعلى سلطة القانون. الدولة ضحية تفوق المصالح الخاصة العابرة على المصالح العامة الثابتة. وتدعوكم للانهماك بإشكالاتها وبفخر الخدمة في مؤسساتها دعماً للناس ومصالحهم، وصحتهم وتعليم أولادهم. هذه كلها وظائف كبرى تنتظركم فعليكم أن تتلقوها، لا بل أن تنتشلوها من سراديب الفساد والمفسدين. فليتكلم البعض عن الأيديولوجيات والهوائيات، وليتكلم البعض عن المصالح الخاصة، أما أنتم فأمامكم الناس وحاجاتهم وأمل العيش الكريم عندهم. وأمامكم فرح الانغماس في خدمتهم. التحدي أمامكم كبير بالارتقاء من الفرع إلى الأصل ومن المصالح الضيقة إلى المصالح العامة”.

كلمة التّخرّج ألقاها الطّالب جورج المرّ من معهد القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ اللّاهوتيّ.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share